تستأنف غدا الإثنين الجولة الثانية من محادثات جنيف 2 وذلك بعد مرور حوالي عشرة ايام من فشل اطراف الصراع فى سوريا فى تحقيق تقدم ملموس فى جولة الأولى من محادثاتهم في جنيف. وقالت المتحدثة باسم الاممالمتحدة كوريني مومال فانيان الجمعة "المحادثات حول سوريا ستبدأ صباح الإثنين القادم"، مضيفةً " تسلمنا تشكيلة وفد الحكومة السورية ولا زلنا ننتظر تشكيلة وفد المعارضة السورية... سيحضر الجانبان المفاوضات." وذكرت ان وفد الحكومة السورية سيترأسه وزير الخارجية السورى وليد المعلم تماما مثلما حدث فى الجولة الأولى من محادثات جنيف 2. وبحضور الجانبين والوسيط الأممى الأخضر الإبراهيمي توقعت فانيان ان تمتد المفاوضات "على مدار الاسبوع " ورغم ذلك فإنها لم تفصح عن اي جدوا اعمال او قضايا معينة سيناقشها الجانبان فى المحادثات. وفيما يتعلق بالقضايا الإنسانية فقد تحقق تقدم فى اغاثة مدينة حمص السورية المحاصرة وقال جينس لايركى المتحدث باسم مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "ان الاتفاق الذى ابرمته الحكومة السورية والمعارضة على الارض من شأنه السماح بإجلاء السكان ودخول المساعدات إلى حمص." وكانت الحكومة السورية، اكدت أن وفدها لمؤتمر جنيف الثاني سيشارك في الجولة الثانية مع المحادثات والمزمع عقدها غدا الاثنين . ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية على لسان فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية، قوله: "إن وفد الجمهورية العربية السورية يؤكد على متابعة الجهود التي بذلها في الجولة الأولى من أعمال المؤتمر بالتشديد على مناقشة بيان جنيف بندا بندا وبالتسلسل الذي ورد في هذا البيان." وتابع المقداد قائلا "إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع الجمهورية العربية السورية تحتم مناقشة وضع حد للإرهاب والعنف كما ورد في بيان جنيف وضرورة اتفاق الجانبين السوريين على ذلك صيانة لأرواح المواطنين السوريين ووقف سفك دمائهم من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة ومن يدعمها إقليميا ودوليا." من جانبه طالب رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا امس بحضور فاروق الشرع نائب الرئيس السوري إلى مفاوضات مؤتمر جنيف2 لتمثيل النظام السوري بدلا من الوفد السابق الذي وصفه بأنه "ليست لديه مصداقية". واتهم الجربا- في تصريحات عقب اجتماعه بوزير الخارجية المصري نبيل فهمي في القاهرة - النظام السوري بأنه "نظام كذاب ودجال"، وأضاف "نحن نطالب بشخص مثل فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية، فلماذا لا يأتي ويكون على رأس هذا الوفد فله مصداقية عندنا، أما البقية فما لهم مصداقية عندنا". واستعرض الجربا مع نبيل فهمي نتائج الجولة الأولى من مؤتمر جنيف2 بين وفدي النظام والمعارضة، بالإضافة إلى المحادثات التي أجراها الجربا في موسكو، وهو ما فعله في لقاء قبل ذلك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. وقد نفى رئيس الائتلاف أن يكون على جدول أعمال وفد الائتلاف الاجتماع بشخصيات من معارضة الداخل السوري في القاهرة لتوسيع وفد المعارضة إلى الجولة الثانية من محادثات مؤتمر جنيف، مؤكدا أن الهدف الأهم هو وقف الكارثة في سوريا في أسرع وقت. ولكن الجربا أشار إلى أنه يبذل وسيبذل كافة الجهود الممكنة ليضم الوفد المفاوض كافة القوى السياسية السورية الفاعلة، لأن في ذلك مصلحة لعملية جنيف ولتقدمها بالشكل المطلوب خلال المرحلة القادمة. من جهته، عبر وزير الخارجية المصري للجربا عن اعتقاده بأن العملية السياسية التي بدأت في جنيف رغم صعوبتها هي المسار الوحيد لإيجاد ديناميكية جديدة يتعين تطويرها، وصولا إلى تسوية سياسية ترضي طموحات الشعب السوري وتطلعاته نحو التغيير والحرية والديمقراطية. بدوره استبعد عضو الائتلاف السوري، هيثم المالح، طرح موضوع انتخاب بشار الأسد متسائلا" انتخابات وسوريا مدمرة". في السياق ذاته اعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان وزير الخارجية سيرغي لافروف تحادث هاتفيًا امس السبت مع نظيره الاميركي جون كيري بشان الملف السوري، قبل يومين من استنئناف محادثات السلام بين النظام والمعارضة في جنيف. واوضحت الخارجية الروسية في البيان ان لافروف وكيري تطرقا خلال هذه المحادثة، التي اتت بمبادرة من كيري "الى الوضع في سوريا في اطار استئناف المفاوضات المباشرة بين مختلف اطراف النزاع في سوريا في جنيف في العاشر من فبراير". كما تطرق لافروف وكيري الى قضايا تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين حسب ما جاء في البيان. وكانت الجولة الاولى من المحادثات بين ممثلين عن النظام السوري والمعارضة جرت في نهاية يناير الماضي من دون ان تحقق نتائج ملموسة. وينص اتفاق جنيف1 -الذي تم التوصل إليه في يونيو 2012 وفي غياب أي تمثيل لطرفي النزاع بسوريا- على تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية. كما ينص على وقف فوري للعنف بكل أشكاله وإدخال المساعدات الإنسانية وإطلاق المعتقلين والحفاظ على مؤسسات الدولة. وشكل بيان جنيف1 نقطة الخلاف الأساسية في المفاوضات بين وفد نظام الرئيس بشار الأسد والوفد المعارض بإشراف الموفد العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، التي اختتمت الجمعة قبل الماضية، إذ شدد الوفد الرسمي على أولوية "مكافحة الإرهاب"، في حين طالب الوفد المعارض بالبحث في "هيئة الحكم الانتقالية". وتعتبر المعارضة أن نقل الصلاحيات يعني تنحي الأسد، وهو ما يرفض النظام التطرق إليه، مؤكدا أن مصير الرئيس يقرره الشعب السوري عبر صناديق الاقتراع.