وقعت دولتا السودان وجنوب السودان اليوم الثلاثاء على مصفوفة تنفيذ اتفاقيات التعاون المشترك التسع، برعاية الآلية الإفريقية رفيعة المستوي برئاسة ثامبو امبيكي. ووقع عن الجانب السوداني رئيس الوفد المفاوض إدريس محمد عبد القادر وزير الدولة برئاسة الجمهورية، وعن دولة جنوب السودان كبير المفاوضين باقان أموم. وتأتي المصفوفة استكمالا للخطوات العملية للاتفاق الذي وقعه الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت بأديس أبابا في 27 سبتمبر 2012م. وقال الناطق الرسمي باسم الوفد السوداني المفاوض السفير بدرالدين عبدالله في تصريحات له اليوم إن المصفوفة تشمل كافة مستلزمات خطوات تحويل الاتفاقيات إلى ارض الواقع، وتوقيتات مختلفة لكافة بنود هذه الاتفاقيات لتؤدي في نهاية المطاف إلى تعاون بناء بين البلدين في كافة المجالات، وذلك عبر الآليات المخصصة لكل بند من بنود الاتفاقيات لإنزال عملية التنفيذ على الأرض. وأضاف إنه تم الاتفاق على أن تقوم كل دولة بإخطار الشركات العاملة لديها في مجال النفط للبدء في عمليات التحضير خلال أسبوعين لضخ النفط واستقباله، ونقله عبر الأنابيب إلى ميناء التصدير. ولفت الناطق الرسمي في هذا الصدد إلى أن عملية ضخ النفط تعتمد بصورة أساسية علي مدى الجاهزية لذلك من الناحية الفنية، متوقعا أن يصل نفط دولة جنوب السودان للتصدير عبر ميناء "بورتسودان" بشرق السودان خلال فترة تستغرق مابين شهرين إلى ثلاثة أشهر من موعد انطلاق تنفيذ المصفوفة، وفقا للجاهزية الفنية في هذا الجانب. وأوضح السفير بدر الدين عبدالله أن جولة المفاوضات الأخيرة شهدت تحولا ايجابيا كبيرا في مواقف دولة جنوب السودان، تؤشر بأن المرحلة المقبلة ستشهد التزاما واضحا من جوبا في عملية التنفيذ. وأكد أن روحاً من التفاؤل تسود في الدولتين بالانتقال لمرحلة جديدة من العلاقات تنهي كافة التوترات وتحقق الاستقرار المنشود للمنطقة من خلال إعلاء المصالح المشتركة، وتحقيق الأمن الدائم وتعزيز عملية تبادل المنافع وتحويل الحدود إلى منطقة منفعة عامة مما سيؤدي إلى الثقة المتبادلة التي تعتبر أساس نجاح عملية السلام. وضمن السياق نفسه قال الوسيط الأفريقي ثامبو امبيكي في تصريحات له اليوم إن الخرطوموجوبا اتفقتا علي إصدار الأوامر لاستئناف تصدير نفط دولة جنوب السودان عبر الأراضي السودانية في غضون أسبوعين. وبدورها اعربت نكوسوزانا دلاميني زوما رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي عن ترحيب الاتحاد بهذه الخطوة، وقالت إنها تأتي تتويجا للمحادثات حول التنفيذ الذي يتضمن خطة مفصلة، وجدولا زمنيا للتنفيذ الكامل لجميع عناصر الاتفاق. وأكدت ثقة الاتحاد الإفريقي في الدولتين بالإيفاء بالتزاماتهما وتعهداتهما بحسن نية وسرعة في الانجاز.