أكد وزير الزراعة والري المهندس فريد مجور أن زراعة القات في اليمن آفة اجتماعية تعاني منها البلاد وهي في نمو مستمر وهناك جهود للحد من انتشار زراعته وتأثيراته على زراعة المحاصيل الغذائية الأخرى اللازمة لتوفير الأمن الغذائي. جاء ذلك خلال تدشينه اليوم ومعه وكيل محافظة صنعاء للقطاع الغربي عبدالله السياغي أنشطة إحلال زراعة أشجار البن بدلاً عن زراعة أشجار القات في عدد من المواقع بمديرية مناخة بمحافظة صنعاء. حيث قاما باقتلاع عدد من أشجار القات في حقول المزارعين في تلك المنطقة وغرس شتلات البن بهدف تشجيع انتشار زراعته وتقليص مساحة زراعة القات الذي تستنزف زراعته مخزون المياه الجوفية على حساب زراعة المحاصيل الغذائية المختلفة اللازمة لتوفير الأمن الغذائي. كما قام وزير الزراعة ووكيل صنعاء خلال زيارتهما لعدد من مناطق المديرية بتحديد عددا من المواقع لتنفيذ مشاريع سدود وخزانات وبرامج حصاد مياه في مناخة، إضافة إلى برامج تحسين إنتاجية محصول البن، حيث سيتم تنفيذ 18 مشروعا في مجالات زراعية مختلفة تستهدف تشجيع زراعة البن واللوز في المديرية والحد من التوسع في زراعة القات من خلال إحلال محاصيل نقدية لمكافحة الفقر الريفي والمساهمة في الأمن الغذائي الأسري والتكيف مع التغيرات المناخية بالتركز على زراعة محاصيل ذات احتياجات مائية قليلة كالبن واللوز. وتأتي هذه الأنشطة في إطار خطة الإنعاش الاقتصادي للمرحلة الانتقالية والمتمثلة في تعزيز وتحسين المعيشة للناس وخلق فرص عمل وتحسين الدخل المعيشي. كما افتتح الوزير مجور والوكيل السياغي الدورة التدريبية في مجال تطوير زراعة وإنتاجية البن في منطقة حراز بمديرية مناخة، والتي ينظمها على مدى يومين قطاع تنمية الإنتاج الزراعي في وزارة الزراعة والري بالتعاون مع مكتب الزراعة بمحافظة صنعاء وتمويل من برنامج دعم التنوع الاقتصادي – قطاع الزراعة. وتهدف الدورة إلى تأهيل 30 متدربا ومتدربة من أبناء المديرية وتعريفهم بالمعاملات الزراعية الحديثة لزراعة البن وبما يسهم في التوسع في زراعة وإنتاجية هذا المحصول الاستراتيجي والنقدي الهام. وفي الافتتاح أشار وزير الزراعة والري إلى الجهود المبذولة في سبيل الحد من زراعة القات وإحلالها بزراعة محاصيل هامة مثل البن، داعيا إلى تكاتف كافة الجهود والعمل على جعل مناخة مديرية أنموذجية في اقتلاع شجرة القات واستبدالها بزراعة أشجار البن بحيث يتم الإقتداء بها في مختلف مناطق ومديريات محافظات الجمهورية.. وقال:" لقد تم التركيز على البدء في اقتلاع أشجار القات بمنطقة حراز لأننا وجدنا هناك مبادرات ذاتية من أبناء المنطقة وهو ما يعبر عن استعدادهم لإحلال أشجار البن بدلا عن أشجار القات"، مؤكدا استعداد الوزارة تقديم كافة الدعم وبما من شأنه تشجيع زراعة البن وذلك من خلال إقامة خزانات حصاد مياه الأمطار والمساهمة في توفير وسائل ري حديثة وترشيد استخدام المياه، إلى جانب إقامة مشاتل قروية لزراعة اللوز والبن لتوفير الشتلات للمزارعين بحيث يتم المحافظة على تلك الأنشطة الزراعية وتشغيلها خلال المرحلة القادمة كونها ستسهم في تطوير البنية التحتية في المنطقة. كما ألقيت خلال الدورة العدد من الكلمات عبرت عن استعداد أبناء المنطقة في التوجه نحو زراعة البن بدلا عن القات، مشيرين إلى أهمية الدورة كونها تتضمن مواضيع ومعارف ومعلومات حول التعامل مع زراعة البن وتحسين نوعية المنتج بما يمكنه من المنافسة في الأسواق العالمية وتعزيز قدرته التنافسية باعتباره من المحاصيل النقدية والإستراتيجية التي اشتهرت به اليمن تاريخيا. إلى ذلك زار الوزير مجور والوكيل السياغي أحد مشاتل زراعة البن التابعة للقطاع الخاص واطلعا على دور المشتل في توزيع الشتلات على المزارعين وإسهامه في تشجيع زراعة البن في منطقة حراز.. وأكد الوزير استعداد الوزارة وتدخلها خلال المرحلة القادمة لتطوير هذا المشتل بحيث يتم توفير مساحة إضافية لتوسعة المشتل ليكون مشتلا نموذجيا ودعمه من أجل تحقيق الأهداف الرامية إلى تشجيع زراعة هذا المحصول الهام. رافقهم خلال الزيارة مدير مديرية مناخة علي الفقيه ومدير عام مؤسسة يمن بلا قات فؤاد باربود ومدير برنامج دعم التنوع الاقتصادي – قطاع الزراعة المهندس صادق النبهاني ومدير أمن المديرية الرائد صالح المنصوري وعدد من المسئولين في وزارة الزراعة والري والمديرية.