لقى ما لا يقل عن 26 شخصا مصرعهم وأصيب نحو 57 آخرين في هجمات متفرقة فى عدد من المناطق العراقية اليوم والجامعة العربية تعبر عن قلقها الشديد لتزايد أعمال العنف والإرهاب في العراق. وفى هذا الاطار قتل مالا يقل عن 12 من قوات الأمن العراقية وأصيب أربعون آخرون جراء هجمات شنها مسلحون مجهولون ضد سجني ( التاجي ) و ( أبو غريب ) قرب بغداد . وقالت مصادر في وزارة الداخلية العراقية " إن العديد من السجناء تمكنوا من الفرار من سجن أبو غريب . وأوضح ضابط برتبة عقيد في الشرطة العراقية أن الهجوم الذي بدأ في الليلة الماضية على سجن التاجي نفذه ثلاثة انتحاريين بأحزمة ناسفة وسيارتين مفخختين بعد سقوط أربعة قذائف هاون على السجن ، وأعقب ذلك اشتباكات مسلحة بين قوات الأمن والمسلحين واستمرت حتى صباح اليوم . وأفاد أن سجن أبو غريب تعرض كذلك لانفجار عبوتين ناسفتين قرب مدخل السجن الرئيسي أعقبها انفجار سيارتين مفخختين عند البوابة الأمامية والخلفية للسجن ، ثم وقعت اشتباكات مسلحة مماثلة . وفى تطور لاحق لقي 12 شخصا أغلبهم من العسكريين مصرعهم وأصيب نحو 16 آخرين بجروح اليوم في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف رتلا عسكريا في شرق مدينة الموصل شمال بغداد . وأوضح مصدر أمني أن سيارة مفخخة انفجرت أثناء مرور الرتل في منطقة / كوكجلي / شرق الموصل , مما أدى إلى مقتل الأشخاص ال 12 وإصابة الآخرين بجروح . وأكد المصدر أن قوة أمنية سارعت إلى إغلاق مكان الحادث , بينما هرعت سيارات الإسعاف لنقل الجرحى إلى المستشفى وجثث القتلى إلى الطب العدلي . فى غضون ذلك لقي ضابط برتبة نقيب ومسلح مصرعهما وأصيب مسلح آخر بجروح في حادثين أمنيين منفصلين بمحافظة الأنبار غربي العراق اليوم. وقال مصدر أمني محلي : "فتح مسلحون مجهولون النار من أسلحة كاتمة للصوت على ضابط برتبة نقيب أثناء وجوده في منطقة 7 نيسان وسط مدينة الفلوجة التابعة لمحافظة الأنبار, ما أسفر عن مصرعه في الحال". كما اشتبك مسلحون آخرون مع عناصر حماية مركز شرطة بشمال الرمادي مركز المحافظة ، ما أدى إلى مقتل أحد المسلحين وإصابة آخر بجروح حسب ما أفاد المصدر نفسه . على الصعيد السياسى انتقد النائب بالبرلمان العراقي عن /ائتلاف الكتل الكردستانية/ محما خليل بيان الاممالمتحدة الاخير حول تخوفها من نشوب حرب اهلية جديدة في العراق. وقال للصحفيين اليوم كان الاجدر بالاممالمتحدة ان تبدي استعدادها لمساعدة الشعب العراقي في المحنة التي يمر بها البلد حيث كل يوم تكون هناك تفجيرات ارهابية تعصف بكل ابناء الشعب خيرا لها من ان تطلق التهم جزافا كبيانها الاخير الذي بين بان العراق على حافة منزلق حرب اهلية وهذا غير صحيح. فيما طالب رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية حسن السنيد العراقيين بالتوحد لمواجهة تنظيم "القاعدة" الذي اوقف جميع خلاياه في العالم عن العمل ووجهها الى العراق -حسب قوله- . وحث في بيان صحفي القوات الامنية على ضرب "الارهاب" ...موضحا بان الارهاب يهدف من وراء عملياته الارهابية تمزيق الوئام الاجتماعي ،وجر العراقيين للساحات كي يقتل بعضهم بعضا. من جانبها اعربت النائبة عن القائمة العراقية عتاب الدوري عن استغرابها من تمسك القادة الامنيين باستخدام الاجهزة والخطط البالية في مواجهة الارهاب المستفحل في البلد. وقالت ان ما يحدث من ترد أمني خطير يستحق وقفة جادة وحازمة من قبل السلطتين التشريعية والتنفيذية . ودعت الدوري القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي الى إصدار قرار عاجل يقضي بمنع استخدام أجهزة السونار ومنع القيادات الامنية من وضع خططها على اساس قطع الطرق والتضييق على المواطن من دون اية فائدة تذكر . واتهمت بعض القادة الامنيين بالتعمد في استخدام اجهزة السونار الفاشلة التي اثبتت في العديد من المناسبات عدم فاعليتها بالاضافة الى قطع الطرق التي زادت في الطين بلة وضاعفت من اعداد الخسائر البشرية التي تحدث ابان كل تفجير ارهابي ظالم وذلك بسبب الزاحامات التي تسببت بها تلك الحواجز البائسة . وفى سياق متصل عبرت جامعة الدول العربية عن قلقها الشديد لتزايد أعمال العنف والإرهاب في العراق بشكل كبير رغم عدم وجود قوات أجنبية واحتلال، داعية مختلف القوى السياسية إلى الحوار والعمل على حل الأزمات بما يمكن من تحقيق الاستقرار للعراق الذي ينعكس أمنه على أمن المنطقة العربية برمتها . وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي في تصريح اليوم إن العمليات الإرهابية الإجرامية في العراق تمس بالدرجة الأولى الشعب العراقي والموطنين الأبرياء في العراق، مبديا آسفة لوجود تحريض واضح من قبل بعض الأطراف السياسية بالعراق على العنف وهذا ما يشكل خطورة بالغة وبالذات ما يجري في بعض المناطق مثل محافظة ديالى الذي وصفه بأنه نوع من التطهير الطائفي لمناطق معينة . وأضاف أنه في السابق كانت هناك قوات أجنبية ومقاومة وطنية لها لكن الآن مع الأسف فإن المسؤولية الأولى والأخيرة تقع في هذا العنف على الأطراف السياسية والمنخرطة بالعملية السياسية، مشيدا في الوقت نفسه بالجماعات التي تحاول تهدئة الأوضاع . وأشار بن حلي إلى أن العراق الذي نجح في ترؤس القمة العربية خلال عام 2012 وفي القيام بدور كبير على الساحة العربية أثبت انه قادر على إعادة الأمن والاستقرار لكن في ظل المؤشرات والتطورات الأخيرة وسلسلة التفجيرات والأعمال الإجرامية أصبح من الواضح أن هناك من يسعى إلى العودة بالعراق إلى الوراء ، وكأن كل مابناه العراقيون وضحوا من أجله أصبح الآن قاب قوسين من الضياع . ونوه بن حلي بالبيان الذي أصدرته الجامعة العربية في هذا السياق الذي عبر عن حرص الجامعة العربية على استقرار العراق وقلقها على ما تشهده الساحة العراقية من تفجيرات، ودعوة جميع القوى السياسية العراقية ورجال الدين وقادة العشائر إلى العمل على تجاوز هذه المرحلة الخطيرة في تاريخ العراق والحرص على المصلحة العليا للوطن ومصيره الذي أصبح مهددا مع الأسف في وحدته ونسيجه الاجتماعي . ولفت الانتباه إلى أن الجامعة العربية تتابع عن كثب التطورات الراهنة كما تجري اتصالات مع جميع الأطراف لتهدئة الأوضاع في العراق .