أقر المجلس الدستوري اللبناني اليوم التمديد لمجلس النواب الذي كان من المفترض أن تنتهي ولايته أمس الخميس والذي مدد أواخر شهر مايو الماضي ولايته حتى العام 2014. وقد أصبح التمديد لمجلس النواب نافذا لمدة 17 شهرا إضافيا لمدة تتجاوز الأربع سنوات المحددة بالقانون جراء تعذر المجلس النظر في الطعنين المقدمين من قبل كل من الرئيس ميشال سليمان و/كتلة الاصلاح والتغيير/ التي يرأسها النائب ميشال عون لعدم اكتمال النصاب في أربع جلسات للمجلس الدستوري. وأعلن المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية أن الرئيس سليمان تسلم اليوم من رئيس المجلس الدستوري القاضي عصام سليمان محضرا بوقائع البت في الطعنين بدستورية القانون رقم 246 تاريخ 31/5/2013 الذي يخلص إلى أن القانون اصبح نافذا بفعل تعذر صدور قرار عن المجلس الدستوري لعلة فقدان النصاب. وأضاف البيان "ولما كان رئيس الجمهورية تمنى عدم تعطيل النصاب وعدم الخضوع لضغوط، وإصدار قرار برد الطعن أو قبوله، فإنه ومع احترامه لما صدر عن أعلى هيئة دستورية، يدعو المجلس النيابي مع بداية فترته الممددة الى دراسة وانجاز قانون جديد للانتخاب فورا في مهلة معقولة تتيح تقصير مدة التمديد بالشكل الذي يسمح باجراء الانتخابات في فترة لا تتجاوز بضعة شهور". وأشار البيان إلى أنه سيتم بالتشاور مع رئيس الحكومة لفتح دورة استثنائية للمجلس النيابي لهذه الغاية. وكان سليمان قد طعن في قرار التمديد في أول يونيو الجاري في ظل تأكيده أن إجراء الانتخابات النيابية يصون الديمقراطية رغم التحديات التي تواجه البلاد. يذكر أن الدستور اللبناني لا يحدد مدة ولاية المجلس النيابي، في حين يحددها قانون الانتخابات النيابية المعتمد ، وقد درج الامر في جميع قوانين الانتخاب على تحديد الولاية بأربع سنوات، ما عدا القانون الذي تم إقراره في عام 2000 وجعل ولاية المجلس تمتد 4 سنوات و7 أشهر ونصف الشهر، وكان السبب في هذا التمديد هو تجنب تزامن انتخابات رئاسة الجمهورية مع انتخابات مجلس النواب. ويأتي إقرار التمديد للمجلس الحالي المنتخب عام 2009 (ومدته أربع سنوات) في ظل صعوبة اجراء الانتخابات النيابية في موعدها على ضوء عدم الاستقرار الامني في لبنان والتوترات المتنقلة من طرابلس بالشمال التي شهدت اشتباكات مسلحة سقط خلالها اكثر من 300 شخص بين قتيل وجريح الى سقوط صاروخين على الضاحية الجنوبية لبيروت، والاعتداءات المتكررة على القوى الامنية والعسكرية اللبنانية وابرزها مقتل ثلاثة عسكريين في عرسال.