أعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن زيارته لمنطقة الشرق الأوسط، تهدف لتحقيق 3 أهداف رئيسية تتمثل في تعزيز الصداقة الصينية-العربية، ومد جسور التعاون المشترك، وحث مختلف الاطراف في المنطقة على عملية المفاوضات والتصالح في المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية. وقال وانغ يي في مقابلة مع قناة /الجزيرة/ الفضائية، ان زيارته والتي شملت الاراضي المحتلة والجزائر، والمغرب، والسعودية، تهدف ايضاً لمواصلة تنفيذ الرؤية الصينية التي طرحها الرئيس الصيني شي جينبينغ لحل القضية الفلسطينية، إضافة إلى مناقشة المسألة السورية وملف إيران النووي وغيرهما من القضايا محل الاهتمام المشترك. وأعرب عن استعداد الصين كصديق لدول المنطقة للعب دور أفضل لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الاوسط .. محذراً من إن بقاء القضية الفلسطينية دون حل، سيحول دون تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط برمته، وان إقامة دولة فلسطينية مستقلة والتعايش السلمي بين الدولتين يمثلان الاتجاه الصحيح لحل القضية. كما اعتبر أن مفاوضات السلام هي الطريق الواقعي الوحيد لتحقيق السلام الفلسطيني - الإسرائيلي، وأن /مبدأ الأرض مقابل السلام/ وغيره من المبادئ تشكل أساساً مهماً لتعزيز عملية السلام في الشرق الأوسط . واشار وزير الخارجية الصيني الى التعاون الاقتصادي بين بلاده والدول العربية .. موضحاً أن حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية بلغ خلال العام الماضي 2013م ما يقارب من 300 مليار دولار، ما جعل الصين أكبر شريك تجاري لكثير من الدول العربية. واوضح أن الإحصاءات الأخيرة بينت أن إجمالي قيمة العقود التي تم إبرامت بين الصين ودول المنطقة في مجال المقاولة الهندسية بلغت قرابة 120 مليار دولار، فيما شهد حجم الاستثمارات الصينية المباشرة في المنطقة ارتفاعاً سريعاً في السنوات الأخيرة، وصلت إلى قرابة 10 مليارات دولار، وما زال ينمو بسرعة فائقة. واشار إلى دور الصين الكبير في مجال البنية التحتية في دول المنطقة، وخاصة الطرق والجسور وأنشاء المصانع المختلفة. وبين أن السياسة الصينية الجديدة تجاه الدول العربية ترتكز على تقديم الدعم على 4 مستويات، منها دعم الدول العربية لتخطو الطرق التي تختارها لذاتها، ودعم جهود الدول العربية الرامية إلى حل القضايا الساخنة في المنطقة بطرق سياسية، ودعم التنمية الصينية العربية المشتركة القائمة على المنفعة المتبادلة والكسب للجميع، ودعم الدور الأكبر للدول العربية في الشؤون الدولية والإقليمية، بما يصون حقوقها ومصالحها المشروعة. وفيما يتعلق بالازمة السورية، ذكر وزير الخارجية الصيني في المقابلة، إن الصين كدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي تدرك مسؤولياتها والتزاماتها في حفظ السلام والاستقرار الدوليين، وتتخذ موقفاً جاداً ومتأنياً للغاية في التصويت . واوضح ان الصين تلتزم بمبادئ ابرزها ضرورة الحفاظ على مقاصد ميثاق الأممالمتحدة والقواعد الأساسية للعلاقات الدولية وفي مقدمتها مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية والمساواة بين جميع الدول مهما كان حجمها، لأن ذلك هو الضمان الأساسي لحياة الدول النامية، وخاصة الدول الصغيرة والمتوسطة. واضاف كما تلتزم بضرورة الحفاظ على الاستقلال لجميع البلدان وسيادتها وسلامة أراضيها، باعتبار ذلك النظام الدولي الأساسي، والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة والحرص على المصلحة الأساسية والطويلة المدى للدول المنطقة وشعوبها واتخاذ موقف من أجلها. واوضح أن الصين تؤكد دائماً على إنه لا حل للمسألة السورية، إلا الحل السياسي، ويدرك الجميع الآن أن الحرب لن تحل المشكلة، وأن العنف لن يساهم إلا في زيادة الكراهية، وإن عدداً متزايداً من الدول يدعم العودة إلى مسار الحل السياسي. كما اشار الوزير الصيني الى ان بلاده ستشارك في مؤتمر (جنيف -2) الخاص بانهاء الازمة السورية، وانها تبذل قصارى جهدهاا لانعقاد المؤتمر في موعده المحدد في 22 يناير الجاري .