يصل اليوم الى العاصمة الايرانيةطهران رئيس فريق المفتشين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة هيرمان ناكيرتس، وذلك لزيارة موقعين نوويين في إطار اتفاق من سبع خطوات أبرم بين الطرفين نهاية العام الماضي بشأن برنامج طهران النووي المثير للجدل. وسيزور ناكيرتس منجم ساغند لليورانيوم الخام ومعمل أردَكان للتكثيف بوسط إيران، حيث يتم فصل الخام عن العناصر الأخرى. وينظر إلى دخول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى هذين الموقعين على أنه تطور مهم، لأن اليورانيوم الذي ينتجانه بمجرد أن تتم تنقيته يمكن أن يستخدم في محطات الكهرباء النووية، وبعد معالجته بدرجة أكبر يمكن أن يستخدم في صنع القنابل النووية. وتأتي زيارة مفتشي وكالة الطاقة في إطار استكمال تنفيذ اتفاق سابق وقع بين إيران والوكالة وشمل سبع نقاط, من المفترض الانتهاء من تسويته بحلول 15 مايو الجاري، ويهدف إلى تقديم مزيد من المعلومات لمفتشي الأممالمتحدة. ومن الخطوات التي يتبقى تنفيذها بحلول منتصف الشهر الجاري خطوة تتعلق بصواعق تفجير يمكن استخدامها للمساعدة على تفجير شحنة نووية، ولم يتضح إن كانت إيران قدمت حتى الآن معلومات طلبتها وكالة الطاقة الذرية في هذا الصدد. وقالت وسائل اعلام إيرانية اليوم إن إيران قدمت تقريرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بشأن استخدام أجهزة تفجير لها تطبيقات عسكرية وذلك في إطار اتفاق من سبع خطوات يهدف إلى تهدئة المخاوف من البرنامج النووي الإيراني. وأملا في رفع العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة على إيران وافقت الحكومة الإيرانية الجديدة في فبراير على اتخاذ سبع خطوات بحلول 15 مايو لتبديد شكوك الولاياتالمتحدة وسبع دول أخرى بأن طهران تهدف إلى انتاج أسلحة نووية. وتصر إيران على أن مشروعاتها النووية ذات أغراض مدنية فحسب. وتشمل الخطوات السبع تزويد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمعلومات بشأن أجهزة تفجير يمكن استخدامها في الأغراض المدنية أو العسكرية. وقالت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء اليوم "تقرير أجهزة التفجير قدم بالفعل إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية (إلى جانب) معلومات عن تصميم معدل لمفاعل اراك." ومفاعل اراك الذي يعمل بالماء الثقيل نقطة خلاف أخرى بين طهران والوكالة المفوضة من القوى العالمية للتحقيق في نشاطات إيران النووية. ولم يرد تعليق فوري من الوكالة التابعة للأمم المتحدة لكن مسؤولا كبيرا فيها يدعى ماسيمو ابارو سينضم إلى فريق من المحققين في وقت لاحق اليوم لزيارة منجم ساجند لليورانيوم ومنشأة لإنتاج "الكعكة الصفراء" في ارداكان كما سيجري مناقشات بشأن مفاعل اراك.وقالت الوكالة الطلبة للأنباء "ستنفذ الخطوات السبع المتفق عليها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالكامل هذا الأسبوع." على الصعيد نفسه قال رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية على أكبر صالحي إن بلاده وافقت على تعديل مفاعل أراك، الذي يمثل نقطة خلافية في المباحثات النووية، طبقا لاتفاق نووي يجري التفاوض بشأنه مع مجموعة "5+1" التي تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. وقال صالحي إن إيران وافقت على تقليص إنتاج البلوتونيوم في المفاعل إلى خمس طاقته، مع استمراره مفاعل ماء ثقيل، بحسب ما نقلته وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا). وتشكل مفاعلات الماء الثقيل مصدر قلق للغرب لأنها تنتج كميات أعلى من البلوتونيوم مقارنة بمفاعلات الماء الخفيف. ويمكن أن يستخدم البلوتونيوم في إنتاج أسلحة نووية. وفي وقت سابق أمس الأول، طالبت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بإعطاء المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي فرصة، لكنها أوضحت أنه ما زال بالإمكان العودة لفرض العقوبات إذا لم تتقدم المفاوضات. وأضافت ميركل -في تجمع بغرفة التجارة الأميركية بواشنطن مساء الجمعة- أنه على إيران الالتزام بالاتفاق المرحلي الذي وافقت بمقتضاه على الحد من جوانب في نشاطها النووي مقابل تخفيف بعض العقوبات التي كانت مفروضة عليها. وتتفاوض الدول الست مع إيران من أجل التوصل إلى اتفاق نووي نهائي، وتشكل قضية تخصيب اليورانيوم ومفاعل أراك جزءا كبيرا من المباحثات. وتأتي هذه المحادثات بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي بعد إبرام الطرفين الاتفاق المؤقت في نوفمبر الماضي، وتؤكد طهران أن برنامجها النووي سلمي، في حين تقول الدول الغربية إنه يحوي شقا عسكريا. وكانت إيران اعلنت الاسبوع الماضي اعتزام مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التوجه لإيران لزيارة موقعين نوويين في إطار اتفاق الشفافية الذي أبرم بين الطرفين نهاية العام الماضي بشأن البرنامج النووي الايراني. وقالت وكالة الطلبة للأنباء نقلا عن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي إن مفتشا كبيرا من وكالة الطاقة الذرية الدولية سيزور منجم ساغند لليورانيوم بوسط إيران ومصنع التكثيف في أردكان، حيث يتم فصل الخام عن العناصر الأخرى. وتقول إيران إن برنامجها النووي سلمي وتنفي مزاعم غربية بأنها تسعى لتطوير قدرات لصنع أسلحة نووية. وكانت إيران قد توصلت أواخر العام الماضي مع الوكالة الدولية التابعة للأمم المتحدة إلى اتفاق شفافية يهدف إلى تهدئة مخاوف غربية من أن ايران ربما عكفت على تصميم رأس حربي نووي، وأثار الاتفاق حينها آمالا بتحقيق تقدم في تحقيق للوكالة متعثر منذ فترة طويلة. يذكر ان التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية يتم بموازاة مفاوضات بين إيران و"مجموعة 5+1" (الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) للتوصل إلى اتفاق نهائي مع طهران. وعلى الجانبين أن يلتقيا في فيينا في 13 مايو لإجراء محادثات جديدة.والهدف هو الحصول على ضمانة بحلول 20 يوليو المقبل بأن البرنامج النووي الإيراني هو لأغراض سلمية بحتة ورفع العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة على إيران.