أكد الرئيس السوداني عمر البشير على أن التداول السلمي للسلطة هو أساس أداة التغيير الأساسية لنظام الحكم في بلاده من خلال الانتخابات التي تحتكم لرأي الشعب وتحترم خياراته وتلبي تطلعاته عبر الحوار الوطني الجامع المحتكم بالدستور والممارسات وفق معايير رغبة الشعب السوداني في اختيار حكومته وقياداته . ودعا البشير لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام السادس للاتحاد الوطني للشباب السوداني اليوم كافة المتمردين وحملة السلاح والمعارضين لنبذ العنف والاحتراب والانضمام لمسيرة السلام التي تنتظم البلاد، والمشاركة بفعالية في مشروعات التنمية وإعادة الإعمار والبناء. ولفت في هذا الخصوص إلى أن ضحايا التحديات الأمنية والصراعات المختلفة هم من الشباب مما استدعى أن تضع حكومته الأولوية والأسبقية الأولى للقضاء على بؤر الصراعات والتمرد والتوترات القبلية والجهوية ، وذلك من أجل حقن الدماء وتوجيه الطاقات للبناء والإعمار، وإيقاف القتل والتدمير والخراب . وضمن السياق ذاته، حث الرئيس السوداني كافة الشباب في الحركات المسلحة على إلقاء السلاح والعمل على وحدة الوطن، وقال "سعينا لتحقيق السلام، وجعلناه هدفا استراتيجيا وتفاوضنا مع كل من حمل السلاح لأن قناعتنا بأن حل القضايا بالحوار هو الأجدى والأنفع للوطن، وصبرنا من أجل ذلك على التفاوض في كل منابره واستجاب كثيرون لنداء السلام ، والآن نحن ننعم بوجودهم معنا شركاء في بناء الوطن " . وجدد الالتزم بالحل السلمي وجمع الصف الوطني والتوافق على كل القضايا الأساسية والاتفاق على الثوابت الوطنية والدينية كأساس لاستدامة السلام والتعاون المشترك على ماهو متفق عليه... مؤكدا احترامه لاختلاف الرأي وتقديره له . وتابع البشير قائلا" لابد من اتفاق كافة أهل السودان على أن الحوار هو أساس حل كافة القضايا للوصول إلى تفاهمات مرضية بشأنها"...منوها بأن مبادرته التي طرحها في هذا الصدد وجدت تجاوبا كبيرا من معظم القادة السياسيين المعارضين الذين أكدوا التزامهم بالقضايا الأساسية التي تشمل السلام والدستور والحكم والقضايا الوطنية الأساسية بأنها مسائل قومية وللشعب السوداني الحق في تحديد موقفه منها بكافة مكوناته وفق التوافق والتراضي الجامع . وكشف عن برنامجه للمرحلة المقبلة والذي يشدد على أن يكون عام 2014 عاما لنهاية كافة الصراعات الداخلية في السودان ، والوصول إلى عام 2015 الذي ستقام فيه الانتخابات العامة بمستوياتها المختلفة ليتم الدخول إليها دون أي صراعات ودون مناطق خارج المشاركة ، وتتم فيه إتاحة المشاركة للجميع وفق انتخابات حرة ونزيهة ترضي الجميع. وتابع قائلا "نرمي أن يكون الشعب هو صاحب الكلمة المسموعة والقرار النهائي الحاسم في كافة القضايا ليختار قيادته التي يثق فيها والقيادة التي يرتضيها الشعب تصبح ملزمة للجميع للعمل معها وإنجاح برامجها ، وأن تكون المعارضة معارضة وطنية صادقة تخدم الوطن وتصحح مساره لأجل المصلحة العامة " . وضمن المشهد ذاته اعتبر الرئيس السوداني أن أكبر التحديات الراهنة هي كيفية توحيد أهل السودان على كلمة سواء وصولا للعمل المشترك الجامع بعيدا عن العنصرية والجهوية والعصبية والقبلية التي اقعدت مسيرة الوطن عن التقدم . واستطرد قائلا "نعول كثيرا على الشباب في تحقيق الامن والسلام ورتق النسيج الاجتماعي لأهل السودان"، مؤكدا أن الأولوية ستعطى في هذا الخصوص لولايات دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق باعتبارها من أكثر الولايات تضررا من الصراعات والحروب .