دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم الاثنين القادة العراقيين إلى التوحد والوقوف معا ضد الإرهاب والعمل على معالجة جذور الأزمات في البلاد. وقال بان كي مون في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، بالمنطقة الخضراء وسط بغداد "في هذا الوقت العصيب من المهم لجميع القيادات السياسية العراقية أن تتحد في موقفها ضد الإرهاب وتجتمع وتقف معا من أجل استقرار العراق". وحث القادة العراقيين على معالجة جذور الأزمات والمشاكل في البلاد، قائلا "أشجع الإجراءات التي تعمل على تعزيز النسيج الاجتماعي من خلال المشاركة الديمقراطية واحترام سيادة القانون وحقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية". وأضاف مخاطبا إياهم "لابد من التوصل إلى أرضية مشتركة من أجل مستقبل العراق، وعلى جميع القيادات أن تبدي الشجاعة والحكمة والإصرار لإنهاء معاناة العراقيين".. معربا عن أسفه لسقوط ضحايا مدنيين في العراق نتيجة أعمال العنف. وناقش بان كي مون، حسب قوله، مع رئيس الوزراء العراقي الوضع الأمني المتردي في بعض مناطق العراق، في إشارة إلى محافظة الأنبار غربي البلاد، التي تشهد مواجهات بين قوات الأمن وعشائر سنية من جهة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش". وشهدت الأنبار في وقت سابق قبيل المعارك الحالية مواجهات بين قوات الأمن ومسلحي العشائر بعد فض اعتصام مناهض للحكومة استمر عاما في نهاية ديسمبر الماضي. كما ناقش الأمين العام للأمم المتحدة المشاكل بين الحكومة المركزية في العراق وحكومة إقليم كردستان ذاتي الحكم، والعلاقات الثنائية بين العراقوالكويت، والأزمة السورية. ووصف بان كي مون المناقشات بأنها "بناءة"، لافتا إلى أنه سيجري المزيد من اللقاءات مع رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي ووزير الخارجية هوشيار زيباري وبقية المسئولين العراقيين. من جانبه، أشاد المالكي بالجهود التي تبذلها الأممالمتحدة ومجلس الأمن في دعمهما للعراق في محاربة الإرهاب، قائلا إن الإرهاب أصبح ظاهرة كونية تهدد الجميع. وبشأن الأزمة في سوريا وتأثيرها على العراق ودول المنطقة والعالم بأسره، قال المالكي "إن مؤتمر جنيف بشأن الأزمة السورية يمثل الحل الوحيد لإنهاء الصراع في هذا البلد"، مضيفا إن الحل البديل سيعني "كارثة كبرى" على دول المنطقة والعالم. ودعا بعض الدول الإقليمية إلى تغيير موقفها من الأزمة السورية واعتماد لغة الحوار بدلا من دعم بعض الجهات داخل سوريا بالسلاح. وتابع "من الضروري الوصول إلى قناعة لدى جميع دول المنطقة بأن الحل السلمي في سوريا هو الطريق الوحيد الذي يمكن تطبيقه وتحقيقه على أرض الواقع"، معلنا مشاركة العراق في المؤتمر الذي سيعقد في الكويت لدعم الشعب السوري منتصف يناير الجاري. ووصل بان كي مون بعد ظهر اليوم إلى بغداد في زيارة رسمية، هي الأولى له خلال العام الحالي والرابعة منذ توليه منصبه.