تحتفل منظمة الاتحاد الإفريقي غدا السبت ال25 من مايو الجاري بمرور 50 عاماً على إنشائها تحت شعار "الوحدة والنهضة الإفريقية" وبمشاركة أكثر من 20 رئيس دولة. وأكدت السلطات الإثيوبية استعدادها لتنظيم الاحتفالات بذكرى اليوبيل الذهبي لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية التي انطلقت عام 1963 وتحولت بعد ذلك إلى منظمة الاتحاد الإفريقي في 26 مايو 2001م، وذلك باتخاذ عدد من الترتيبات الخاصة بهذه الانشطة والاحتفالات الكبيرة المنتظرة. وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية في بيان نشرته أمس الخميس إن زعماء البرازيل وكوبا وجامايكا وهاييتي وايرلندا وروسيا والسويد، ووفوداً من الصين والهند وفلسطين ونيوزيلندا وإيران وإندونيسيا سيشاركون في الحدث. وسيشارك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وممثلون من برنامج الأممالمتحدة الانمائي والبنك الدولي وبنك التنمية الإفريقي ومفوضية الاتحاد الأوروبي والأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بطرس بطرس غالي والأمين العام السابق كوفي عنان والوكيلة السابقة للأمين العام للأمم المتحدة أيشا روز ميجرو ورؤساء مفوضية الاتحاد وممثلون من المجموعات الاقتصادية الإفريقية... وغيرهم. ومن المقرر أن يكون الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند هو ضيف شرف الدورة الحالية للقمة الأفريقية، التي سيحضرها أيضاً الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، ووزير الخارجية الأمريكي، جون كيري. وتشارك جامعة الدول العربية احتفالات الاتحاد الإفريقي بهذه المناسبة باعتباره أول منظمة قارية في العالم.. وفي هذه الاحتفالية تؤكد الجامعة على بذلها كل الجهود لمساعدة الشعوب الإفريقية على التصدي لكافة التحديات التي تواجهها. وسيستعرض المشاركون في الاحتفال بتأسيس هذه المنظمة، اسهاماتهم في تحقيق الوحدة والنهضة الإفريقية الشاملة ونضالهم من أجل حرية القارة، ويتضمن الاحتفال كذلك أحداثاً مختلفة تشمل ندوات وورش عمل. وقال الاتحاد الإفريقي في بيان له إن الاحتفالات بهذه المناسبة سيتخللها أنشطة مختلفة تعكس مسيرة القارة خلال ال50 سنة الماضية، وتقر بإسهامات مؤسسي منظمة الوحدة الأفريقية من كل دول القارة والمغتربين الأفارقة الذين يعيشون في الخارج وتربط ماضي القارة بحاضرها ومستقبلها. وستستعرض هذه الاحتفالات تاريخ ومسيرة القارة في الماضي والحاضر والتوقعات المستقبلية بما من شأنه أن يثير حماسة أبناء القارة للتعجيل بأجندة إستشرافية للوحدة والنهضة الأفريقية في القرن الحادي والعشرين. وتحتفل جنوب إفريقيا التي أصبحت العضو ال53 في المنظمة باليوبيل الذهبي لهذه المنظمة القارية "بوضع برنامج وطني لتعزيز الوعي حول دورها". وتبنى اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي اليوم الجمعة الخطة الاستراتيجية للاتحاد للفترة من 2014 - 2017م، وتتضمن تخصيص ميزانية قدرها 308 ملايين دولار لتمويل أنشطة مفوضية الاتحاد. وقال نائب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي ايراستوس موينشا "إن هذه الخطة الاستراتيجية أعدت بالتشاور مع التجمعات الاقتصادية الاقليمية وممثلين من القطاع الخاص وسترفع إلى قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي". والاتحاد الإفريقي منظمة دولية تتألف من 53 دولة إفريقية، تأسس في 9 يوليو 2002، خلفاً لمنظمة الوحدة الأفريقية التي تأسست في 25 مايو 1963م.. وتُتّخذ أهم قرارات الاتحاد في اجتماع نصف سنوي لرؤساء وممثلي حكومات الدول الأعضاء من خلال ما يسمى بالجمعية العامة للاتحاد الأفريقي. ويقع مقر الأمانة العامة ولجنة الإتحاد الأفريقي في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا.. وفي اجتماع الجمعية العامة للإتحاد في فبراير 2009 الذي رأسه الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، أُعلن عن حل لجنة الإتحاد الأفريقي وإنشاء سلطة الإتحاد الإفريقي. ويتكون الإتحاد الإفريقي من جزءان أحدهما سياسي والآخر إداري .. ويعرف أكبر صانع للقرارات في الإتحاد الأفريقي بالجمعية العامة، التي تتألف من رؤساء الدول الأعضاء أو ممثلي حكوماتها .. ويرأس حالياً الجمعية العامة رئيس ملاوي بينغو وموثاريكا، الذي تم انتخابه في الاجتماع نصف السنوي ال14 للجمعية العامة في يناير 2010. ولدى الإتحاد الإفريقي هيئة تمثيلية أيضاً، فيما يعرف بالبرلمان الإفريقي "برلمان عموم إفريقيا"، الذي يتألف من 265 عضواً ينتخبون من قبل البرلمانات الوطنية للدول الأعضاء والذي يرأسه إدريس موسى. ويوجد أيضاً لدى الإتحاد الأفريقي مؤسسات سياسية أخرى، مثل المجلس التنفيذي والذي يضم وزراء خارجية الدول الأعضاء، ويضم الإتحاد الأفريقي جميع دول القارة كأعضاء بإستثناء المغرب، التي عارضت عضوية الصحراء الغربية باعتبارها الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، ومع ذلك للمغرب وضعاً خاصاً داخل الإتحاد. ويوجد حاليا ثمان مجموعات اقتصادية إقليمية معترف بها من قبل الاتحاد الإفريقي أنشئت كل واحدة منها بموجب معاهدة إقليمية منفصلة.. وهي: اتحاد المغرب العربي "المغرب العربي"، والسوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا "الكوميسا"، وتجمع دول الساحل والصحراء "س ص"، ومجموعة شرق أفريقيا "كوميسا"، والمجتمع الاقتصادي لدول شرق إفريقيا "الجماعة"، والمجتمع الاقتصادي لدول غرب إفريقيا "ايكواس" والهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد"، وجماعة التطوير الجنوب أفريقية "سادك". ومن بين أهداف مؤسسات الإتحاد الأفريقي الأساسية هي تسريع وتسهيل الاندماج السياسي والاجتماعي الاقتصادي للقارة، لتعزيز مواقف أفريقيا المشتركة بشأن القضايا التي تهم القارة وشعوبها، تحقيقاً للسلام والأمن، ومساندةً للديمقراطية وحقوق الإنسان. ويواجه الإتحاد الإفريقي العديد من التحديات الراهنة، بدءً من قضايا الصحة ومكافحة الملاريا وفيروس نقص المناعة البشرية ومتلازمة العوز المناعي المكتسب، والقضايا السياسية مثل المحاربة السلمية للأنظمة الغير ديمقراطية وانتشار الحروب الأهلية، بالإضافة للمسائل القانونية المتعلقة بالصحراء الغربية، والقضايا والتحديات الاقتصادية والاجتماعية في رفع مستوى معيشة الملايين من الأفارقة الفقراء الأميين، غير مشاكل المجاعات المتكررة وقضايا البيئة ومشاكلها من تصحر وعدم استدامة بيئية وغيرها.