قررت محكمة جنايات القاهرة أمس التنحي عن النظر في محاكمة 17 من قيادات جماعة "الإخوان المسلمين" بينهم المرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع، في قضية اتهامهم بالقتل العمد والتحريض عليه بحق المتظاهرين السلميين فيما عرف ب"أحداث المقطم".. فيما دعا التحالف الوطني لدعم الشرعية لمسيرة مليونية غدا الجمعة تحت شعار "الطلاب يشعلون الثورة". وشهدت الجلسة "والتي لم تستغرق سوى نحو ثلاث دقائق فقط" حالة من الفوضى العارمة والهرج والمرج داخل قاعة محكمة جنايات القاهرة التي عقدت بمقر معهد أمناء الشرطة ب"طرة"، وردد المتهمون هتافات متعددة مناهضة للقوات المسلحة وقائدها العام وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، حيث وصفه محمد بديع بأنه "خائن للعهد مع الله ومع الرئيس الشرعي محمد مرسي". وذكرت صحيفة بوابة "الأهرام" الإلكترونية أن المحكمة تنحت عن نظر القضية ل"عدم انتظام المحكمة وعدم قدرة القاضي على نظر القضية". من جهتها، ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن محكمة جنايات القاهرة قررت إرسال أوراق القضية إلى محكمة استئناف القاهرة، لتحديد دائرة مغايرة تتولى محاكمة المتهمين. وأوضحت أن "قرار المحكمة بالتنحي جاء بعدما منحت أكثر من فرصة لهيئة الدفاع (المحامون) لتهدئة الأوضاع داخل الجلسة وتهدئة المتهمين وإقناعهم بالتزام الصمت حتى يتسنى للمحكمة مباشرة إجراءات المحاكمة غير أن تلك المحاولات جميعا باءت بالفشل". وقالت وزيرة الإعلام المصرية درية شرف الدين إن الحكومة ناشدت رئيس محكمة الاستئناف بضرورة تخصيص دوائر للفصل في القضايا الخاصة بالإرهاب، للحصول على أحكام سريعة وعدالة ناجزة. ويحاكم في هذه القضية كل من محمد بديع مرشد عام الإخوان، ونائبيه محمد خيرت الشاطر ومحمد رشاد بيومي، و رئيس البرلمان السابق محمد سعد الكتاتني، ومحمد مهدي عاكف المرشد العام السابق للإخوان، وأسامة ياسين وزير الشباب السابق، ومحمد البلتاجي عضو مجلس الشعب السابق، وعصام العريان عضو مجلس الشورى السابق، بالإضافة إلى أيمن هدهد مستشار مرسي السابق، وأحمد شوشة، وحسام أبو بكر الصديق، ومحمود الزناتي، وعبد الرحيم محمد، ورضا فهمي، ومصطفى عبد العظيم البشلاوي، ومحمد عبد العظيم البشلاوي، وعاطف عبد الجليل السمري، وجميعهم من قيادات الإخوان. وتعود وقائع الأحداث إلى الاشتباكات العنيفة التي اندلعت في محيط مكتب الإرشاد بحي المقطم، غرب القاهرة، إبان مظاهرات 30 يونيو الماضي، والتي أسفرت عن سقوط نحو 12 قتيلا. وكشفت النيابة العامة في تحقيقاتها عن توافر الأدلة على ارتكاب المتهمين لجرائم القتل والشروع في قتل بعض المواطنين من المتظاهرين السلميين أمام مقر مكتب الإرشاد بالمقطم، وحيازة مفرقعات وأسلحة بقصد استعمالها في أنشطة تخل بالأمن العام والمساس بالسلام الاجتماعي. ويعد قرار تنحى القضاة عن نظر تلك القضية أمس هو الثاني من نوعه، حيث سبق للدائرة 18 بمحكمة جنايات جنوبالقاهرة أن تنحت عن نظر محاكمة المتهمين في القضية في 29 أكتوبر الماضي. في المقابل دعا التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، الشعب المصري إلى التضامن مع طلاب الجامعات في أسبوع طلابي يبدأ بمليونية غدا الجمعة تحت عنوان "الطلاب يشعلون الثورة". وقال في بيان صدر عنه، اليوم الخميس موجها حديثه للطلاب: "قهرتم مجددا أوهام الحالمين بعرش مصر عبر صناديق الذخيرة، ونقلتم الثورة نقلة جديدة، بشجاعتكم وصمودكم وسلميتكم المبدعة بفضل الله عزوجل، تجددون تاريخ الحركة الطلابية المجيد، فبعد أن كنتم تقدمون شهيدا كل 10 سنوات، أصبحتم الآن تقدمون 10 شهداء كل يوم، وتقودون الثورة بفداء وإقدام، رغم ارتقاء 261 شهيدا واعتقال 610 طلابا وإصابة أكثر من 2000 مناضل من طلاب مصر الأحرار". وأكد التحالف في بيانه "أن الشعب المصري الثائر لن يسمح بتمرير أي إجراءات باطلة، واستمرار انهيار الوطن في كل المجالات وتهديد الغلابة، وسيواصل موجات الغضب الثوري وصولا لاستعادة ثورة 25 يناير من جديد في كل ميادين التحرير". بموازاة المحاكمة، واصل الطلبة المؤيدين لجماعة الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسي بالتظاهر، والاشتباك مع قوات الأمن، مطالبين بعودة مرسي. وخرج الطلبة من جامعة القاهرة في مسيرة رفعوا خلالها إشارة رابعة، ورددوا هتافات ضد الجيش والشرطة.. وانتقلت المظاهرة من الحرم الجامعي إلى محيط ميدان "نهضة مصر"، حيث قام الطلبة بقطع الطريق، كما شهدت المدينة الجامعية الخاصة بجامعة الأزهر حالة من الكر والفر بين طلبة مؤيدين لمرسي وقوات الأمن، بعد رشق الطلبة المتظاهرون بالحجارة للقوات. من جهته، قال وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم في مؤتمر صحفي، إن " وزارته على علم بما يحاك من مؤامرات ضد مصر، وبمحاولة جماعة الإخوان المسلمين إرباك المشهد قبل الاستفتاء على الدستور، وتعطيل الدراسة بالجامعات". وعلى هذا الصعيد سادت حالة من الهدوء الحذر معظم كليات جامعة الأزهر بمدينة نصر للبنين والبنات اليوم وسط حضور طلابي متوسط في معظم الكليات بسبب سوء الأحوال الجوية. وتسود الجامعة حالة ترقب لاجتماع المجلس الأعلى للجامعات اليوم، خاصة فيما يتعلق بالجامعة واحتمال تعليق الدراسة بها. إلى ذلك أعلن طلاب كليتى الهندسة والعلوم بجامعة المنيا، اليوم، إضرابهم عن الدراسة وتعليقها لحين الإفراج عن زملائهم المحبوسين والذين قامت الأجهزة الأمنية بإلقاء القبض عليهم خلال مسيرات نظموها نددوا خلالها بما أسموه "حكم العسكر". كما شهد محيط جامعة عين شمس اشتباكات بين الطلاب المنتمين لجماعة الإخوان والطلاب المستقلين بالجامعة اليوم وذلك في أعقاب عودة مسيرة طلاب الإخوان بالجامعة من محيط وزارة الدفاع. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن الهدوء ساد محيط وزارة الدفاع بعد تراجع مسيرة طلاب الإخوان بجامعة عين شمس إلى الجامعة مرة أخرى في أعقاب قيام قوات الأمن بتفريقهم باستخدام رشاشات المياه والغاز المسيل للدموع.