أوضح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن جولة المفاوضات تقدم فرصة أخيرة لتحقيق السلام العادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن الوقت ينفد، ونافذة الأمل تضيق، ودائرة الفرص تتقلص، ومجرد التفكير في العواقب الكارثية للفشل والتبعات المخيفة للإخفاق يجب أن يدفع المجتمع الدولي إلى تكثيف العمل من أجل اغتنام هذه الفرصة. ورفض الرئيس الفلسطيني في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الليلة الماضية الدخول في دوامة اتفاق مؤقت، أو الانخراط في ترتيبات انتقالية تصبح قاعدة ثابتة بدل أن تكون استثناء طارئا، مؤكدا أن الهدف هو التوصل إلى اتفاق دائم وشامل ومعاهدة سلام بين دولتي فلسطين وإسرائيل تعالج جميع القضايا وتجيب على كل الأسئلة وتغلق مختلف الملفات ما يتيح أن نعلن رسميا نهاية النزاع والمطالبات. وذكر الرئيس عباس، العالم أن غاية السلام تتمثل في رفع الظلم التاريخي غير المسبوق الذي الحق بالشعب الفلسطيني في النكبة في عام 1948 وتحقيق سلام عادل ينعم بثماره الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي وشعوب المنطقة كافة. وطالب الأسرة الدولية في خطابه بمواصلة التأكيد على ما تحقق كإجماع دولي حول غاية السلام وأهداف المفاوضات ومرجعياتها وأسس الاتفاق الدائم، وأن تبقى يقظة لإدانة ووقف أية أفعال على الأرض تقود لتقويض المسار التفاوضي. وأشار إلى أنه منذ مطلع العام الحالي استشهد 27 مواطنا فلسطينيا وجرح 965 مواطنا برصاص الاحتلال، ونفذ المستوطنون 708 اعتداءات إرهابية على مساجدنا وكنائسنا، وما زال هناك نحو خمسة آلاف أسير في سجون الاحتلال، وتواصل إسرائيل بناء آلاف الوحدات الاستيطانية وتهدم المنازل، وتشدد إجراءاتها التمييزية ضد القدس ومقدساتها، وتواصل فرض الحصار الجائر على غزة. من جانب آخر قال الرئيس الفلسطيني ،إن فلسطين حصدت ثمار رفع تمثليها إلى دولة "مراقب" في الأممالمتحدة، في هذه الدورة ال68 للجمعية العامة للأمم المتحدة إذ عوملت كدولة لأول مرة في التاريخ. وأكد في حديث نقلته وكالة الانباء الفلسطينية، أن مشاركة فلسطين في هذه الدورة كانت مهمة للغاية ليس فقط على الصعيد السياسي إنما على الصعيد الاقتصادي أيضا. وقال:'بحثنا مجمل القضايا السياسية والاقتصادية، ولأول مرة تبحث القضايا الاقتصادية بشكل موسع بجلب دعم للشعب الفلسطيني، وتميزت هذه الدورة بتكريس الإنجاز الذي حققناه في الدورة السابقة في 29 نوفمبر العام الماضي، اليوم أعترف بنا كدولة وعوملنا كدولة لنحصد ثمار جهدنا'. ولفت الرئيس عباس إلى أن اللقاءات التي عقدها على مدار الأسبوع المنصرم مع زعماء وممثلي الدول العربية والأجنبية تصب في سير المفاوضات. وقال: 'المحادثات التي تجري مع الجانب الإسرائيلي مفصلية وقد تكون الفرصة الأخيرة لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي'. وأشار إلى جدية الولاياتالمتحدة بجهود رئيسها اوباما ووزير خارجيتها كيري والاهتمام الملموس من جميع دول العالم لإحلال السلام وإنهاء النزاع، 'السلام مهم لكل العالم وليس فقط للفلسطينيين'. وحذر الرئيس الفلسطيني من العواقب الوخيمة التي قد تنتج في حال فشل التوصل إلى حلول خلال التسعة شهور المتفق عليها لانجاز محادثات السلام الجارية، وقال: 'صبرنا كثيرا وتحملنا كثيرا وعانينا كثيرا لكن العالم بدأ يتفهم جيداً القضية الفلسطينية'. وأكد أنه يجب على إسرائيل أن تنسحب من كافة الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 بما فيها القدس، وضرورة إيجاد حل عادل للاجئين وفق القرار الأممي 194 وكافة قضايا الحل النهائي وفق المرجعية الدولية. وثمن دور أوروبا المهم في هذه الدورة خاصة قرارها مقاطعة منتجات المستوطنات، مشيرا إلى أن هذا القرار موجه ضد الاحتلال والاستيطان وليس إسرائيل، ويؤكد عدم شرعية الاستيطان وضرورة وقفه وتوسعه في الأرض الفلسطينية.