أثارت الاحتجاجات في اوكرانيا المخاوف الدولية من خروخ الأزمة السياسية في هذا البلد عن مسارها حيث ابدى الاتحاد الاوربي اليوم قلقه إزاء مخاطر خروج الأزمة السياسية في أوكرانيا عن مسارها، في وقت واصلت فيه قوات الأمن الأوكرانية إزالة المزيد من الحواجز التي وضعها المتظاهرون المناهضون للحكومة وسط العاصمة كييف. وأعربت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوربي كاثرين اشتون، التي تبدأ اليوم زيارة إلى كييف، عن مخاوف من احتمال انزلاق الأزمة في أوكرانيا إلى مسارات أخرى بعد وقوع هجوم استهدف أحد أبرز مقرات المعارضة. ودعت المسؤولة الأوربية السلطات الأوكرانية إلى إظهار أكبر قدر من ضبط النفس والامتناع عن استخدام القوة من أجل ترك مساحة لحل تفاوضي للمأزق الراهن، وفق تعبيرها. وبينما أشارت متحدثة باسم آشتون إلى أنها ستلتقي كل الأطراف الفاعلة في أوكرانيا من حكومة ومعارضة وممثلين عن المجتمع المدني بحثا عن تسوية سياسية، قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن زيارتها لكييف لا تمثل وساطة رسمية، مضيفة أن "الاتحاد الأوروبي لا يدعي أنه يريد تسوية الأزمة، بل هذه مهمة تقع على عاتق القوى السياسية الأوكرانية". يأتي هذا فيما يستمر نحو ألفي محتج مناهض لحكومة أوكرانيا في خيام اعتصامهم الرئيسي مع تساقط الثلوج في العاصمة كييف اليوم في تحد لشرطة مكافحة الشغب التي أبعدتهم عن المباني الحكومية مساء امس الاثنين. وأزال العشرات من أفراد شرطة مكافحة الشغب حواجز تؤدي إلى مقر الرئاسة ومكاتب الحكومة والبرلمان. واحتشد المحتجون من جديد في ميدان الاستقلال بوسط كييف حيث نصبوا خياما ومنصة وقف عليها خطباء ومغنون لالقاء كلمات أو تقديم فقرة غنائية. ورفع العلم الرئاسي الأزرق فوق مكتب الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش في إشارة على نشاط يقوم به الرئيس اليوم ربما لأول مرة منذ خروج المظاهرات يوم 21 نوفمبر احتجاجا على قراره إلغاء اتفاق تجاري مع الاتحاد الاوربي في سبيل توطيد العلاقات مع روسيا. وخشي المحتجون أن يكون اقتراب شرطة مكافحة الشغب من اعتصامهم مؤشرا على خطة لقمع الاحتجاجات لكن لم تقع أعمال عنف مثل الاسبوع الماضي عندما أصيب عشرات المحتجين. ومع تأثر الاقتصاد الأوكراني الذي أوشك على الافلاس بالأزمة يجري يانوكوفيتش محادثات مع ثلاثة رؤساء سابقين للبلاد اليوم الثلاثاء. ويتوقع أن يلتقي بمسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوربي كاثرين اشتون اليوم أو غدا الاربعاء. ووجهت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي فيكتوريا نولاند التي تزور موسكو دعوة جديدة للهدوء في كييف. وذكرت السفارة الأمريكية في موسكو في بيان أن نولاند عبرت عن "قلق الولاياتالمتحدة العميق بشأن الوضع في أوكرانيا وحثت روسيا على استخدام نفوذها للضغط من أجل السلام والكرامة الانسانية وايجاد حل سياسي." وتقدم طابور من القوات الخاصة باتجاه المتظاهرين لإجبارهم على مغادرة محيط مبنى الحكومة، ما دفع نواب المعارضة إلى دعوة المحتجين إلى الانتقال لساحة الاستقلال. يُذكر أن الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وافق على فكرة إجراء محادثات مع المعارضة لإيجاد مخرج للأزمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ إعلان رفضه التقارب مع الاتحاد الأوروبي، وأعلن يانوكوفيتش تنظيم لقاء اليوم مع رؤساء للدولة سابقين لمناقشة المظاهرات الجارية.