آثار العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية اليوم إدانات وردود أفعال غاضبة في العديد من العواصم العربية. فقد أدانت مصر العدوان الإسرائيلي باعتباره انتهاكا للمبادئ والقوانين الدولية ومن شأنه أن يزيد الوضع تعقيدا.. فضلا عن تهديده لأمن واستقرار المنطقة . وقال بيان للرئاسة المصرية اليوم إن مصر برغم معارضتها الشديدة لما يجري في سوريا من سفك للدماء واستخدام لأسلحة الجيش ضد الشعب ، وسعيها لإيجاد مخرج سلمي للأزمة السورية إلا أنها في الوقت ذاته ترفض الاعتداء على مقدرات سوريا أو المساس بسيادتها واستغلال أزمتها الداخلية تحت أي ذريعة كانت. وأضاف البيان أن ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات يشهدها العالم هو اختبار حقيقي للمجتمع الدولي وعلى رأسه الأممالمتحدة حول الالتزام بقواعد القانون الدولي وتدعو مصر كافة الدول إلى تحمل مسئوليتها في مواجهة التجاوزات الإسرائيلية المتكررة وحفظ السلم والأمن الدوليين. من جهتها دانت جامعة الدول العربية عمليات القصف الإسرائيلي للأراضي السورية. وحذر الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي في بيان أصدره اليوم من التداعيات الخطيرة الناجمة عن تلك الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية، داعيا مجلس الأمن إلى التحرك الفوري من أجل وقفها ومنع تكرارها. وندد الأمين العام بهذا الاعتداء السافر، واعتبره انتهاكاً خطيراً لسيادة دولة عربية من شأنه أن يزيد الأمور تفجراً وتعقيداً في سوريا ويعرض أمن واستقرار المنطقة إلى أفدح المخاطر والتداعيات. الى ذلك أدان وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الاعمال عدنان منصور الغارات الاسرائيلية. واعتبر هذه الغارات اعمالا عدوانية تستوجب الادانة والتنديد ...مشيرا الى ان اسرائيل تبرر اعتداءاتها متذرعة بحجج واهية . ورأى الوزير اللبناني في تصريحات للصحفيين هنا اليوم أن هذه الاعتداءات قد تكون مقدمة لعدوان واسع النطاق لتفجير المنطقة ودفعها الى مواجهة مدمرة . وقال "اننا اذ نعرب عن ادانتنا لهذا العدوان نستغرب الصمت العالمي حيال ما تقوم به اسرائيل من اعمال عدوانية متكررة على اكثر من بلد عربي، وندعو الجامعة العربية الى اتخاذ الموقف الحازم حيال هذا التطور الخطير لتفادي ما هو اسوأ، والذي تمهد له اسرائيل ومن يساعدها على ذلك". وعلى المستوى الداخلي فقد طالبت سوريا مجلس الامن الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه وقف العدوان الاسرائيلي على أراضيها ، ومنع تكراره ، والحيلولة دون تدهور الوضع في المنطقة وخروجه عن السيطرة . جاء ذلك في رسالتين وجهتهما وزارة الخارجية السورية اليوم إلى كل من رئيس مجلس الأمن الدولي ، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ، أوضحت فيهما ان طائرات حربية إسرائيلية قامت اليوم بقصف ثلاثة مواقع للقوات المسلحة السورية تقع في شمال شرق ( جمرايا) و( ميسلون ) ، ومطار شراعي بمنطقة ( الديماس) في دمشق وريفها ، مما تسبب بسقوط أعداد من القتلى والجرحى في صفوف المواطنين ، وتدمير واسع في المواقع المستهدفة والمناطق المدنية القريبة منها . وأكدت الرسالتان ، أن استمرار إسرائيل بأعمالها العدوانية من شأنه زيادة التوتر في المنطقة ، وجرها إلى حرب إقليمية واسعة النطاق تهدد السلم والأمن الدوليين في المنطقة والعالم. من جهته قال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي اليوم الاحد إن الهجوم الجوي الاسرائيلي على ثلاثة أهداف في ريف دمشق يفتح الباب لكل الاحتمالات. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن بيان لمجلس الوزراء السوري "إن هذا العدوان يفتح الباب واسعا أمام جميع الاحتمالات ويظهر ترابطا عضويا بين المجموعات الإرهابية التكفيرية والعدو الإسرائيلي." على صعيد داخلي آخر، اعتبر الجيش السوري الحر أن بلاده تقصف "على يد بشار الأسد وإسرائيل". وقال المنسق السياسي والإعلامي للجيش الحر لؤي مقداد في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية "نحن بالتأكيد يزعجنا ويزعج أي إنسان سوري أن تقصف سوريا، لكن سوريا اليوم تقصف على يد (الرئيس السوري) بشار الأسد وإسرائيل". وأضاف أن "السؤال هو ماذا تفعل كل هذه التشكيلات العسكرية، وهذه الصواريخ في محيط دمشق، في حين أنها من المفترض أن تنشر على الجبهة" في الجولان، الهضبة السورية التي تحتل إسرائيل أجزاء واسعة منها. وتعليقا على هذه التطورات، نقلت وكالة فارس الإيرانية للأنباء اليوم إدانة إيران للهجوم الإسرائيلي، وحثها دول المنطقة على الوقوف في وجه هذا التصرف. ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست قوله إن طهران أدانت الضربة الإسرائيلية على سوريا، وقالت إنها تجيء في إطار جهود إسرائيل لزعزعة استقرار المنطقة وأمنها. وكان مصدر إسرائيلي وصف بالبارز، اعترف بأن إسرائيل شنت غارات على مواقع سورية، مستهدفة أسلحة ايرانية مرسلة إلى حزب الله اللبناني . ونقلت الإذاعة العبرية عن المصدر الإسرائيلي أن بلاده قصفت أهدافا في سوريا فجر هذا اليوم وأمس الأول. وقال مصدر إسرائيلي رفيع المستوى لوكالة الصحافة الفرنسية إن هجوم الليلة الماضية استهدف أسلحة إيرانية مرسلة إلى الى حزب الله اللبناني حسب زعمه. يشار الى ان الهجوم الذي وقع اليوم الاحد هو ثالث هجوم اسرائيلي هذا العام في الاراضي السورية.