استدعت الخارجية التركية القائم بالأعمال المصري في أنقرة وأعلنت السفير المصري شخصا غير مرغوب فيه وذلك ردا على قيام مصر بطرد السفير التركي وتخفيض التمثيل الدبلوماسي بين البلدين. وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان لها اليوم، إن "السفير المصري عبدالرحمن صلاح الدين، شخص غير مرغوب فيه وفقا لمبدأ المعاملة بالمثل الذي هو أساس العلاقات الدولية". وكانت صحيفة/زمان/ التركية قد ذكرت نقلا عن مصادر بوزارة الخارجية التركية إن تركيا ستتخذ خطوات تتماشى مع مبدأ "المعاملة بالمثل" بعد أن طردت مصر سفير أنقرة في القاهرة اليوم . وتعقد وزارة الخارجية التركية اجتماعا حول التدابير للرد بعدما طردت مصر سفير أنقرة حسين عوني بوتسلي واعلانها انه "شخص غير مرغوب فيه". وقالت مصادر دبلوماسية تركية لوكالة أنباء/الأناضول/ إن القرار المصري اتخذ بعد استدعاء السفير التركي لوزارة الخارجية المصرية لعقد اجتماع. وبعد خروجه من الوزارة وصف السفير التركي الشعبين المصري والتركي "بالاشقاء". ونقلت عنه وكالة أنباء الأناضول شبه الرسمية قوله "سأستمر في الصلاة من أجل مصر أفضل." وفي وقت سابق حاول الرئيس التركي عبد الله غول من تخفيف الأزمة وقال: "الوضع مؤقت وأتمنى ألا تسوء العلاقات بين تركيا و مصر". ونقلت وكالة (أناضول) التركية للأنباء عن غول القول إنه على يقين بأن مصر تعيش حاليا فترة استثنائية... مؤكدا أن العلاقات التركية المصرية أعمق بكثير من أن يؤثر فيها مثل هذا القرار. وتشهد العلاقات المصرية التركية تدهورا ملحوظا بسبب تأييد أنقرة للرئيس المصري المعزول محمد مرسي الذي تدخل الجيش للإطاحة به في الثالث من يوليو الماضي بعد خروج مظاهرات حاشدة مطالبة برحيله. وأعلنت مصر خفض تمثيلها الدبلوماسي في تركيا من مستوى السفراء الى مستوى القائم بالأعمال واستدعاء السفير التركي وابلاغه بانه "شخص غير مرغوب فيه" ومطالبته بمغادرة البلاد في خطوة جديدة تظهر مزيدا من التدهور في العلاقات بين البلدين. واعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبدالعاطي في وقت سابق اليوم أن حكومة بلاده قررت اليوم تخفيض تمثيلها الدبلوماسي بتركيا من مستوى السفراء إلى مستوى القائم بالأعمال. وقال الناطق في بيان تلاه - خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده صباح اليوم بالقاهرة - إن مصر قررت أيضا استدعاء السفير التركي وإبلاغه بأنه شخص غير مرغوب فيه ومطالبته بمغادرة البلاد... مضيفا أن مصر قررت أيضا نقل السفير المصري بأنقرة إلى ديوان عام الوزارة نهائيا... مذكرا أنه قد تم سحبه في 15 اغسطس الماضي. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد وجه في ال21 من الشهر الجاري، انتقادات حادة للسلطة الجديدة في مصر. وجدد وصفه لما حدث في مصر بعد الثلاثين من يونيو الماضي بأنه إنقلاب عسكري. واعتبرت الحكومة المصرية إن القيادة التركية "أمعنت في مواقفها غير المقبولة وغير المبررة بمحاولة تأليب المجتمع الدولي ضد المصالح المصرية". وتتهم مصر تركيا "بدعم اجتماعات لتنظيمات تسعى إلي خلق حالة من عدم الاستقرار في البلاد، وبإطلاق تصريحات اقل ما توصف بأنها تمثل إهانة للإرادة الشعبية التي تجسدت في 30 يونيو الماضي." وكانت مصر قد شهدت في هذا اليوم مظاهرات شعبية حاشدة احتجاجا على سياسة محمد مرسي، أول رئيس منتخب في اقتراع حر بعد ثورة 25 يناير 2011. وفي الثالث من الشهر التالي، تدخل الجيش وعزل مرسي وأعلن ما وصفه بخريطة مستقبل. وتعتبر القاهرة الموقف التركي "تحديا لإرادة الشعب المصري واستهانة باختياراته المشروعة وتدخلا في الشأن الداخلي للبلاد" وتتعرض تركيا لهجمات متصاعدة تشنها وسائل إعلام وسياسيين مؤيدين للجيش المصري تتهم الحكومة التركية بدعم الإخوان المسلمين. وكان أردوغان أول من استخدم إشارة رابعة العدوية، التي يستخدمها المعارضون لنظام الحكم الجديد في مصر.