بدأت اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية في العاصمة المصرية القاهرة أعمال الاجتماع العربي الأوروبي الثاني على مستوى وزراء الخارجية من الجانبين ، بحضور مكثف من دول الجامعة والاتحاد الأوروبي لوفود بلغت "48" وفدًا. وتشارك اليمن في الاجتماع الوزاري العربي الأوروبي الثاني بوفد برئاسة مندوب بلادنا لدى جامعة الدول العربية السفير محمد الهيصمي. ويرأس الاجتماع على الجانب العربي الدكتور عدنان منصور وزير الخارجية اللبناني الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الجامعة بينما يرأس الجانب الأوروبي كاثرين أشتون الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي. وفى بداية الاجتماع أكد وزير خارجية لبنان الدكتور عدنان منصور الرئيس الحالي لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري على الأهمية الكبرى للاجتماع الذي يأتي في ظل تغيرات وتطورات متلاحقة شهدها كل من العالم العربي والاتحاد الأوروبي. وشدد على أن تسوية الأزمة التي تمر بها سوريا حاليًا واجب أخلاقي ينبغي على الجميع المساهمة فيه لتوفير الأمن والاستقرار لسوريا وللمنطقة.. مؤكدًا أن ما تعانيه سوريا يؤثر على العالم العربي بأكمله بما تحمله تلك الأزمة من انعكاسات سلبية. وقال الدكتور عدنان منصور إن ما يمر به العالم العربي من تطورات لن تجعله ينسى القضية الفلسطينية والتي مازالت مستعصية الحل منذ أكثر من 50 عامًا في ظل الرفض الإسرائيلي للانصياع للقرارات والأسس التي أقرتها الشرعية الدولية. ولفت إلى أن استمرار التعنت الإسرائيلي وامتداد الصراع العربي الإسرائيلي يدعو للمزيد من التشديد على إقامة منطقة شرق أوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل ومطالبة العالم بالضغط على إسرائيل لتنصاع لمتطلبات السلام. من جانبه أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي على أهمية هذا الاجتماع ليكون منطلقًا جديدًا للتعاون العربي الأوروبي بعد اجتماع مالطا 2008م .. معربًا عن أمله في أن تتم ترجمة الإرادة السياسية المشتركة لإحداث نقلة نوعية في طبيعة العلاقات العربية/الأوربية ووضع الإطار المناسب للتشاور السياسي وتيسير انتقال الأفراد ورؤوس الأموال والاستثمارات بين الجانبين. وشدد العربي في كلمته على وجود عزم من الجانبين لمعالجة الأزمات والتوترات التي تعانى منها المنطقة لتكون منطقة امن واستقرار لصالح الجانبين مطالبًا الجانب الأوروبي بدعم الطلب الفلسطيني في ال 29 من شهر نوفمبر الجاري للحصول على صفة الدولة غير عضو في الأممالمتحدة. وبشأن الأزمة السورية قال العربي إن الشعب السوري يعاني على مدى 20 شهرًا من استمرار دائرة العنف التي تدفع هذا البلد نحو الانهيار بسبب تسلط السلطة ضد المنتفضين والثائرين واستخدام كل الأسلحة ضدهم ..مؤكدًا أن كل هذا يحدث أمام عجز مجلس الأمن الدولي. وعدّ أن هناك بصيص أمل في مسار الأزمة السورية بعد تشكيل كيان جامع للمعارضة السورية في اجتماع الدوحة وهو الكيان الذي تدعمه الجامعة ، مطالبًا الاتحاد الأوروبي بالاعتراف به ودعمه. وحول السودان ، طالب العربي بتضافر الجهود المشتركة بمعالجة الأزمة بين دولتي السودان وجنوب السودان بالإضافة إلى دعم جهود الاستقرار في مصر واليمن وليبيا وتونس. وأكد أن مسألة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية ما زالت تمثل التحدي الأكبر للاستقرار في المنطقة .. مشددًا على ضرورة عقد مؤتمر هلسنكي الشهر المقبل لإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل. وطالب الأمين العام لجامعة الدول العربية في ختام كلمته بضرورة بذل الجهود للحد من التطرف في الغرب ضد الإسلام والمسلمين وإصدار تشريع دولي يجرم ازدراء جميع الأديان ورموزها. من جانبها أعربت نائب رئيس المفوضية والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية المشتركة للاتحاد الأوروبي كاترين أشتون في كلمتها عن حرص الاتحاد الأوروبي على دعم وتعزيز التحولات التي تمر بها الدول العربي من أجل إرساء الحرية والديمقراطية. وأكدت أهمية مواصلة الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ووقف العنف الدائر حاليًا وكذلك مساندة جهود إحلال السلام والدفع بها قدما.