عزز المتمردون سيطرتهم على مناطق في افريقيا الوسطى واجبروا الجيش النظامي وحلفائه على التراجع الى دامارا آخر نقطة استراتيجية على طريق العاصمة بانغي التي تخضع لحظر للتجول. وسيطر متمردو حركة سيليكا التي تقاتل الرئيس فرنسوا بوزيزيه الذي يحكم البلاد منذ 2003، بدون معارك على مدينة سيبوت (160 كلم شمال العاصمة)، محققين بذلك نجاحا جديدا في الهجوم المستمر منذ ثلاثة اسابيع. وقال وزير ادارة الاراضي (الداخلية) في جمهورية افريقيا الوسطى جوزيه بينوا ان الاستيلاء على سيبوت "اثار حالة من الفوضى والخوف في بانغي". من جهته، صرح مسؤول عسكري ان "المتمردين دخلوا سيبوت. لم تجر معارك والقوات المسلحة للبلاد المتمركز هناك وكذلك القوات التشادية غادرت المدينة مساء الجمعة لتتمركز في دامارا" آخر نقطة لها وتقع على بعد 75 كلم عن بانغي. ويشكل تركيز القوات في دامارا الحل الاخير للقوات التشادية والنظامية لوقف تقدم المتمردين الى بانغي. وفي مواجهة تقدم المتمردين، اعلن حظر للتجول ليلا في بانغي، كما اعلن مرسوم تلاه وزير الادارة المحلية مساء السبت. وقال ان "رئيس الجمهورية رئيس الدولة (فرنسوا بوزيزيه) (...) يعلن حظرا للتجول في عاصمة افريقيا الوسطى بانغي اعتبارا من اليوم السبت. وهذا التدبير يسري من الساعة 19,00 (18,00 تغ) حتى 05,00 (04,00 تغ)". واضاف الوزير "كل المخالفين سيتعرضون لعقوبات". واقفرت شوارع بانغي ليلا واغلقت المطاعم والمحلات التجارية التي يقوم بحمايتها رجال مسلحون بسواطير. وقال احدهم ان "اصحاب المحلات يخشون عمليات نهب لذلك يدفعون اموالا ليأتوا بحراس". وعلى الصعيد الدبلوماسي يزور رئيس بنين توماس بوني ياي الذي يتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الافريقي اليوم الاحد بانغي للقاء الرئيس فرنسوا بوزيزيه وحثهه على سلوك الحوار طريقا للخروج من الازمة التي تشهدها بلاده. وقال وزير خارجية بنين ناسيرو اريفاري باكو في تصريح له ان "الرئيس سيذهب في مسعى وقائي، سيدعو مختلف الاطراف الى الحوار". واضاف ان "خطوته تندرج في اطار دعم كل قرارات المجموعة الاقتصادية لدول وسط افريقيا". وكانت المجموعة الاقتصادية لدول وسط افريقيا دعت يوم الجمعة الماضي الى "حوار بلا شروط ولا مقدمات" يعقد "بدون تأخير" في ليبرفيل، مشيرة الى ان اطراف النزاع في افريقيا الوسطى موافقة على مبدأ التفاوض.