مع اقتراب موعد انعقاد الانتخابات العامة فى باكستان "الجمعية الوطنية" والمقرر لها في الحادي عشر من مايو المقبل تتصاعد وتيرة الخوف من تأزم الوضع السياسي وانتقال الصراع السياسي بين الأحزاب والقوى الفاعلة من ساحات الدعايا الانتخابية إلى المحاكم وثلاجات حفظ الموتى بعد أن حلت الاغتيالات محل الحوار والنقاش. آخر فصل من فصول الأزمة السياسية الباكستانية صدور قرار سلطات القضاء إبقاء الرئيس السابق برويز مشرف قيد الاقامة الجبرية خلال الانتخابات العامة المقررة في مايو المقبل وذلك وفق المحكمة التي تلاحقه بتهمة التورط في اغتيال رئيسة الوزراء الراحلة بنازير بوتو. وأمر القضاء بايداعه قيد الاقامة الجبرية حتى الرابع من مايو في قضية طرد قضاة بغير حق عندما كان رئيسا في 2007، ومددت محكمة مكافحة الارهاب احتجازه موقتا حتى 14 مايو في قضية /بنازير بوتو/. وقد عاد مشرف الشهر الماضي من الخارج بعد اربع سنوات من المنفى على امل المشاركة في الانتخابات التشريعية في 11 مايو المقبل لكن القضاء الباكستاني ما انفك يتهمه منذ عودته. واتهم الجنرال مشرف بانه لم يضمن بشكل مناسب امن بوتو التي اغتيلت في 27 كانون ديسمبر 2007 عندما كانت تقود مهرجان حزبها حزب الشعب الباكستاني في روالبيندي المدينة المتوأمة مع العاصمة الباكستانية وحيث المقر العام للجيش. أما بقية اللاعبين في مضمار الانتخابات المقبلة أفضل حال من رئيسهم الأسبق، فقد نجا من مقصلة الطعون القضائية أسماء بارزة يأتي على رأسها عمران خان لاعب الكريكيت السابق ورئيس حزب "حركة الإنصاف الباكستانية" بعد أن رفضت محكمة لشؤون الانتخابات جميع الطعون التي سبق تقديمها في قبول أوراق ترشيحه. كما قضت محكمة الانتخابات بقبول ترشيح رئيس الوزراء الأسبق ورئيس حزب "الرابطة الإسلامية نواز" نواز شريف، وشقيقه رئيس وزراء إقليم البنجاب السابق شهباز شريف، ولايزال موقف رئيس الوزراء السابق رجاء برويز أشرف معلقا بعد صدور قرار برفض أوراق ترشيحه، لكن الأمل يحدو مرشح حزب الشعب في العودة إلى المضمار الانتخابي، شريطة قبول الطعن الذي سيقدمه أمام المحكمة العليا الاتحادية ضد قرار استبعاده. ويغلف العنف الانتخابات الباكستانية بشكل تصاعدي، بدءاً من التهديد وصولاً الى الاغتيالات السياسية ،ففي الحادي عشر من الشهرالجاري قتل مسلحون في جنوبباكستان "فخر الاسلام" مرشح الحركة القومية المتحدة، أكبر الأحزاب الممثلة للمسلمين الذين هاجروا إلى باكستان إثر قرار تقسيم الهند العام 1947، كما تعرض المرشح ملك كامران خان أحد الساسة البرزين بمنطقة وزيرستان القبلية لمحاولة اغتيال بعد أن زرع مجهولون عبوة بجوار مكتبه مما أدى إلى نسفه بالكامل دون أن يصاب خان بأذى. وفي ذات المنطقة فتح مسلحون النار على المرشح عبدالرحيم بركي المرشح المستقل عن مقعد في جنوب وزيرستان في البرلمان الوطني في اسلامبور احدى ضواحي ديرة اسماعيل خان، وقتلوا اثنين من فريق عمله. ونجا أرباب أيوب جان، مرشح حزب "عوامي الوطني" من هجوم في مدينة بيشاورعند مرور سيارته قبيل لحظات من انفجار عبوة ناسفة زُرعت في دراجة في مكان قريب منها، وأحرق مسلحون مجهولون في وقت سابق مكتباً انتخابياً تابعاً للجماعة الإسلامية بمدينة "كراتشي" عاصمة إقليم السند جنوبيباكستان. ويرى مراقبون أن العنف لم يكن وحده عامل الاثارة في الانتخابات الحالية، لكن هناك عاملا آخر يتمثل في خوض عديد الأحزاب السياسية وقادتها معارك قانونية في أروقة المحاكم لإثبات أهليتهم كمرشحين في نظر القانون. وقد وضعت لجنة الانتخابات الباكستانية معايير صارمة، في ضوء القوانين الحالية، للتدقيق في أوراق المرشحين، والتأكد من تبرئة ساحتهم لخوض الانتخابات، للحد الذي رفضت فيه أوراق أكثر من أربعة آلاف مرشح خلال عملية فحصها للأوراق بسبب شبهات قضائية. وتخوض 10 أحزاب الانتخابات التشريعية المقبلة، وتضم القائمة حزب "الشعب الباكستاني" (PPP) هو الحزب السياسي الأكثر شعبية، كان بقيادة رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو، وفي الانتخابات التشريعية الأخيرة 2002، فاز الحزب بنسبة 25.8% من اصوات الناخبين و 71 مقعداً من أصل 272، وبالتالي فاز بثاني أكبر عدد من المقاعد في البرلمان، تأسس الحزب عام 1967، وكان ذو الفقار علي بوتو أول رئيس له. القائمة تشمل أيضاً حزب "الرابطة الإسلامية (نواز)" وهو حزب يمين وسط، ويعد ثاني أكبر حزب سياسي، بنسبة 19.6% من الأصوات في الانتخبات الاخيرة ،ويرأس الحزب حاليا ًرئيس الوزراء السابق نواز شريف. حزب "حركة الانصاف الباكستانية" في انتخابات عام 2002، فاز الحزب بنسبة 0.8% من الأصوات الشعبية وبمقعد وحيد في الجمعية الوطنية كما فاز بمقعد في مجلس المحافظين ويرأسه لاعب الكريكيت الشهيرعمران خان. حزب "عوامي الوطني" وهو حزب محسوب على تيار اليسار القومي وينال شعبية واسعة في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي وبلوشستان والمناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية، الرئيس الحالي للحزب هو اسفنديار والي خان، في الانتخابات التشريعية الأخيرة فاز الحزب بنسبة 1.0% من الأصوات لكن لم يحصل على أي مقعد في البرلمان. يخوض الانتخابات المقبلة كذلك حزب "الحركة القومية المتحدة" أسسه ويقوده حالياً الطاف حسين،وقد نشأ في البداية كمنظمة طلابية في عام 1978 من جامعة كراتشي،ثم تحولت حركة الطلاب إلى حزب سياسي مؤثر في السند، وفي عام 1997، تغير إسمه رسمياً من حزب حركة المهاجرين القومية الى الحركة القومية المتحدة. حزب "الرابطة الاسلامية" تم تشكيله عام 2001 وانضم اليه العديد من قيادات الاحزاب الاسلامية المتوافقة معه في الرؤى والأهداف، وفي انتخابات عام 2002، فاز الحزب بنسبة 25.7% من الأصوات و69 مقعداً في الجمعية الوطنية،ويدعم حزب الرابطة الاسلامية الرئيس الاسبق برويز مشرف. حزب "العمل" هو ائتلاف المعارضة التي تشكلت بعد أن أصبحت باكستان جزءاً من "الحرب العالمية على الإرهاب"، ووجه جهوده ضد حكومة الرئيس الاسبق برويز مشرف بسبب تأييده الولاياتالمتحدة ومن أبرز قادة الحزب مولانا فضل الرحمن زعيم جمعية علماء الاسلام. حزب "رابطة مسلمي عموم باكستان" الحزب الحاكم في فترة رئاسة الرئيس الاسبق برويز مشرف الذي تولى السلطة اثر انقلاب عسكري عام 1999، ويسعى الحزب الى العودة مرة اخرى الى الواجهة ببرنامج انتخابي يعتمد على الاصلاح السياسي والاقتصادي بالبلاد. حزب "بلوشستان الوطني" وهوالحزب الرئيسي في اقليم بلوشستان باكستان ويدعو الى منح الحكم الذاتي للاقليم من خلال الحوار واتباع الوسائل السلمية، وتعود قيادة الحزب عند تأسيسه عام 1972 الى عطاء الله منجال الذي رسم نفسه رئيساً لوزراء الاقليم إلى أن تمت تنحيته في عهد الرئيس الأسبق ذوالفقار على بوتو.