لا تزال آفاق الحل السياسي في لبنان مسدودة حتى الآن امام تشكيل حكومة جامعة في ظل اشكاليات المداورة في الحقائب الوزارية والمعادلة الثلاثية التي تتضمن الجيش والشعب والمقاومة بجانب اعلان بعبدا. ورغم المشاورات والاتصالات السياسية المكثفة التي تجري على اكثر من صعيد بين الاطراف السياسية المحلية فان فريق 14 آذار وعلى رأسه (تيار المستقبل) يصر على تشكيل حكومة يتضمن بيانها الوزاري اعلانا صريحا بالتمسك باعلان بعبدا وحذف ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة فيما تؤكد قوى الثامن من اذار وعلى رأسها (حزب الله) و(التيار الوطني الحر) التمسك بأن يتضمن البيان الوزاري الثلاثية ورفض المداورة في بعض الحقائب السيادية. وفي هذا الاطار اعرب عدد من البرلمانيين اللبنانيين في تصريحات منفصلة للصحفيين فى بيروت اليوم عن املهم في ان تؤدي المشاورات والاتصالات بين مختلف الاطراف السياسية اللبنانية الى تشكيل حكومة جديدة الاسبوع المقبل. وقال النائب احمد فتفت الذي اجتمع مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان اليوم "الأفق مسدود حتى الان في عملية تشكيل الحكومة وقمنا كفريق 14 آذار بكل ما نستطيع مع فريق الثامن من آذار وتحديدا مع النائب ميشال عون رئيس التيار الوطني الحر". واضاف "نحن امام عرقلة يقوم بها فريق الثامن من آذار" متوقعا ان يقوم رئيس الوزراء المكلف تمام سلام والرئيس سليمان باعلان "حكومة سياسية واقعية ينسحب منها التيار الوطني الحر".. مشيرا الى ان فريق (حزب الله) السياسي يصر على جملة الجيش والشعب والمقاومة في البيان الوزاري ورفض انعقاد مجلس النواب وطاولة الحوار الوطني قائلا "نحن امام اشكالية في الخيارات الاستراتيجية الوطنية مع هذا الفريق".. محذرا من ان تكون هناك "مناورات لنسف الاستحقاق الرئاسي". واعتبر فتفت ان "الكرة اصبحت في ملعب فريق الثامن من آذار".. لافتا الى ان "حزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع لديه موقف مبدئي وهو عدم المشاركة في حكومة مع (حزب الله) قبل ان يعود من القتال في سوريا". ومن جهته شدد النائب محمد قباني في تصريح مماثل على ضرورة أن تتبنى أي حكومة مقبلة "اعلان بعبدا" والنأي بالنفس عن الاحداث في سوريا.. مشيرا الى ان التصعيد الامني الذي حدث في الاونة الاخيرة في عدة مناطق لبنانية كاد ان يدخل البلاد في اتون عنف مذهبي وفتنة مشتعلة. وانطلاقا من ذلك اكد قباني اهمية تشكيل حكومة جديدة سياسية ليس فيها (الثلث المعطل) مع التمسك باعلان بعبدا ومبدأ المداورة في الحقائب الوزارية مؤكدا أن هذا الامر تبناه رئيس الوزراء المكلف تمام سلام منذ بداية تكليفه في ابريل 2013 . ووصف قبانى اعلان رئيس (تيار المستقبل) النائب سعد الحريري مؤخرا بشأن قبول المشاركة في حكومة مع (حزب الله) بأنه يمثل "مبادرة ايجابية وشجاعة لكنها لم تقابل بما يكفي بالايجابية العملية وبقي النائب ميشال عون متمسكا بحقيبتي الطاقة والاتصالات رغم ان جميع الفرقاء وافقوا عمليا على ان تكون المداورة شاملة". وأضاف قبانى أن "الاصرار على التمسك بالوزارات امر مرفوض بتاتا وهذا يؤدي الى تمزيق لبنان على صعيد المؤسسات".. مؤكدا أن "التأخير في تشكيل الحكومة لم يعد يحتمل كثيرا" .. معربا عن اعتقاده بان عملية التشكيل ستتم خلال بضعة ايام. ومن جهة اخرى قالت اوساط برلمانية في قوى الثامن من آذار طلبت عدم الكشف عن هويتها إن حزب الله "يعتقد ان الحكومة الحيادية التي يروج لها فريق 14 آذار لن تنال الثقة في المجلس النيابي ولن تكون ميثاقية". واعتبرت هذه الاوساط البرلمانية ان تشكيل حكومة من هذا القبيل سيؤدي الى مزيد من التعقيدات على الساحة اللبنانية داعية الى تشكيل حكومة جامعة لكل الاطراف مع "تدوير بعض الزوايا".. مؤكدة ان "التيار الوطني الحر لن يقدم على التنازل عن وزارتي الطاقة والاتصالات قبل ان يعرف اي وزارات سيادية سيتم اعطاؤها له". وكان الرئيس اللبناني كلف سلام بتشكيل حكومة جديدة في السادس من ابريل 2013 بعدما قدم رئيس الوزراء نجيب ميقاتي استقالة حكومته التي تقوم بعملية تصريف الاعمال. واصطدمت مساعي سلام لتشكيل الحكومة بعدة عراقيل سياسية يحاول تذليلها بالتشاور مع جميع الاطراف.