أعلنت أكاديمية العلوم السويدية الملكية فوز البريطاني بيتر هيجز والبلجيكي فرانسوا إنجلرت بجائزة نوبل للفيزياء لعام 2013 لتنبؤهما بوجود جسيم بوزون هيجز العنصر الأساسي لتفسير سبب وجود كتلة للجسيمات الأولية. وكان العالمان أبرز المرشحين لاقتسام الجائزة وقيمتها ثمانية ملايين كرونة سويدية "1.25 مليون دولار" بعد أن أكدت التجارب العلمية في مختبر سيرن الأوروبي صحة آرائهما النظرية. وقالت الأكاديمية في بيان لها "النظرية الفائزة بالجائزة جزء مهم في نظرية النموذج العياري للجسيمات التي تصف كيف شيد العالم". وأضافت "وفقا لنظرية النموذج العياري كل شيء من الزهور والناس إلى النجوم والكواكب يتألف من بضعة كتل: جسيمات المادة". إلى ذلك فاز ثلاثة علماء يقيمون في الولاياتالمتحدة بجائزة نوبل للطب لعام 2013 الليلة الماضية تقديرا لأبحاثهم عن كيفية انتقال الهرمونات والانزيمات داخل الخلايا وخارجها مما يسهم في فهم المزيد عن أمراض مثل داء السكري والزايمر. ونجح الأمريكيان جيمس روثمان (62 عاما) وراندي شيكمان (64 عاما) والألماني توماس سودهوف (57 عاما) كل على حدة في رسم خريطة لواحدة من الشبكات الحساسة في الجسم التي تستخدم فقاعات متناهية الصغر تعرف باسم الحويصلات لنقل مواد كيماوية مثل الأنسولين داخل الخلايا. وتصف هذه المنظومة أيضا كيف تنقل هذه الحويصلات الجزيئات إلى أسطح الخلايا للقيام بوظيفة الإفراز وهي عملية في غاية الدقة والحساسية يمكن أن تتسبب أي أخطاء أو أعطال في آلياتها في الإصابة بأمراض خطيرة وربما الوفاة. وقالت لجنة نوبل بمعهد كارولينسكا السويدي في بيان تضمن حيثيات الجائزة التي تبلغ قيمتها ثمانية ملايين كرونة (1.2 مليون دولار) "دون هذا التنظيم الدقيق والعجيب لانزلقت الخلية في الفوضى". وأضاف البيان "كشف روثمان وشيكمان وسودهوف النقاب عن نظام تحكم بالغ الدقة بشكل رائع لنقل وتسليم الشحنة الخلوية". وقالت اللجنة في بيانها انه على سبيل المثال تسلط أبحاثهم الضوء على كيفية إنتاج الأنسولين - الذي يعمل على ضبط مستوى السكر في الدم - وإطلاقه في الدم في الوقت السليم والمكان السليم. وروثمان استاذ بجامعة ييل اما شيكمان فيعمل استاذا بجامعة كاليفورنيا في بيركلي في حين يعمل سودهوف استاذا بجامعة ستانفورد. وعمل الثلاثة كل بمفرده وسلك كل منهم منهجا مختلفا تماما عن الآخر لمعالجة هذه المشكلة الأمر الذي يعكس مدى تمكنهم من تخصصهم العلمي. وقال باتريك رورسمان الاستاذ بجامعة اكسفورد "ربما يكون لاكتشافاتهم آثار إكلينيكية في مجال أمراض الطب النفسي لكن ظني أنها ستعود بفائدة أكثر بالنسبة إلى فهم كيفية عمل الخلايا". وقالت اللجنة إن أعمال هؤلاء العلماء يمكن أن تسهم في فهم أمراض نقص المناعة الذاتية والاضطرابات العقلية مثل مرض التوحد. وجائزة نوبل للطب هي أولى جوائز نوبل التي تعلن كل عام. وبدأ شيكمان المتخصص في علوم الوراثة اهتمامه بكيفية انتقال البروتينات داخل الخلايا عام 1974.. وفي جامعة كاليفورنيا في بيركلي شرع في أبحاثه على فطر الخميرة وهو كائن حي وحيد الخلية وأوضحت أبحاثه كيف قام بتطبيق نتائج دراساته على الخلايا البشرية. ومن بين أهدافه البحثية دراسة ما إذا كان تراكم البروتين النشوي في مخ المصابين بمرض الزايمر راجع إلى تعطل منظومة شبكة الحويصلات. أما سيدهوف المتخصص في علوم الأعصاب فقد ركز ابحثاه على ما يتعلق بالمخ والتفكير والإدراك والانفعالات عند البشر علاوة على الأفعال التي تتم من خلال تبادل الإشارات بين الخلايا العصبية والخلايا الأخرى وهو ما يمثل أساس عمل الجهاز العصبي.