طالبت الحكومة الليبية المؤقتة بتعليق عمل المؤتمر الوطني العام ( البرلمان) لحين إجراء الانتخابات العامة المقبلة في البلاد بعد التصويت على ميزانية عام 2014م وإعادة انتخاب رئيس الوزراء . وقالت الحكومة الليبية في بيان لها الاثنين أن حكومة رئيس الوزراء عبد الله الثني قدمت اقتراحها هذا إلى البرلمان كحل للأزمة السياسية وأعمال العنف التي تجتاح ليبيا. من جهة أخرى نددت حكومة طرابلس باللواء خليفة حفتر متهمة إياه بمحاولة تنفيذ انقلاب بينما تسعى لفرض سيطرتها على البلاد التي تعج بميليشيات ساهمت في الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011م ولكنها باتت الآن تتحدى سلطة الدولة. وجاء ذلك قبيل إعلان قاعدة جوية في مدينة طبرق شرق ليبيا أنها ضمت قواتها إلى قوات اللواء المنشق حفتر الذي هاجم مقر البرلمان الليبي مطالبا بتجميده. وفي بنغازي (شرق)، أعلن قائد القوات الخاصة في الجيش الليبي الاثنين أن قواته انضمت إلى القوة شبه العسكرية التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي سبق أن أعلن شن عملية عسكرية في بنغازي واتهمته السلطات الليبية ب"محاولة انقلاب". وقال العقيد ونيس بو خماد "نحن مع معركة الكرامة التي يخوضها الجيش الوطني الليبي بكل أفرادنا وأسلحتنا"، في إشارة إلى اسم العملية التي بدأها اللواء المتقاعد حفتر الجمعة على رأس قوة شبه عسكرية في بنغازي بهدف التصدي لمن /اسماهم/ "الارهابيين".وإلى ذلك، انضم ضباط عديدون في شرق ليبيا بينهم من ينتمي للقوات الجوية إلى حفتر الذي أكد الأحد أن "عمليتنا ليست انقلابا ولا سعيا إلى السلطة (...) وهدفها محدد وهو اجتثاث الإرهاب" من ليبيا. وخليفة حفتر وهو من الشرق الليبي، انشق عن جيش معمر القذافي في نهاية الثمانينيات. وعاد إلى ليبيا للمشاركة في ثورة 2011 بعدما أمضى نحو عشرين عاما في الولاياتالمتحدة. وكان مقاتلون مدججون بالسلاح تابعون لحفتر قد هاجموا مقر البرلمان الأحد مطالبين بتجميد عمله وتسليم السلطة بهدف تطهير ليبيا من المتشددين. ولم يتضح مدى التأييد الذي يتمتع به حفتر بين الوحدات العادية في الجيش وفي صفوف الميليشيات. وفي سياق متصل بالإحداث الجارية في ليبيا صرح اللواء العناني حمودة مدير أمن محافظة مطروح إن بلاده ستوقف سفر مواطنيها إلى ليبيا اعتبارا من اليوم الثلاثاء وتمنع دخول الليبيين إلى أن تستقر الأوضاع في جارة مصر الغربية. وأوضح في بيان أن حركة الشاحنات بين البلدين ستستمر بحسب الاتفاق المنظم لها والموقع من كل من طرابلس و القاهرة. وتشهد ليبيا اضطرابات دموية منذ بعض الوقت. وقال مسؤولان أمريكيان الاثنين إن الولاياتالمتحدة زادت عدد مشاة البحرية والطائرات التي ترابط في صقلية والتي يمكن استدعاؤها لإجلاء الأمريكيين من السفارة الأمريكية في طرابلس مع تزايد الاضطرابات في ليبيا. وأضاف المسؤولان قولهما إن نحو 60 جنديا آخر من مشاة البحرية وأربع طائرات أخرى من طراز أوسبري يجري إرسالهم إلى القاعدة البحرية الجوية سيجونيلا في صقلية من قاعدتهم في أسبانيا. كما حذرت تونس مواطنيها اليوم الثلاثاء من السفر إلى ليبيا "إلا للضرورة القصوى" بسبب تأزم الوضع الأمني في ليبيا التي تشهد توترا شديدا بعد إعلان اللواء المنشق خليفه حفتر حملة ضد المتشددين بينما وصفها المؤتمر الوطني الليبي بأنها خطوة انقلابية. وقالت الخارجية التونسية في بيان "في ظل هذه الظروف الأمنية تدعو الوزارة كافة أفراد الجالية التونسية في ليبيا إلى توخي أعلى درجات الحيطة والحذر في جميع تنقلاتهم". وأضاف البيان "كما تدعو المواطنين التونسيين إلى عدم التحول إلى الأراضي الليبية في الوقت الراهن إلا للضرورة القصوى وذلك حفاظا على سلامة وأمن جاليتنا ومواطنينا وتفاديا لكل طارئ في مثل هذه الظروف الاستثنائية". واتخذت الجزائر ومصر والسعودية ودول أخرى خطوات مشابهة إما باستدعاء السفير لأسباب أمنية أو بإغلاق السفارة أو بتحذير المواطنين من السفر إلى ليبيا. وأكدت الخارجية التونسية أنها" تتابع ببالغ الاهتمام وعميق الانشغال التطورات الأخيرة التي تشهدها الشقيقة ليبيا. إلى ذلك أمرت شركة الطاقة الجزائرية الحكومية سوناطراك الاثنين عمالها بالعودة من لييبا بسبب مخاوف أمنية في الدولة المجاورة. وقال مصدر في الشركة إن حوالي 50 من عمال سوناطراك كانوا يعملون في ليبيا وسيغادرون كلهم خلال يومين. وأرسلت الجزائر يوم الجمعة فريقا من القوات الخاصة إلى طرابلس لإجلاء سفيرها وطاقم السفارة عقب تهديدات. وفرضت الجزائر ايضا قيودا على المعابر الحدودية وتسمح فقط بعبور المواطنين الجزائريين من ليبيا والمواطنين الليبيين إلى ليبيا.