أكد أمين عام المؤتمر الحوار الوطني الدكتور أحمد عوض بن مبارك أهمية دراسة أسباب ومشاكل الهجرة وقضايا المغتربين وتقييم الواقع الحقيقي للمجتمع قبل أن نرمي السهام على الآخرين. واشار بن مبارك في افتتاح الندوة الفكرية حول العمالة اليمنية في السعودية نظمتها اليوم بصنعاء مؤسسة "هي للثقافة والابداع وتنمية المرأة" بالتعاون مع المركز اليمني بمشاركة مجموعة من الأكاديميين والباحثين والمهتمين، إلى أهمية التركيز على قضية المغتربين اليمنيين في السعودية وربطها بقضايا مؤتمر الحوار الذي تطرق إليها البيان الختامي للجلسة الأولى وتضمنها فريقي العدالة الانتقالية والقضايا الخاصة، والحقوق والحريات للخروج بحلول ومعالجات لهذه القضية الهامة. ودعا المشاركين في الندوة إلى مناقشة قضايا تهريب الأطفال وقضايا المغتربين واخطار الهجرة غير المشروعة، ودور الجالية اليمنية في المملكة وإثراءها بالمقترحات والخروج بتوصيات ورفعها إلى مؤتمر الحوار الوطني لإدراجها ضمن جدول اعماله . ولفت إلى أهمية العمل على متابعة وضع المغتربين اليمنيين في السعودية من خلال ضمان حقوقهم و التأمين الصحي لهم .. مستعرضاً مميزات المغتربين اليمنيين عبر التاريخ و في مختلف اصقاع الأرض وذلك من خلال الأمانة والدين و العمالة الماهرة، والتزامها بأخلاقيات العمل الذي حثنا عليه الدين الإسلامي الحنيف. وبين ارتباط المغترب بقضايا الوطن عن طريق وحدة المشاركة المجتمعية والتحويلات المالية التي تسهم في البناء والإعمار اضافة إلى مشاركته الكبيرة والفاعلة في اعمال مؤتمر الحوار من خلال المقترحات والرؤى والمشاركات التي يقدمها المغتربون من مختلف البلدان العربية والأجنبية عبر موقع المؤتمر. من جانبه أكد رئيس المركز اليمني للجاليات عارف احمد ا لرزاع أن قضية المغتربين يجب أن تعطى أهمية كبرى وخصوصاً من صناع القرار ، باعتبار المغتربين اصحاب البصمات الأولى في دعم الاقتصادي الوطني من خلال التحويلات المالية الصخمة ودورها في عملية البناء والإعمار . ودعا الأشقاء في دول الخليج أن يولوا المغترب اليمني أهمية كبرى تقديراً وعرفاناً بهذا الإنسان الذي ساهم في بناء المجتمعات الخليجية وحملها على اكتافه منذ القدم.. منوهاً بالهجرات اليمنية السابقة إلى دول العالم التي كان لها الآثر الطيب في نشر تعاليم الإسلام الحنيف من خلال طريقة التعامل وتحمل الآمانة والوفاء والصدق للعامل اليمني في المهجر. بدورها استعرضت رئيسة مؤسسة هي للثقافة والإبداع وتنمية المرأة بلقيس الأحمد أهداف ومحاور الندوة التي تسعى المؤسسة لتحقيقها ايماناً منها بقضايا المغتربين اليمنيين بالسعودية والوقوف امام التطورات والمستجدات الأخيرة بقضايا المغتربين والخروج برؤي ومقترحات وحلول وتقديمها لمؤتمر الحوار الوطني لتبنيها والاستفادة منها في القضايا الوطنية التي يناقشها المؤتمر الحوار والخروج بقرارات وتوصيات يلزم الحكومة بتنفيذها. وأكدت أن الندوة هدفت إلى تشخيص الواقع الذي يعيشه المغتربون اليمنيون في المملكة، والتحديات التي تواجه العمالة اليمنية في السعودية سيما بعد تطبيق التعديلات الأخيرة في قانون العمل السعودي، وسبل بلورة مقترحات للحلول والمعالجات المناسبة بما يضمن التخفيف من الآثار النفسية والاقتصادية على المغتربين والاقتصاد الوطني، والخروج برؤى ومقترحات عادلة ومنصف وترضي جميع الأطراف. وكانت الندوة قد ناقشت عدد من أوراق العمل والمحاور المعنونة ب" تداعيات أزمة العمالة اليمنية في السعودية،" مقدمة من الدكتور صادق القاضي، ومحور " الجالية اليمنية في السعودية، ماذا قدمت وما المطلوب منها في الوقت الحالي" قدمتها الباحثة يسرا البكري ، فيما تناولت ورقة " آثار ومخاطر تهريب الأطفال اليمنيين إلى السعودية" للباحث وليد العديني المشكلة وبروزها واسباب وآثارها ونتائجها ومواقف وادوار وتوصيات. فيما أكدت ورقة الدكتور محمد عوض هروره بعنوان" المغترب اليمني، بين القوانين السعودية، والإهمال الوطني" تنظيم عملية إعادة تصدير العمالة اليمنية الزائدة عن حاجات سوق العمل الوطني وأن لايتم إلا بموجب عقد عمل مصدق عليه من الغرفة التجارية ووزارة الخارجية في البلدين الشقيقين، وإمكانية استعادة المغتربين اليمنيين تدرييجياً عبر دراسة مشاريع استثمارية وجماعية وفتح باب الاكتتاب أمام المغتربين. واثريت الندوة بالمداخلات والنقاشات المستفيضة من قبل المشاركين ركزت على أهمية قيام الحكومة والجهات المعنية اليمنية بتحمل مسئولياتها تجاه المغترب اليمني وتحسين البيئة الجاذبة للعمالة والاستثمار تساهم في تخفيف الآثار الاقتصادية الناجمة عن تصحيح وضع العمالة اليمنية في السعودية.