أنهت قمة مجموعة العشرين أعمالها اليوم وسط انقسامات بشان الأزمة في سوريا والتي تسعى الولاياتالمتحدةوفرنسا وعدد من الدول إلى تدخل عسكري عليها بعد إتهامها باستخدام سلاح كيماوي ضد المقاتلين، حيث لم يرد في بيان قمة مجموعة العشرين ذكر الأزمة السورية التي ناقشها زعماء المجموعة في هذه القمة السنوية . وتضاعف الولاياتالمتحدة التي اخفقت في توسيع التحالف ضد سوريا خلال قمة العشرين إنتقاداتها في مواجهة اصرار روسيا على موقفها من رفض تدخل عسكري، ضد سوريا وحذرت واشنطن من ضرب المواقع الكيميائية . وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال المؤتمر الصحفي الذي قدمه في ختام قمة العشرين اليوم الجمعة أنه التقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال قمة مجموعة العشرين حيث تباحثا الأزمة السورية وقال إنّ كلاهما قد بقي على موقفه وأن المشاورات مستمرة بين وزراء خارجية البلدين. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم أمس الخميس تعرض لضغوط متزايدة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وغيره من زعماء العالم لإثنائه عن القيام بعمل عسكري ضد سوريا يخشى كثيرون أن يضر بالاقتصاد العالمي ويؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط. ويقول بوتين إن قوات المعارضة المسلحة قد تكون هي التي نفذت الهجوم الكيماوي وان أي هجوم عسكري دون تفويض من مجلس الأمن سينتهك القانون الدولي وهو موقف يلقى تأييدا علنيا ومتزايدا من آخرين. حيث أيدت الصين والاتحاد الأوروبي والامم المتحدة والبابا فرنسيس وألمانيا وأندنوسيا والهند وبريطانيا وروسياوالبرازيل وجنوب إفريقيا وعدد من دول العالم المشاركين في القمة الحل السياسي لحل الازمة السورية واعربوا عن رفضهم للعمل السكري بدون موافقة مجلس الأمن الدولي. وقال نائب وزير المالية الصيني تشو قوانغ ياو في افادة صحفية "سيكون للعمل العسكري تأثير سلبي على الاقتصاد العالمي وخصوصا على سعر النفط - سيتسبب في ارتفاع سعر النفط." وحث البابا فرنسيس الزعماء في رسالته على أن ينحوا جانبا "السعي غير المجدي لحل عسكري" ودعا الكاثوليك واتباع الديانات الأخرى الى الصلاة والصوم معه يوم السبت من اجل انتهاء الحرب في سوريا. من جانبه وصف قادة الاتحاد الأوروبي وهم في العادة من أقوى حلفاء الولاياتالمتحدة الهجوم الكيماوي الذي وقع في 21 من أغسطس آب قرب دمشق ويقدر عدد ضحايا بنحو 1400 شخص بأنه "بشع" لكنهم أضافوا انه "لا حل عسكريا للصراع السوري." وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون للزعماء على العشاء في وقت لاحق أن أي عمل عسكري يجب أن يحظى بموافقة الأممالمتحدة. ونقل عنه مكتبه قوله "فلنتذكر: كل يوم نخسره يموت عشرات المدنيين الأبرياء. ولا حل عسكريا." ومع استبعاد حصول أوباما على تأييد روسياوالصين لقرار في مجلس الامن حيث تتمتعان بحق النقض (الفيتو) لجأ الرئيس الامريكي الى الكونجرس للحصول على موافقته على القيام بعمل عسكري ضد سوريا، وأعلنت الولاياتالمتحدة انها تخلت عن محاولة العمل مع مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا. ولم تترك تصريحات السفيرة الامريكية لدى الأممالمتحدة سمانثا باور شكا في ان واشنطن لن تسعى لنيل موافقة المنظمة الدولية على ضربة عسكرية ضد سوريا. ولم يقف مع أوباما إلا فرنسا وتركيا والمملكة العربية السعودية التي تستعد للمشاركة في عمل عسكري أمريكي ضد سوريا. وكانت قمة مجموعة العشرين المؤلفة من دول متقدمة ونامية بدأت في مدينة سان بطرسبرج الروسية للتوصل الى موقف موحد في قضايا النمو والتجارة والشفافية المصرفية ومكافحة التهرب الضريبي. لكن المجموعة التي تمثل ثلثي سكان العالم وتسهم بنحو 90 في المئة من انتاجه منقسمة بشأن عدة قضايا مثل الاضطرابات في الاسواق الناهضة وقرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) وقف برنامج التحفيز النقدي للاقتصاد الأمريكي والحرب الأهلية في سوريا. وكانت مجموعة العشرين حققت تعاونا لم يسبق له مثيل بين الدول المتقدمة والنامية للحيلولة دون حدوث انهيار اقتصادي أثناء الأزمة المالية عام 2009 لكن هذا الانسجام بين دولها لم يعد قائما. ومن بين القضايا التي بحثتها القمة اتخاذ خطوات لمنح المؤسسات المالية غير الخاضعة للقواعد المنظمة لعمل البنوك مهلة حتى عام 2015 للالتزام بالقواعد العالمية الجديدة. لكن التوافق يبدو صعبا بين الدول المتقدمة في ظل قيام الولاياتالمتحدة بإجراءات قوية لحفز الطلب وتحرك أوروبا ببطء أكثر للخروج من سياسات التقشف. وحثت دول الاقتصاديات الناهضة في مجموعة بريكس وهي البرازيلوروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا قمة العشرين على النهوض بالطلب العالمي وضمان التحديد الدقيق لاي تغيرات في السياسة النقدية لتقليل اي نتائج حانبية معرقلة. ويأتي هذا النداء نتيجة شعور بالقلق بين الدول النامية من احتمال ان يقلص مجلس الاحتياطي الاتحادي الامريكي نطاق سياسته النقدية التوسعية وتصورها ان اوروبا لا تقوم بما يكفي لحفز الانتعاش القائم على الطلب. ووافقت بريكس ايضا على المساهمة بمئة مليار دولار في صندوق مشترك لاحتياطي العملة ستلتزم الصين بواحد واربعين مليارا منها والبرازيل والهند وروسيا بثمانية عشر مليارا لكل منها وجنوب افريقيا بخمسة مليارات.