أعلنت مصادر دبلوماسية أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية المكلفة الإشراف على تدمير الأسلحة الكيميائية السورية أقرت مساء أمس الثلاثاء التفاصيل النهائية لخطة التدمير على رغم ازدياد احتمالات تأخير تنفيذ هذه الخطة. وتنص خارطة الطريق لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية على تدمير الترسانة السورية بحلول 30 يونيو المقبل، لكن التقدم في هذه العملية شهد بعض التأخير جراء مشاكل أمنية تواجهها في سوريا التي تشهد حربا داخلية دامية. ورفض متحدث باسم المنظمة الإدلاء بأي تعليق بشأن اجتماع المجلس التنفيذي لهذه المنظمة الدولية ولكن مصدرا دبلوماسيا حضر الاجتماع قال إنه تم تبني الخطة الدولية لتدمير الأسلحة الكيميائية السورية. ومن المقرر أن تعلن رسميا اليوم تفاصيل هذه الخطة التي صارت خطوطها العريضة معروفة كون بعض الدول نشرت مقترحاتها بهذا الخصوص. ووافقت الولاياتالمتحدة على أن تأخذ على عاتقها قسما من عملية التدمير بحيث تجرى في المياه الدولية على سفينة للبحرية الأميركية هي إم.إف كاب راي، حيث ستنقل سفينتا شحن -تواكبهما سفن دانماركية ونرويجية- حاويات كيميائية من مرفأ اللاذقية إلى مرفأ آخر ومنه إلى السفينة كاب راي. ويذكر أن سوريا أعلنت عن 1290 طنا بالإجمال من الأسلحة الكيميائية والمكونات التي يفترض أن تغادر الأراضي السورية في 31 ديسمبر ، حسب الموعد المحدد الذي بات يسمى "الموعد الهدف" الذي وضعته المنظمة. وقد أقر مدير المنظمة أحمد أوزموجو الأسبوع الماضي إمكانية حصول "تأخير طفيف" في تطبيق خطة التدمير، وكان أكد خلال اجتماع الشهر الماضي أن الطريق بين حمص ودمشق مقفل مما يطرح مشكلة لإيصال المكونات الكيميائية إلى اللاذقية و"لأنشطة التحقق المستقبلية". وكان مجلس الأمن الدولي شهد أول أمس الاثنين نقاشا حادا بين روسيا ودول غربية محوره الطرف المسؤول عن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، فبينما حملت موسكو مقاتلي المعارضة مسؤولية استخدام هذه الأسلحة، نسبت واشنطن كل الهجمات الكيميائية إلى قوات النظام. جاء ذلك خلال الجلسة التي ناقشت التقرير النهائي لبعثة التحقيق الأممية التي ترأسها آكي سيلستروم، وهو التقرير الذي رجح استخدام السلاح الكيميائي في خمسة مواقع من أصل سبعة قام خبراء الأممالمتحدة بالتحقيق فيها، دون أن يحدد الجهة المسؤولة عن ذلك، وهو أمر اعتبرته الخارجية السورية دليلا على أن "مجموعات إرهابية مسلحة" هي وراء استخدام تلك الأسلحة. واتهم السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين الولاياتالمتحدة بتجاهل طلب بلاده تقديم دليل على تورط الحكومة السورية في هجمات كيميائية، وقال إن عدم وجود هذا الدليل يعتبر "أمرا غريبا، لأن المعلومات التي سربها المتعاقد السابق في وكالة الأمن القومي الأميركي إدوارد سنودن توضح أن للولايات المتحدة مصادر استخباراتية قوية بسوريا.واعتبر تشوركين أن الهجوم الكيميائي -الذي شن في ريف دمشق في 21 أغسطس الماضي- قد تكون المعارضة ارتكبته لدفع الولاياتالمتحدة لشن هجوم عسكري على سوريا.ولم ترد البعثة الأميركية على تصريحات المسؤول الروسي، لكن دبلوماسيا حضر لقاء أمس أوضح أن السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سامانثا باور خاطبت تشوركين بقولها إن "عطلة أعياد الميلاد قد تحسن حالة السفير الروسي". وبحسب الدبلوماسي -الذي فضل عدم الكشف عن اسمه- فإن باور قالت أيضا خلال الاجتماع المغلق إن "موسكو لديها ثقة ملحوظة في حكومة تطلق الصواريخ والقنابل على شعبها"، فيما وصف تشوركين رد المسؤولة الأميركية بأنه "يفتقر لكثير من اللياقة"، موضحا أن روسيا لا تثق في النظام السوري وإنما تقيم الأوضاع بناء على حقائق.أما السفير البريطاني مارك ليال فقد أبلغ الصحفيين أن كل تقارير سيلستروم تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الحكومة السورية هي المسؤولة عن الهجمات الكيميائية، في إشارة إلى هجمات متعددة على مناطق بسوريا أبرزها ما حدث يوم 21 أغسطس الماضي في ريف دمشق عندما لقي نحو 1400 شخص -جلهم أطفال- حتفهم في هجمة كيميائية. من جهته أكد مندوب فرنسا الدائم في الأممالمتحدة جيرار آرو -الذي تترأس بلاده مجلس الأمن الشهر الحالي- أن النقاشات داخل المجلس كانت حادة ولم تفض إلى نتيجة، مشيرا إلى أن أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون وأعضاء المجلس دعوا إلى محاسبة المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب في سوريا، ورد المندوب الروسي على ذلك بالقول إن كلام آرو يعبّر عن تلخيصه الشخصي لما جرى في المشاورات المغلقة.وكان تقرير سيلستروم رجح استخدام السلاح الكيميائي في خمسة مواقع من أصل سبعة قام خبراء الأممالمتحدة بالتحقيق فيها، وذكر دبلوماسيون أن التقرير تحدث عن استعمال مروحيات في بعض الهجمات. وستدمر المواد الكيميائية السورية في البحر على متن سفينة أميركية معدة خصيصا لهذا الغرض، حيث رفضت دول عديدة استقبال تلك المواد بغرض تدميرها على أراضيها..على صعيد متصل قالت وكالة ايتار تاس نقلا عن مسؤول روسي اليوم أن روسيا مستعدة لتأمين ميناء اللاذقية والمياه الإقليمية السورية أثناء عملية تدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية. ومن المقرر أن تسلم سوريا مواد سامة قاتلة تستخدم في تصنيع السارين وغاز في.اكس ومواد قاتلة أخرى بموجب اتفاق دولي أبرم بعد هجوم على مشارف العاصمة السورية دمشق في أغسطس قتل المئات. ونقلت الوكالة الروسية الرسمية عن فاسيلي تيتوشكين نائب ممثل روسيا في منظمة الأسلحة الكيميائية قوله "روسيا...قالت أنها ستوفر الأمن للاذقية والمياه الإقليمية السورية خلال عملية تدمير الأسلحة الكيماوية. "وقالت روسيا أنها ستوفر عربات وتساعد في نقل الأسلحة الكيماوية إلى اللاذقية من مواقع آخرى في سوريا كما صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بأن البحرية الروسية مستعدة لمرافقة سفن تزيل المخزونات.وستدمر الأسلحة الكيماوية السورية على ظهر سفينة أمريكية جهزت خصيصا لهذا الغرض نظرا لخطورتها في حالة نقلها إلى أي دولة. ولم يتم الاتفاق بعد على المكان الذي سترسو فيه السفينة خلال القيام بهذه المهمة.