انتقدت روسيا الاتحادية وايران اليوم قرار الاتحاد الاوروبي رفع الحظر عن ارسال الاسلحة الى سوريا... مطالبة في الوقت ذاته الاتحاد بعدم تزويد المعارضة السورية بالاسلحة. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بسكوف في تصريح نقلته وكالة انباء انترفاكس ان "هذا القرار لا يساهم في نجاح الجهود الرامية الى عقد مؤتمر دولي حول سوريا". من جهته انتقد المندوب الروسي الدائم لدى الاتحاد الاوروبي الكسندر غروشكو في تصريح له قرار الاتحاد الاوروبي برفع الحظر عن امدادات السلاح الى سوريا... معربا عن امله في " ان لا تقوم الدول الاوروبية بمد المعارضة السورية بالاسلحة عمليا". وقال غروشكو في معرض حديثه عن سياسة روسيا في مجال التعاون العسكري مع سوريا " اننا نعمل في اطار القانون الدولي ولدينا نظام صارم في الرقابة على الاسلحة"... مشددا على ضرورة توجيه الجهود لعقد مؤتمر دولي حول سوريا يضمن الانتقال الى المعالجة السياسية للنزاع في سوريا. ودعا غروشكو الى الامتناع عن القيام باي خطوة من شأنها ان تناقض هذه الجهود بما في ذلك تقديم الاسلحة الى المعارضة السورية. بدوره اكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريبكوف في تصريح له وجود امكانية واقعية لعقد المؤتمر الدولي حول سوريا لكنه اقر بوجود صعوبات على هذا الطريق. وقال "انه لا يتوجب اللجوء فورا لتحديد موعد لعقد المؤتمر بل يجب البدء بتحديد الجهات المشاركة فيه" مؤكدا ضرورة ان يشكل المؤتمر بداية لاطلاق العملية السياسية في سوريا وتمكين الاطراف السورية من الاتفاق حول تحديد المستقبل وكيفية بناء سوريا الجديدة. وذكر ان الحكومة السورية عاقدة العزم على ارسال وفد يملك جميع الصلاحيات للمشاركة في المؤتمر المقترح مضيفا "ان العائق الاساسي امام عقد المؤتمر يتمثل في عجز المعارضة السورية بسبب خلافاتها على ضمان وجود قوي في هذا المؤتمر". وشدد على ضرورة مشاركة ايران في المؤتمر نظرا للنفوذ والدور الذي تلعبه في المنطقة. من جانبه قال الناطق باسم وزارة الخارجية الايراني عباس عراقجي في تصريح صحفي اليوم بان "هذا الامر مؤسف حقا وان القادة الاوروبيين اذكى بكثير من ان يتبنوا مثل هذا القرار الخطير حيث يعتبر موقفا مزدوجا ويتعارض مع مبدأ مكافحة الارهاب" على حد قوله. واضاف ان " اوروبا من خلال اعتماد السياسات الخاطئة تساعد على اقتراب الارهابيين من اراضيها"... مشيرا الى ان قرار القادة الاوروبيين سيعقد ويطيل من عمر الازمة في سوريا. وحول امكانية مشاركة ايران في مؤتمر (جنيف 2) المزمع عقده قريبا قال عراقجي ان "نجاح المؤتمر يرتبط بمدى حجم المشاركة فيه حيث انه ينبغي ان يتم توجيه دعوة لجميع الاطراف المؤثرة بما في ذلك الحكومة السورية والمعارضة المؤمنة بالحوار من اجل التوصل الى تسوية سلمية عادلة تنهى الازمة في سوريا". ولفت الى ان "طهران لم تتلق اي دعوة حتى الان للمشاركة في المؤتمر وانه اذا ما تم دعوتها للمؤتمر ستنظر اليها بايجابية". واعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في وقت سابق اليوم أن الاتحاد قرر رفع الحظر الذي فرضه على إرسال أسلحة إلى المعارضة السورية بعد مفاوضات مشحونة استمرت ساعات الليلة الماضية بينما اتفق وزراء الاتحاد على عدم إرسال أي أسلحة قبل شهر أغسطس المقبل . من جهته قال وليام هيج وزير الخارجية البريطاني إن هذا القرار يبعث رسالة قوية إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف هيج للصحفيين الذي سعت بلاده مع فرنسا إلى رفع حظر الأسلحة إن هذا القرار الذي اتخذ يمنحنا مرونة في المستقبل للتحرك في حال ازداد الوضع تدهورا أو رفض نظام الأسد التفاوض. أما وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله فقد أكد أن استمرار حزمة العقوبات يمثل إشارة مهمة من أوروبا ضد العنف... مشيدا بقدرة دول الاتحاد على التوصل إلى اتفاق جماعي بعد مفاوضات مطولة وصعبة للغاية . هذا وقد اتفق وزراء الاتحاد الاوروبي على أن الدول الأعضاء سوف تمضي قدما في سياساتها الوطنية فيما يتعلق بإمداد الائتلاف الوطني السوري المعارض "بالعتاد العسكري والمعدات". وأضاف البيان الصادر عن رئاسة الاتحاد الاوروبي حسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الالمانية صباح اليوم أن الدول الأعضاء رغم ذلك "لن تمضي قدما في إرسال المعدات في هذه المرحلة" ... مشيرا إلى أنه سيتم مراجعة القرار بحلول الأول من أغسطس المقبل. ومن شأن هذه الفترة أن تفسح المجال لعقد مؤتمر للسلام في جنيف اقترحته روسيا والولايات المتحدة في محاولة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية. وذكر البيان أن أي قرار من الاتحاد الأوروبي بإرسال أسلحة سيصاحبه التزامات بالحصول على "ضمانات كافية بعدم إساءة استخدامها" ، تتضمن معلومات حول الجهة النهائية التي ستصل إليها إمدادات الأسلحة إلى جانب قوانين أوروبية تحظر الإمداد بالمعدات التي قد يستخدمها النظام في قمع المدنيين. يذكر أن الاتحاد الأوروبي فرض حظر الأسلحة في شهر مايو 2011 للمساعدة على وقف العنف في سورية وسينتهي العمل به نهاية الشهر الجاري.