تنطلق غدا الخميس في مدينة سان بطرسبرغ الروسية أعمال قمة مجموعة العشرين التي تستمر يومين و الذي من المنتظر أن تتصدر سلم أولويات هذه القمة القضايا المالية والاقتصادية بالإضافة الى التصعيد الذي يشهده الملف السوري. وبحسب مسؤولون روس فإنه من المتوقع أن يهيمن تباطؤ النمو وعزم مجلس الاحتياطي الفيدرالي "البنك المركزي الأميركي" تقليص حزم التحفيز المالي على مناقشات القمة . وسيبحث صانعو السياسات سبل تعزز الاقتصادات الراكدة في كل من الدول المتقدمة والنامية، وهو ما يشمل تهيئة مناخ ملائم للاستثمارات الخاصة وتوسيع الاستثمارات في البنية التحتية. وقالت شيربا كسينا يودايفا المسؤولة الروسية عن تنظيم القمة في مؤتمر صحافي أن حالة عدم اليقين التي تكتنف عزم مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلغاء حزم التحفيز المالي على مراحل من المتوقع أن تهمين أيضا على المحادثات في قمة مجموعة العشرين. وفيما يتعلق بالاستراتيجيات المالية المحتمل أن يعتمدها قادة مجموعة العشرين لتعزيز النمو المستدام، قالت يودايفا إنه لا "يوجد نهج موحد" لجميع الدول حيث يختلف الوضع الاقتصادي من بلد لآخر. ولكن الهدف الأسمى واحد ويكمن في "تحسين الوضع المالي على المدى المتوسط". وقالت يودايفا إن روسيا، التي تتولي الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين هذا العام، حددت أجندة استراتيجية لخلق دائرة جديدة من النمو الاقتصادي من خلال فرص العمل الجيدة، والاستثمارات، والثقة، والشفافية، والتنظيم الفعال. وأضافت أن قادة مجموعة العشرين سيعتمدون خططا لتقييم المخاطر العالمية واتخاذ إجراءات تتعلق بالإصلاحات المالية والهيكلية وخلق فرص العمل. وحول المشهد المالي والاقتصادي العالمي، ذكرت يودايفا أن أحد أوجه التقدم التي تحققت العام الماضي هى أوروبا أكثر استقرارا. وعند اخذ قوة دفع نموها الاقتصادي في الاعتبار، "يتضح أن أوروبا خرجت على ما يبدو من حالة الركود". أما بالنسبة للصيغة الجديدة لحصص صندوق النقد الدولي، فقد أقرت يودايفا بأنه المجال الذي أحرز فيه أدنى تقدم. وقالت إنه بالرغم مما يجرى حاليا من مناقشات لوضع صيغة جديدة، إلا أنه لن تتخذ أية خطوات أخرى دون تنفيذ القرارات السابقة. وفي رسالة عبر الفيديو، أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن قمة العشرين ستتطرق بشكل رئيسي إلى القضايا الاقتصادية والمالية، بالإضافة إلى قضايا التنمية أيضاً. وأضافت ميركل أن قمة العشرين التي عقدت في كوريا الجنوبية قبل ثلاث سنوات أوضحت أنه "لا يجب أن ننسى وجود دول فقيرة ليست ضمن قائمة الدول العشرين، وأن الاقتصاد العالمي لا يمكن أن يمضي بشكل سليم دون دفع عملية التنمية في الدول الأكثر فقراً". ومن المأمول أن يعرب قادة الدول المشاركة في القمة عن رضاهم عن الإصلاحات التي شهدها القطاع المصرفي، والتي أُقرّت في قمة العشرين بلندن سنة 2009. ومن المتوقع ان تهيمن سوريا على المحادثات التي ستجري على هامش القمة على ضوء القرار الذي اعلنه الرئيس الامريكي باراك اوباما بتوجيه ضربات الى نظام الرئيس السوري بشار الاسد لمعاقبته على هجوم كيميائي اتهم بتنفيذه في 21 اغسطس في ريف دمشق. وقبل اعلان اوباما قراره أبدت فرنسا وحدها استعدادها للانضمام الى الولاياتالمتحدة في توجيه ضربة الى سوريا، بعدما أرغم مجلس العموم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على التخلي عن موقفه المؤيد للتحرك العسكري. ويعقد اوباما لقاءين على انفراد مع نظيريه الفرنسي فرنسوا هولاند والصيني شي جينبينغ على هامش قمة مجموعة العشرين، على ما أفاد مسؤول في البيت الابيض اليوم الاربعاء. ومن بين اعضاء مجموعة العشرين يرفض البعض اي عمل عسكري مثل روسيا التي تقدم دعما ثابتا ومطلقا لدمشق، وكذلك ايطاليا. ومن غير المقرر عقد اي لقاء ثنائي بين اوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما يتعارض مع الاعراف الدبلوماسية غير انه ياتي على خلفية فتور العلاقات بين الدولتين الكبريين ولا سيما بشأن الملف السوري. وطالب بوتين الغرب بتقديم ادلة "مقنعة" على استخدام اسلحة كيميائية في سوريا ووقوف القوات النظامية خلف ذلك، مؤكدا انه في هذه الحالة فان روسيا "ستكون جاهزة للتحرك باكبر قدر ممكن من الحزم والجدية". كما ان دولا اخرى لا تؤيد التحرك العسكري الا في حال الحصول على موافقة الاممالمتحدة، وهو ما يعتبر مستحيلا في ظل الفيتو الروسي.