بدأت الدول الأساسية في مجموعة "أصدقاء سوريا" اجتماعا اليوم السبت في العاصمة القطرية الدوحة لبحث آخر مستجدات الوضع السوري وسبل دعم المعارضة عسكريا والتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية. ويشارك في الاجتماع وزراء خارجية 11 دولة هي الولاياتالمتحدةالامريكية وبريطانيا والمانيا وفرنسا وايطاليا وتركيا والسعودية والأردن وقطر والإمارات ومصر إلى جانب المعارضة السورية. وافتتح الاجتماع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بكلمة قال فيها إن "الدعم المعنوي وحده لن يكون كافيا للشعب السوري بل يجب تقديم كافة أشكال الدعم للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والمجلس العسكري حتى يستطيع ان يواجه النظام السوري والقوى الموالية له". ودعا حمد بن جاسم الحكومة اللبنانية إلى وقف تدخل أطراف لبنانية في الصراع الدائر في سوريا، معربا عن أسفه من الأنباء الواردة عن عدم تورع النظام السوري من استخدام أسلحة كيماوية في سوريا. ولفت إلى أن كل الجهود العربية والدولية لحل الأزمة السورية قد فشلت مما جعل المجتمع الدولي مجرد مراقب للوضع في سوريا. وشدد بن جاسم على أنه لا يمكن الانتظار بسبب عدم اتفاق أعضاء مجلس الأمن على حل للمشكلة السورية... مضيفا " علينا التصرف بسرعة وبصورة فاعلة على أساس قرار يكسر الحلقة المفرغة التي عشناها إلى حد الآن والاتفاق على خريطة طريق ذات جدول زمني محدد للعملية السياسية في سوريا". وافاد بأن القوة قد تكون ضرورية لإحقاق الحق واحلال السلام لا سيما في الحالة السورية لكنه استدرك القول " اننا لسنا ضد الحوار والحل السلمي وبالتأكيد نحن نؤيد عقد مؤتمر (جنيف 2) للتوصل إلى تسوية سياسية وعملية انتقال سلمية للسلطة في سوريا لا يكون لبشار الاسد ولا لاعوانه ممن تلطخت ايديهم بدماء الشعب السوري دورا فيها". من جانبه، أكد وزير الخارجية الامريكي جون كيري في كلمة القاها في الاجتماع ان جميع الاطراف متفقة على ان انهاء العنف في سوريا سيسمح للشعب السوري باختيار مستقبله. وقال كيري "لقد دخلنا في نقاشات ونريد ان نؤكد ايمان كل دولة ممثلة هنا وكثير من الدول غير الممثلة ان المجتمع الدولي ملتزم تماما بإنها العنف في سوريا وايجاد حل سلمي لهذا الصراع". وتابع " اريد ان أؤكد ان كل دولة ممثلة هنا والكثير ممن تحدثوا وليسوا موجودين هنا لم يأخذوا اي جانب بغرض كسب الصراع او تحقيق نصر عسكري.. لقد دعموا المعارضة من اجل التوصل إلى حل سلمي لمصلحة الشعب السوري ولمستقبل سوريا". وأوضح انه لن يكون اختيار مستقبل سوريا من قبل مجموعة معينة او من قبل اي طرف يريد ان يمسك بزمام القوة والسلطة ضد مصالح الغير...مشددا على ان " هذا هو الالتزام الذي يجمعنا اليوم". واضاف كيري ان اجتماع اليوم "هو فرصة لنا لكي نقوم بتقييم ما توصلنا اليه واتخاذ قرار بشأن ما يمكن ان نقوم به لتحقيق اهدافنا وهدفنا ليس تحقيق انتصار لمجموعة ما، بل جهودنا هي من اجل السماح للشعب السوري بكل طوائفه ان يتمتع بالحرية والقدرة على اختيار ما يخص بلدهم في غياب ا لاضطهاد والعنف". ولفت الى ان اصدقاء سوريا يجتمعون اليوم لكي يقوموا بكل ما في وسعهم لتهيئة الظروف لاحقاق تسوية تنفذ اعلان (جنيف 1)...مؤكدا ان المعادلة لتحقيق تسوية سلمية لسوريا قائمة وموجودة بالفعل وقد تم الاتفاق عليها قبل ممثلي الاممالمتحدة والجامعة العربية وجميع البلدان الحاضرة هنا وآخرين ممن دعموا عملية لتشكيل حكومة انتقالية لانهاء الصراع يتم اختيارها بالتوافق بين النظام السوري والمعارضة. وذكر ان هذا سيمكن الشعب السوري من اختيار مستقبله وهو ما يعني ان على الجانبين ان يكونا مستعدين للتسوية واختيار اشخاص لا يمثلون جهات معينة ولكن الذين يحمون حقوق كل السوريين ويسعون الى انهاء العنف والتوصل الى حل سلمي. بعد ذلك رفعت الجلسة العلنية وعقدت جلسة مغلقة للدول المشاركة في الاجتماع. وكانت الوفود المشاركة قد اجرت لقاءات جانبية فيما بينها قبيل بدء اجتماع اليوم الذي كان مقررا ان يبدأ صباحا لكنه تأخر حتى ما بعد الظهر. ويبحث المجتمعون تقديم مساعدة ملموسة إلى الجيش السوري الحر بعد المكاسب التي حققتها القوات الحكومية، إذ يستهدف الاجتماع تلبية الاحتياجات التي ذكرها رئيس اركان الجيش الحر اللواء سليم إدريس في اجتماع انقرة يوم 14 هذا الشهر مع ممثلي دول المجموعة، حسبما ذكره مصدر دبلوماسي فرنسي قبل ايام. كما يناقشون مقترحا لعقد لقاء بين الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة من اجل التوصل الى تسوية سياسية للازمة الى جانب إرسال مساعدات إنسانية إلى سوريا. وقد سبق الاجتماع إعلان الولاياتالمتحدة بقاء نحو 700 من جنودها في الأردن اضافة الى صواريخ باتريوت وطائرات مقاتلة لاسباب أمنية تتعلق بالوضع في سوريا، في حين أفاد الجيش السوري الحر امس عن وصول كميات من الاسلحة المتطورة الى مقاتليه. وكان الجيش الحر استبق اجتماع الدوحة ليحدد مطالبه من الأسلحة بصواريخ محمولة مضادة للطيران وللدروع وذخائر وبإقامة منطقة حظر جوي لتحقيق ملاذ آمن في المناطق المحررة...متعهدا بأن لا تصل هذه الأسلحة إلى متطرفين. وفي ختام الاجتماع اتفق المشاركون على زيادة الدعم العسكري والسياسي للمعارضة السورية لوضع حد لانعدام التوازن على الأرض وتعزيز فرص الحل السلمي. وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، في مؤتمر صحفي مع نظيره الامريكي جون كيري في ختام الاجتماع، إن الدول المشاركة في الاجتماع باستثناء دولتين أكدت دعمها للمعارضة السورية عسكريا. وأضاف بن جاسم إن هذا القرار يأتي بعد ان تدخلت أطراف اقليمية في الصراع الدائر في سوريا وبعد ان زاد نظام الرئيس السوري بشار الأسد من وتيرة العنف في الآونة الأخيرة. وذكر أن المجتمعين اتفقوا كذلك على تكثيف الاجراءات العملية والعاجلة لمساعدة الشعب السوري... مشيرا إلى أن القناة التي ستمر عبرها هذه المساعدات هي قائد الجيش الحر اللواء سليم إدريس. وياتي اجتماع اليوم في وقت تتواصل فيه المساعي الدبلوماسية لعقد مؤتمر دولي ثان من أجل حل الأزمة السورية كما يأتي بعد ايام من انعقاد قمة مجموعة الثماني التي لم تسفر عن أي بادرة جديدة لحل الأزمة وابرزت الخلافات العميقة بين روسيا والغرب والولاياتالمتحدة بشأن الأزمة السورية.