اعتبرت إيران أن التوصل إلى اتفاق نهائي مع القوى العالمية الست بشأن ملفها النووي المثير للجدل "لا يزال في المتناول" وذلك بالرغم من عدم التقدم في المفاوضات النووية التي انتهت بين الطرفين الجمعة في العاصمة النمساوية فيينا في حين ما زالت الهوة واسعة بينهما بشأن الاتفاق النهائي. وأوضح وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف على موقعه على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي قائلا "الاتفاق ممكن لكن الأوهام ينبغي أن تختفي. لا ينبغي تضييع الفرصة المتاحة مرة أخرى". والجمعة انتهت الجولة الرابعة من المفاوضات النووية بين إيران والقوى الست وهي بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة أي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى ألمانيا (5+1) في فيينا دون التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن ملف إيران النووي. وذكرت التقارير أنه لم يحدث سوى تقدم طفيف في هذه المباحثات. بدوره أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن القوى الست وإيران لم تحرزا تقدما باتجاه التوافق على نص الاتفاقية النهائية حول برنامج طهران النووي. وفي حديث صحفي الجمعة قال ريابكوف الذي ترأس الوفد الروسي في الجولة الرابعة من المفاوضات في فيينا، إن هذه الجولة كانت "مفيدة جدا"، مضيفا أن ثمة "إدراك بضرورة تفعيل الاتصالات في أقرب وقت". من جهته أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أنه كما في السابق لا يزال يعتقد في إمكانية عقد اتفاقية قبل 20 يوليو، مضيفا أنه في حال عدم التمكن من ذلك، فلن يعد هذا الأمر كارثيا. وقال عراقجي الجمعة، في ختام الجولة الرابعة للمفاوضات بين إيران والقوى الست "نحن لن نسعى إلى عقد اتفاقية بأي ثمن قبل 20 يوليو. وإذا لم نتمكن من تحقيق ذلك، فلن يكون هذا الأمر كارثيا. لا تزال أمامنا سنة ونصف سنة لمواصلة المفاوضات"، مشيرا إلى أن الأجواء لم تكن سلبية. وشدد نائب وزير الخارجية الإيراني على أن المفاوضات لم تكن فاشلة، على الرغم من أن القوى العالمية الست وايران لم تتمكنا من تحقيق تقدم محدد، لافتا إلى أن ذلك يعني "أننا ببساطة لم نتمكن من التوصل إلى الاتفاقية في الوقت الراهن، ولا يعد ذلك غير طبيعي". وقال عراقجي أن الجولة الجديدة من المفاوضات النووية بين إيران والقوى الست ستجري في فيينا في الفترة ما بين 16 و20 يونيو المقبل. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إيرنا" عن مصدر آخر في الخارجية الإيرانية أن الجانبين ينويان عقد لقاءات إضافية قبل الجولة الجديدة من المفاوضات. وكان عراقجي يعلن سابقا أن مواعيد إجراء الجولة الجديدة من المفاوضات غير محددة، في حين قال مصدر دبلوماسي مشارك في المفاوضات أنها قد تجري في الفترة ما بين 16 و19 يونيو المقبل. وكان من المتوقع أن يقوم الجانبين في الجولة الرابعة من المفاوضات بين إيران القوى الست بوضع جزء من الاتفاق النهائي لتسوية الملف النووي الإيراني. وامتنعت المسؤولة عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن إصدار بيان مشترك في ختام الجولة الرابعة من المفاوضات بين إيران والقوى الست التي جرت في فيينا. وفيما نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للانباء عن مايكل مان، المتحدث باسم آشتون قوله "لقد قضينا ثلاثة أيام من العمل الدؤوب.. كانت المفاوضات واسعة ومفصلة.. نحن نحاول التوصل إلى اتفاقية، ولذلك لا نريد تقديم نتائج مرحلية، كما كنا نعمله سابقا بعد كل جولة". قال مصدر مطلع على سير المفاوضات الجارية بين القوى العالمية الست وإيران " إن الوفد الإيراني يشعر بخيبة أمل من موقف الغرب حيال المفاوضات، وذلك لأنه عوّل على نهج أكثر واقعية". ونقلت "نوفوستي" عن المصدر قوله "خُيل، استنادا إلى طريقة تطور الأحداث، أن الغرب أصبح بدرجة ما أكثر واقعية، لكن يبدو أن ذلك لم يحدث"، مضيفا أن أحدى أكثر المسائل الخلافية تتعلق بوجود تقنية صواريخ لدى إيران. وكان وزير الخارجية الإيراني شدد مرارا على أن تطوير البرنامج الصاروخي لبلاده لا يمكن أن يكون مادة للنقاش، ويعد خطاً أحمر. بدوره أعلن المتحدث باسم الوفد الأمريكي خلال مؤتمر صحفي بعد انتهاء اليوم الأول من المفاوضات أن مسألة الصواريخ البالستية هي جزء من قرارات الأممالمتحدة، ولذلك يجب بحثها في المفاوضات. ويتهم الغرب إيران بأنها تسعى إلى إنتاج سلاح نووي ، فيما تصر إيران على أن برنامجها النووي صمم لخدمة أغراض سلمية بحتة. وكانت إيران توصلت يوم 20 يوليو الماضي إلى اتفاق مؤقت مع القوى العالمية بشأن تخفيض مستويات تخصيب اليورانيوم في مقابل رفع بعض العقوبات التي فرضها الغرب عليها. ويريد الغرب من إيران تقليص نشاطاتها النووية بشكل دائم لضمان عدم صنعها سلاحا نوويا. وترغب إيران في رفع العقوبات المفروضة عليها من قبل الغرب لأنها تؤثر بشكل مباشر على اقتصادها. وأصدر الطرفان بيانات اتسمت بنبرة لا تبعث على التفاؤل في أعقاب مباحثات فيينا. وقال رئيس الوفد المفاوض الإيراني، عباس أراكشي، "الهوة واسعة جدا بحيث تعذر البدء في إعداد النص (الاتفاق النهائي). لم يحقق تقدما ملموسا". وفي المقابل، قال دبلوماسي غربي رفض الكشف عن هويته "تظل الهوة واسعة (بين الطرفين). هناك حاجة في الحقيقة لأن يلتزم الجانب الآخر بالواقعية. لقد توقعنا مرونة أقل".