لا يزال الغموض يلف نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية، على الرغم من أن الفوز في ولاية واحدة فقط يفصل المرشح الديمقراطي جو بايدن عن الانتصار على الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب. ففي هذا الاطار دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تعليق عملية فرز الأصوات في انتخابات الرئاسة الأمريكية، على خلفية تخلفه عن منافسه الديمقراطي جو بايدن. ونشر ترامب اليوم على حسابه في "تويتر" تغريدة قصيرة مؤلفة من ثلاث كلمات فقط،: "أوقفوا فرز الأصوات!". ويأتي هذا النداء على خلفية إحراز بايدن تقدما على ترامب في الانتخابات، بناء على المعطيات الأولية. وحصد المرشح الديمقراطي حتى الآن، حسب قناة "فوكس نيوز"، دعم 264 من أعضاء المجمع الانتخابي ال538 (مقابل 214 لترامب) ويحتاج إلى ستة أصوات أخرى فقط للفوز. وقد يحقق بايدن هذا الهدف بالفوز في ولاية نيفادا حيث يتقدم على ترامب، حسب بيانات "فوكس نيوز"، ب49.3% مقابل 48.7% من أصوات الناخبين بعد فرز 75% من الأصوات. وسبق أن أعلن ترامب بعد الانتخابات عن فوزه في عدد من الولايات التي تبين لاحقا أنها دعمت بايدن، وأكد وقوع "احتيال" في عملية التصويت، دون تقديم أي أدلة تثبت ذلك. وقدمت حملة ترامب دعاوى قضائية بشأن عملية فرز الأصوات في عدد من الولايات المهمة لتحديد الفائز بالانتخابات. وجرت، الثلاثاء، عمليات الاقتراع المباشر في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بعد أن أدلى أكثر من 100 مليون شخص بأصواتهم بشكل مبكر عبر البريد والتصويت عن بعد، ما يمثل مشاركة قياسية في هذه الآلية التي اقتضتها متطلبات جائحة فيروس كورونا. كما جرت الثلاثاء انتخابات أعضاء مجلس النواب واختيار ثلث أعضاء مجلس الشيوخ للكونغرس الأمريكي. ويعتبر هذا السباق الانتخابي الاشرس منذ عقود، حيث يأتي في وقت تعيش فيه الولاياتالمتحدة مشاكل داخلية كبيرة بسبب جائحة فيروس كورونا وأزمة اقتصادية وارتفاع مستوى بطالة حاد والتوتر الناجم عن العنصرية وعنف الشرطة وما يرافقه من احتجاجات واسعة. وتلعب 12 ولاية أمريكية دورا هاما في تحديد مصير الانتخابات الرئاسية ومن سيكون الرئيس القادم لمدة 4 سنوات، وتضم هذه الولايات 270 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي اللازمة لدخول البيت الأبيض. وهذه الولايات هي فلوريدا، وجورجيا، نيوهامبشير، ونورث كارولاينا، وأوهايو، وميشيغان، وبنسلفانيا، وتكساس، وويسكونسن، ومينيسوتا، وأريزونا، ونيفادا، وأيوا. ويعد نظام الانتخاب في الولاياتالمتحدة نظاما فريدا من نوعه، بخلاف ما يعتقده كثيرون بأن الناخب الأميركي يقوم بانتخاب الرئيس مباشرة، بل إن كلمة الحسم ترجع للمجمع الانتخابي الذي يتكون من 538 مندوبا. حين يتوجه الناخب الأميركي إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للولايات المتحدة، فإنه عمليا لا يختار رئيسه مباشرة، بل يمنح صوته لأحد المندوبين في الولاية التي يصوت فيها، وذلك لأن نظام انتخابات الرئاسة الأميركية يعتمد على ما يدعى بالمجمع الانتخابي "Electoral College". ولدخول البيت الأبيض يحتاج المرشحان للرئاسة إلى 270 صوتا -أي النصف زائد واحد- على الأقل من مجمل أصوات أعضاء "المجمع الانتخابي" البالغ عددهم 538 مندوبا، أي ما يوازي عدد أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، ولكل ولاية أميركية عدد معين من الأصوات داخل هذا المجمع بحسب عدد سكانها وعدد النواب الذين يمثلونها في الكونغرس. وتعتبر ولاية كاليفورنيا أكبر الولايات من حيث عدد السكان ولها 55 صوتا في المجمع، في حين تبلغ عدد أصوات فلوريدا 27 صوتا، بينما تملك ولاية داكوتا الشمالية ثلاثة أصوات فقط، وفي المقابل لا تحتسب أصوات الناخبين المقيمين في العاصمة الأميركية واشنطن. ورغم أن أغلبية أصوات الناخبين الأميركيين تحسم نتائج الانتخابات، بيد أن التجربة تظهر أنه في بعض الانتخابات التي يحصل فيها كلا المرشحين على نتائج متقاربة، يمكن أن يخفق أحدهما في الفوز بالانتخابات رغم فوزه بأغلبية أصوات الناخبين، وذلك في حال نجح أحد المتنافسين في الفوز بأغلبية أصوات أعضاء المجمع الانتخابي.