أكد أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء الدكتور حمود صالح العودي أهمية زارعة اقتصاد السوق بدلا من زراعة اقتصاد القوت. وأشار العودي خلال ندوة نظمها المركز اليمني للدراسات التاريخية وإستراتيجية المستقبل(منارات)حول"مستقبل الزراعة في اليمن الاتحادي الجديد بين زراعة القوت وزارعة السوق الحديثة الإقليم الأوسط نموذجا "،إلى ضرورة الانتقال جذريا من زراعة اقتصاد القوت التقليدية إلى زراعة اقتصاد السوق باعتباره البديل الأفضل للحفاظ على الأرض الزراعية في اليمن وخاصة الإقليم الأوسط كبلد زراعي. وأوضح أن اليمن بشكل عام وإقليمه الأوسط بوجه خاص يملك من المقومات الطبيعية والبشرية ما يمكنه من الانتقال من بقايا زراعة القوت الخاسرة إلى خضم زراعة اقتصاد السوق الصاعدة والأكثر جدوى وربحا ،بدءا باستبدال المحاصيل التقليدية المكلفة من الحبوب في مناطق المرتفعات والمدرجات الجبلية بمحاصيل الفواكه والخضروات والأشجار المعمرة ومحاصيل البقوليات والجوزيات واللوزيات وغيرها من المحاصيل والمنتجات الزراعية النقدية الأعلى جودة وشهرة على المستوى الإقليمي والدولي . وبين العودي إلى أن زراعة القوت التقليدية في اليمن وخاصة الإقليم الأوسط في ظل الانفتاح المحلي والإقليمي اقتصاديا واجتماعيا باتت خارج التاريخ ومستحيلة القدرة على البقاء والاستمرار ، وتعجز عن تأدية دورها الإيجابي في الحفاظ على عمارة الأرض وتلبية احتياجات الإنسان الأساسية من الغذاء . واستعرض العودي في الندوة التي أدارها الخبير الاقتصادي الدكتور عبد العزيز الترب أهم المزايا الاجتماعية لزراعة اقتصاد السوق ودوره في توسيع فرص العمل للفرد والأسرة وتعزيز الارتباط الاجتماعي بالريف وتطويره والحفاظ على المدرجات الزراعية كمورث إنساني وحضاري. من جانبه استعرض الباحث عبد الله المتعافي من صندوق إعادة اعمار محافظتي حضرموت والمهرة المشروع الاستراتيجي للحد من مخاطر السيول وتحقيق التنمية المستدامة في وادي حضرموت. منوها بأهم النتائج المتوقعة عند تنفيذ المشروع والتي منها تحويل وادي وحضرموت إلى مدرجات زراعية خصبة وسلة غذاء دائمة تحقق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي ،وتوسيع الرقعة الزراعية الخصبة والاحتفاظ بكميات مياه سطحية جارية على مدى العام . فيما استعرض وزير الزراعة في حكومة الشباب بكرين توفيق ورقة حول الأمن الغذائي تطرق فيها إلى بعض العوامل والأسباب التي تحيط بقضية الأمن الغذائي،وتجعل التنمية الزراعية أمراً جوهرياً لمجتمعنا اليمني، ومنها معدلات الزيادة السكانية ومدة تلبية الزراعة الحالية لاحتياجات المجتمع وكذلك مدى التطور في المعيشة . وأشار إلى الظروف الدولية والمحلية التي يعيشها العالم ومجتمعنا اليمني والتي تؤثر قطعاً في تحديد مدى أهمية الاعتماد على الذات أو البقاء في الاعتماد على الآخرين في توفير الاحتياجات الغذائية. وأثريت الندوة بالعديد من النقاشات والمداخلات المستفيضة حول أهمية ومستقبل الزراعة في اليمن.