أعلن حلف شمال الاطلسي (الناتو) تعليق مجمل التعاون العملي بين الحلف وروسيا في المجالين المدني والعسكري، فيما هددت موسكو بالانسحاب من الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا وسط تصاعد التوتر بين الجانبين على خلفية اقليم القرم الذي ضمته روسيا مؤخرا . وقرر الحلف في ختام اجتماع عقده وزراء خارجيته في بروكسل اليوم "مواصلة عقد اجتماعات لمجلس روسيا – الناتو على مستوى السفراء فما فوق، مراعاة للحفاظ على إمكانية الحوار مع روسيا. كما اعلن الناتو في بيان صدر عن لجنة مشتركه مع اوكرانيا، عن اتفاق بين الجانبين على اتخاذ "خطوات عاجلة طويلة الأمد لتعزيز القدرات الدفاعية لهذا البلد" وتفعيل الشراكة الثنائية .. مشيراً الى أن الخطوات المتفق عليها، تشمل دعم الحلف للإصلاحات العسكرية الأوكرانية. وجاء ذلك بعدما نفى حلف الناتو أن تكون روسيا سحبت قواتها من الحدود الأوكرانية، اثر اعلان موسكو عن انها أمرت قواتها بالانسحاب جزئياً من الحدود مع أوكرانيا، وذلك بعدما حذر الحلف روسيا الاسبوع الماضي من حشد قواتها على طول الحدود الأوكرانية. وقال الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن في بداية اجتماع لوزراء خارجية الحلف ال 28 لبحث الازمة ان "لا دليل على انسحاب القوات الروسية" الا انه اكد على أن أفضل طريقة لحل الأزمة هي "الحوار السياسي". وفيما اشار راسموسن، أن أحداً لا يرغب في اندلاع مواجهة عسكرية في أوروبا، شدد في الوقت نفسه على ما اسماه بالالتزام القوي للدفاع الجماعي . واكد أثناء اجتماع وزراء خارجية دول الناتو في بروكسل اليوم، إن الحلف يجب عليه أن يظهر للعالم أنه عازم على الدفاع عن حلفائه، وسيتخذ كافة الإجراءات اللازمة لتوفير الأمن الجماعي. وأوضح أن الناتو يدرس حالياً مختلف الوسائل لتعزيز الدفاع المشترك، بما في ذلك من خلال تحديث الخطط الدفاعية وإجراء تدريبات واحتمال نشر مزيد من القوات في شرق أوروبا. وتعهد راسموسن بالنظر في الدعم السياسي لأوكرانيا في الأمد الطويل .. مؤكدا أن أوكرانيا الديمقراطية والمستقلة والملتزمة بمبدأ سيادة القانون، هي العنصر المهم في الأمن الأوروأطلسي. وفي رد على خطوات حلف الناتو ضد روسيا، اعلن مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي موافقته بالإجماع اليوم، على إلغاء الاتفاقيات الروسية-الأوكرانية الخاصة بمرابطة أسطول البحر الأسود الروسي في أراضي أوكرانيا . وذكر التلفزيون الروسي ان المجلس أقر مشروع القانون والذي قدم بمبادرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وينص على إيقاف مفعول الاتفاقيات ال 4 والتي تعود الى عامي 2007 و2010م . واوضح المصدر ان القانون الخاص بإلغاء الاتفاقيات، سيدخل حيّز التنفيذ بعد توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عليه، وذلك بعد أن وافق عليه مجلس النواب (الدوما) مساء امس الاثنين. وجاء في المذكرة المرفقة بالقانون أنه "بعد توقيع المعاهدة بين روسيا الاتحادية وجمهورية القرم حول انضمام الأخيرة لروسيا وإنشاء وحدتين إدارتين جديدتين في قوام روسيا (جمهورية القرم ومدينة سيفاستوبول)، لم يعد موضوع الاتفاقيات الروسية-الأوكرانية قائماً". وارجعت المذكرة السبب الى "وقف إيجار مؤسسات أسطول البحر الأسود الروسي على أراضي أوكرانيا". وفيما ذكر رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف أن إلغاء الاتفاقيات يعني زيادة قيمة الديون الأوكرانية بنحو 11 مليار دولار، اوضح نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين أن مجمل الديون المترتبة على أوكرانيالروسيا ستبلغ، بعد إلغاء الاتفاقيات ال 4 ما بين 10 و11 مليار دولار. وأوضح كاراسين في تصريح أمام نواب مجلس الاتحاد أن موسكو كانت تشطب سنويا نحو 98 مليون دولار من ديون أوكرانيا، وأنه كان من المتوقع شطب الدين بكامله بحلول عام 2017م. من جانبه أعلن رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي أليكسي بوشكوف، أعتزام موسكو الانسحاب من الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، إذا وصلت الأمور الى التصويت على المبادرة الخاصة بتجميد صلاحيات الوفد الروسي في الجمعية. ومن المتوقع أن يصدر مجلس الدوما الروسي في وقت لاحق بيانا حول الوضع الذي نشأ في الجمعية البرلمانية بعد تقديم مبادرة تدعو الى تجريد الوفد الروسي من حق التصويت أو تجميد صلاحياته، وذلك عقابا على موقف موسكو من الأزمة الأوكرانية وانضمام جمهورية القرم الى قوام روسيا. وذكر بوشكوف والذي يترأس الوفد الروسي في تصريح صحفي، أن الجمعية البرلمانية تعرف أن الجانب الروسي ينظر في سيناريو الانسحاب من الجمعية في حال وصلت الأمور الى إجراء تصويت على المبادرة المذكورة . وفي الوقت الذي اكد فيه أن الكرة حالياً اصبحت في ملعب قيادة الجمعية للخروج من هذا الوضع، قلل البرلماني الروسي من أهمية هذه القضية، قائلاً إنه حتى إذا انسحبت روسيا من الجمعية، فذلك لن يعني قطع العلاقات بين موسكو وستراسبورغ. وأوضح أن الجمعية تمنح الصلاحيات لكل وفد لمدة عام، ولذلك سيتمكن الوفد الروسي في ختام العام الجاري من التوجه بطلب تجديد تفويضه. الى ذلك اعلن حلف (الناتو) اعتزامه اجراء مناورات لقواته الجوية في منطقة بحر البلطيق اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء، تتضمن برامج إنزال لحالات الطوارئ وعمليات بحث وإنقاذ وبمشاركة قوات جوية من ليتوانيا. وذكرت وزارة الدفاع الليتوانية ان المناورات تتضمن تدريبات لرحلات جوية على ارتفاع منخفض في مطارى بالانجا وفيلنيوس من اجل تعزيز الاجراءات المناظرة وتحفيز التعاون مع المطارات المدنية. وقال رئيس وزراء ليتوانيا الجيرداس بوتكيفيسيوس لوسائل الإعلام اليوم إن "هذا دليل واضح على مشاركتنا في الناتو وانضمامنا له. ونعيش في منطقة قد تواجه تهديدات معينة لذا يولي حلفائنا اهتماما لذلك". وأضاف أن "هذا يظهر أننا حلفاء حقيقيون للناتو ونتصدي لأي شيء معا".. مؤكداً على الدفاع الجماعي للناتو. ويأتي ذلك فيما صدق البرلمان الأوكراني على مشروع قانون اليوم الثلاثاء، يقضي بإجراء تدريبات عسكرية مشتركة مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي. وذكرت التقارير ان التدريبات العسكرية متعددة الجنسيات والتي من المقرر أن تستمر من مايو حتى نوفمبر القادم، سيشارك فيها حوالي 2500 جندي من أوكرانيا ونفس العدد من الدول المشاركة. وقال القائم بأعمال وزير الدفاع ميخايلو كوفال للبرلمان "تهدف المناورات إلى تعزيز استعدادنا للمشاركة في عمليات حفظ السلام الدولية والعمليات الأمنية والإنسانية وأعمال البحث في البر والبحر، بالاضافة إلى الانشطة الرامية إلى حماية بلادنا". واوضح ان المرحلة البرية من التدريبات، ستجرى في مناطق تدريب عسكرية في لفوف وزاكارباتيا غرب أوكرانيا، في حين ستجرى المناورات البحرية في مياه البحر الأسود في منطقة نيكولاييف الجنوبية بالقرب من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.
