استعرض مؤتمر الحوار الوطني الشامل، في القسم الثاني من جلسته الصباحية، لهذا اليوم تقريراً عن الوضع المائي في اليمن، والذي قدمه وكيل وزارة المياه والبيئة لقطاع المياه، توفيق عبد الواحد الشرجبي. وأبان التقرير الأهمية الإستراتيجية للمياه، لاتصاله بالسلم الاجتماعي، وباعتباره أساس الحياة، وأساس التنمية الشاملة.. وعرض التقرير للوضع الراهن للمياه في اليمن، واستخداماته على مستوى البلاد.. مشيراً في هذا السياق إلى أن نحو 90 بالمائة يذهب للاستخدامات الزراعية في ظل تدني واضح في كفاءة الإنتاج الزراعي، فيما تسجل أدنى نسبة لاستخدام المياه في للأغراض المنزلية. وعزا التقرير سبب هذا التفاوت في نسبة استخدام المياه إلى قصور في التشريعات وإلى السياسات الحكومية السلبية التي تشجع الزراعة الأفقية وتدعم استيراد الحفارات وتدعم أسعار الديزل، في ظل محدودية الاستثمار في مجال الري، وإنشاء سدود غير مدروسة. وأبز التقرير الوضع الحرج للوضع المائي في اليمن.. مشيراً في هذا الخصوص إلى أهم الأحواض المائية المهددة بالاستنزاف، والتي تصل إلى خمسة أحواض من بين 14 حوضاً في اليمن. وحذر التقرير من خطورة التأخير في وضع الحلول العاجلة لمشكلة المياه في البلاد، والتي قد تؤدي إلى تدهور الاقتصاد الريفي وتضخم أسعار الغذاء، وتزايد في معدلات الفقر والهجرة إلى المدن، وتدهور الاستقرار والسلم الاجتماعي. ودعا التقرير إلى ضرورة الدفع بقضية المياه إلى أعلى سلم أولويات مؤتمر الحوار الوطني، وتحديد هوية البلاد الاقتصادية، وفقاً لمواردها، كما دعا إلى التركيز على تنمية المناطق الساحلية، وتطبيق القانون.