ساد هدوء في مدينة طرابلس شمال لبنان، التي تشهد اشتباكات بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن ذات الغالبيتين السنية والعلوية بعدما بدأ الجيش اللبناني الليلة الماضية خطة أمنية انتشر بموجبها على خطوط التماس بين المنطقتين وفي عمقهما. وأوضحت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" اليوم الاثنين بأن المظاهر المسلحة اختفت من الشوارع بمدينة طرابلس، وساد الهدوء التام في جميع المحاور وبدء عودة الحياة تدريجيا إلى طبيعتها. وقال مصدر أمني لبناني إن وحدات الجيش اللبناني انتشرت بكثافة في منطقتي باب التبانة وجبل محسن وبدأت في إزالة الدشم والسواتر والمتاريس عند الخط الفاصل بين المنطقتين في شارع سوريا.. كما أقامت هذه الوحدات حواجز ثابتة للتدقيق في الهويات والسيارات وسيرت دوريات مؤللة. وأفاد مرجع عسكري صحيفة "الجمهورية" اللبنانية بأن "خطة – صاعقة" التي اقترحها قائد الجيش العماد جان قهوجي على المجلس الأعلى للدفاع، تقضي بأن "يلغي الجيش منطق خطوط التماس بين الجانبين وتغيير قواعد اللعبة التي تحكمت بالمدينة منذ أشهر عدة وتحديدا منذ اندلاع الثورة في سوريا قبل 21 شهرا واعتبار كل ما يجري فيها انعكاسا لكل ما يجري في سوريا". وجاء تطبيق الخطة الأمنية الجديدة في طرابلس بناء على توجيهات مجلس الدفاع الأعلى للجيش والقوى الأمنية بضبط وضع الأمن في طرابلس التي تشهد اشتباكات مسلحة منذ نحو أسبوع. وكان مجلس الدفاع قد اجتمع أمس الأحد برئاسة الرئيس اللبناني ميشال سليمان وحضور رئيس الوزراء نجيب ميقاتي وقادة الأمن وعدد من الوزراء، وبحث الوضع الأمني في طرابلس دون إذاعة مقرراته التي ينص القانون على سريتها. وقال ميقاتي في حديث نشرته صحيفة "النهار" اللبنانية اليوم إنه تم خلال الاجتماع "التوافق على خطة أمنية جديدة ينفذها الجيش في طرابلس لوقف النزف الحاصل، وقد بدأ تنفيذها العملي". ودعا رئيس الوزراء الجميع في طرابلس إلى "التعاون مع القوى الأمنية لإيقاف النزيف الحاصل وتحصين المدينة من أتون الفتنة". بدوره، أوضح وزير الداخلية اللبناني مروان شربل في تصريح اليوم أن "المجلس الأعلى للدفاع اتخذ تدابيره في طرابلس، ومن المقرر أن ينفذها الجيش اللبناني خلال يومين، وعليه يجب أن تتوقف العمليات العسكرية". وبلغت حصيلة الاشتباكات التي وقعت في مدينة طرابلس على خلفية مقتل وجرح مجموعة من المقاتلين الإسلاميين من المدينة وشمال لبنان في مدينة تلكلخ السورية القريبة من الحدود الشمالية مع لبنان 18 قتيلا و100 جريح، بينهم عدد من عناصر الجيش.