عبر حلف شمال الأطلسي "الناتو" عن قلقه اليوم الأحد من ظهور مسلحين مؤيدين لروسيا في شرق أوكرانيا محذرا من أن أي تدخل عسكري روسي آخر في البلاد سيزيد العزلة الدولية على موسكو، فيما تنفي روسيا الاتهامات التى تحدثت عن وجود تهديد عسكرى منها بحق أوكرانيا وتؤكد أنه "لا شىء من هذا القبيل" وحذرت من أن تصاعد مشاعر العداء ضدها بشأن أوكرانيا يهدد استقرار اوروبا. وقال الأمين العام للحلف أندرس فو راسموسن في بيان " أشعر بقلق بالغ من التفاقم المتزايد للتوتر في شرق أوكرانيا." وأضاف "نشهد حملة عنف منسقة من انفصاليين مؤيدين لروسيا يهدفون لزعزعة استقرار وسيادة أوكرانيا." وكانت حكومة أوكرانيا أرسلت اليوم الاحد قوات أمنية لمدينة سلافيانسك الشرقية التي سيطر عليها مسلحون مؤيدون لروسيا. وقالت وزارة الداخلية إن ضابط أمن قتل وأصيب خمسة آخرون أثناء العملية وقال راسموسن إن ظهور رجال في شرق أوكرانيا يحملون أسلحة روسية ويرتدون زيا موحدا غير محدد بعلامات مثلما فعل الجنود الروس خلال احتلال جزيرة القرم هو "تطور خطير". ودعا روسيا "لنزع فتيل" الأزمة وسحب الأعداد الكبيرة من جنودها وبينهم أفراد من القوات الخاصة من المنطقة الحدودية الأوكرانية. وقال "أي تدخل عسكري روسي آخر أيا كان مبرره لن يؤدي إلا لتعميق العزلة الدولية على روسيا." وسيطر محتجون انفصاليون اليوم الأحد على مكتب رئيس بلدية مدينة ماريوبول بشرق أوكرانيا. وذكرت وسائل اعلام محلية إن المحتجين دخلوا المبنى بعد مظاهرة شارك فيها نحو ألف شخص ودعت لقيام جمهورية منفصلة في شرق أوكرانيا. وأضافت أن الشرطة لم تحاول منع المحتجين الذين دخلوا المكاتب وأنزلوا علم أوكرانيا وأقاموا الحواجز أمام المبنى. وفي موزة ذلك حذر وزير الخارجية سيرغي لافروف أمس من ان تصاعد مشاعر العداء ضد روسيا نتيجة للازمة في اوكرانيا يهدد استقرار اوروبا. وقال لافروف "ان الحض حاليا على مشاعر العداء لروسيا على خلفية عنصرية وكراهية للاجانب في العديد من دول الاتحاد الاوروبي وتزايد عدد المجموعات القومية والتساهل ازاء النازية الجديدة سواء في اوكرانيا او في اماكن اخرى يهدد بشكل واضح استقرار اوروبا"، حسبما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي. ويأتي قلق الغرب بعد اسابيع من مزاعم عن كشف حلف شمال الاطلسي لمجموعة من الصور، تم التقاطها عبر الأقمار الصناعية مؤخرًا، تظهر حشودًا كثيفة للجيش الروسي على الحدود مع أوكرانيا، مما يزيد المخاوف الغربية من إقدام روسيا على غزو الجمهورية السوفيتية السابقة. وترفض موسكو الاتهامات التى تتحدث عن وجود تهديد عسكرى من روسيا بحق أوكرانيا.وتؤكد رداً على أنباء حول حشد روسيا لقواتها فى المناطق المحاذية لأوكرانيا أنه "لا شىء من هذا القبيل". وقال مسئولون لCNN إن الصور تظهر انتشارا كثيفا للقوات الروسية، بما فيها الطائرات القتالية، والدبابات والمدفعية، إضافة إلى آلاف الجنود، الذين يُعتقد أنهم مستعدون لغزو أوكرانيا خلال 12 ساعة فقط، في حالة إذا ما أصدرت موسكو أمرًا بذلك. ونفى نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنتونوف في 23 مارس الماضي ما تناقلته بعض وسائل الإعلام الأجنبية حول حشد آلاف من الجنود الروس على حدود أوكرانيا مؤكدا التزام الوزارة بجميع الاتفاقيات الدولية المحددة لتعداد القوات في المناطق المتاخمة لأوكرانيا. وقال أنتونوف في حديث صحفي " إن مفتشين من البعثات الأجنبية تأكدوا أثناء جولاتهم في الأراضي الروسية بما في ذلك المناطق الحدودية مع أوكرانيا من أن القوات المسلحة الروسية لا تقوم بأي نشاطات عسكرية غير معلن عنها من شأنها أن تهدد أمن الدول المجاورة". وفي وقت سابق اتهم أمين عام مجلس الأمن الوطني والدفاع الأوكراني اندريي باروبي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمحاولة السيطرة على أوكرانيا قائلا إن "هدف بوتين ليس القرم وانما كل أوكرانيا وان قواته المحتشدة على الحدود جاهزة لشن هجوم في اي وقت". وكانت موسكو قد أعلنت رسميا انضمام شبه جزيرة القرم الأوكرانية لها بعد استفتاء أجرته السلطات المحلية في المنطقة التي يوجد بها أغلبية من العرق الروسي وو صف وزير الخارجية الروسى سيرغي لافروف الاتهامات الغربية الموجهة لروسيا واستخدام مصطلحات من شاكلة الضم جزافا للقرم بانها تشكل إهانة لمواطني القرم وحقهم الثابت فى حرية التعبير عن رأيهم الذي استخدموه بالكامل خلال الاستفتاء الشعبي على انضمام جمهوريتهم الى روسيا.