القراءة هي اول فريضة حث عليها الاسلام في اول كلمة وحي نزلت على رسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم "اقرأ بسم ربك الذى خلق " . وهي الى جانب ذلك تمثل الاداة الاهم في عمليتي التعلم والتعليم فهي المدخل الى تعليم المواد الاخرى وتنمية الذات واكتساب مهارات الحياة , غير ان الواقع التعليمي يظهر ان هناك ضعفا قرائيا وكتابيا كبيرا مثل ابرز الصعوبات والتحديات التى تعاني منها العملية التربوية والتعليمية في اليمن. ومن أجل ذلك جاء اهتمام الحكومة ممثلة بوزارة التربية والتعليم مع شركائها بضرورة وضع المعالجات اللازمة لتجاوز ذلك الواقع حيث دشنت أولى خطواتها بوضع المعالجات لهذه المشكلة واستعانت بفريق عمل وخبراء تربويين من أجل إعداد "برنامج نهج القراءة المبكرة " بالشراكة مع مشروع تحسين معيشة المجتمع (CLP ( الممول من الوكالة الامريكية للتنمية الدولية ((USAID . وأشارت الاخصائية الاجتماعية والتربوية اليمنية إشراق العودري المشاركة في البرنامج التدريبي انه تم الانتهاء من إعداد الدليل التجريبي " نهج القراءة المبكرة " , ومن اثم تم اختيار فريق تدريبي تربوي ليتم تأهيله ليقوم بالتدريب الميداني لعدد من المعلمين (للصفوف الاولية ) ومدراء المدارس و الوكلاء والأخصائيين الاجتماعيين . مشيرة الى انه تم النزول الميداني والتدريب في بعض محافظات الجمهورية ومنها " امانة العاصمة ومحافظة عدن كعينةٍ تجريبية للبرنامج ليتم قياس الاثر فيما بعد حيث تم استهداف عدد من المدارس بأمانة العاصمة ومحافظة عدن . واشارت العودري الى ان هذا البرنامج التجريبي امتاز بالجدية اثناء التطبيق الميداني سواء من قبل الجهات المنفذة بوزارة التربية والتعليم او الجهة الممولة بالإشراف اليومي والمستمر من قبل المشرفين والمنسقين لطريقة تنفيذ الاداء والتطبيق بالميدان , كما تم توزيع الحقائب التدريبية للمتدربين وكذلك توفير المنهج التجريبي لجميع التلاميذ في المدارس المستهدفة . يشار الى انه سيعقب فترة التدريب في المرحلة الاولى فترة تدريب لنفس الفئة بالمرحلة الثانية في بداية عام 2013م , وكذا سيتم استهداف اولياء الامور " الاباء – والأمهات " ببرامج تدريبية للتعرف على برنامج نهج القراءة المبكرة ، فضلاً عن انه سيتم تقييم المعلمين دوريا ورفع تقارير بالأداء حسب خطة العمل المقدمة لهم , وسيتم تقيم التجربة بقياس اثر التحسن من خلال الاختبارات الدورية التي سيتم تقديمها للتلاميذ . وقد تميز هذا البرنامج التجريبي بخصائص عدة مثلت أبرز عوامل نجاح البرنامج لعل من أبرزها نهج مبني على برامج عالمية فعالة , بما في ذلك تجربة مصر ودول اخري ، تأكيده على تقويم المعلمين المستمر ، يربط تعلم القراءة بالفهم الاستماعي من خلال القصص الاستماعية ، وكذا تقديم دليلا ارشاديا للآباء والأمهات لتعزيز تعلم القراءة والكتابة ، فضلاً عن انه تم تكييف هذا البرنامج بما يناسب مع الواقع اليمني من قبل خبراء يمنيين . وأشارت الاخصائية الاجتماعية إشراق العودري الى ان برنامج نهج القراءة المبكرة سيظل منهج تجريبي بحاجة الى تكاتف الجهود من اجل انجاحه , ويظل التلميذ والمعلم وولي الامر هم المحور الاساسي لإنجاح هذه التجربة , وإعطاء أي ملاحظات حول المنهج من اجل ان يتم تقييم التجربة بشكل صحيح .