دعا الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي المصريين إلى العمل الجاد وتنمية الحرية "في إطار واع ومسؤول بعيدا عن الفوضي" مؤكدا خلال حفل تنصيبه الذي تميز بحضور دولي وخليجي لافت إنه " آن الأوان لكي نبني مستقبلا أكثر استقرارا ولنعمل لصالح نشر قيم الحق والسلام". وأدى السيسي الرئيس المنتخب اليمين الدستورية اليوم الأحد رئيسا للبلاد لفترة رئاسية تمتد لأربع سنوات، أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا اليوم الأحد، بحضور الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور. وعقب أداء اليمين الدستورية، توجه الرئيس الجديد إلى قصر الاتحادية، ثم بدأ في استقبال الملوك ورؤساء الدول والحكومات والبرلمانات، ورؤساء الوفود المشاركين في مراسم تسليم السلطة. ووقع الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي وسط حضور الوفود العربية والدولية مراسم التنصيب بمقر قصر الاتحادية، على وثيقة تسليم السلطة، من الرئيس عدلي منصور، وتعد هذه أول مرة في تاريخ مصر، أن يوقع الرئيس الجديد على وثيقة تسليم السلطة من الرئيس السابق. ويحظى الرئيس المصري الجديد بتأييد حلفاء مصر من دول الخليج كالسعودية والأمارات وغيرها. وحضر مراسم تنصيب السيسي أمير الكويت وملك البحرين وولي عهد السعودية وولي العهد الإمارات العربية المتحدة. ويواجه الرئيس الجديد تحديات عدة على رأسها إصلاح الاقتصاد المتدهور والفقر ومنع أي أزمات سياسية جديدة . والحاجة الملحة التي تواجه السيسي في المرحلة القادمة هي النهوض بالاقتصاد الوطني والتصدي للأعمال الإرهابية وإعادة تنشيط السياحة وجذب الاستثمارات للبلاد. ويواجه الرئيس الجديد أيضا عدة مهام صعبة تتمثل في تحقيق المستويات المطلوبة للنمو الاقتصادي والتقليل من حدة البطالة وضرورة توفير الوظائف الكافية للسكان الذين تتزايد أعدادهم بسرعة وتخفيف وطأة الفقر المنتشر بالبلاد. في كلمته بمناسبة تنصيبه قال الرئيس المصري الجديد ، اليوم الأحد، "إنها المرة الأولى التي تشهد مصر تسليم السلطة سلميًا وتوقيع وثيقة تسليم السلطة بين رئيسين أحدهما منتهية ولايته والآخر جديد منتخب". وأضاف " أن رئاسة مصر شرف عظيم ومسئولية كبير شرف كبير إنها مصر التاريخ والحضارة بلد الرسل والأنبياء وملتقى الأديان". وقال "مصر ستعود لدورها وريادتها وستضطلع بدورها ورسالتها وهي تحقيق أمن واستقرار المنطقة ولن تغفل قوتها الناعمة، وقد آن لشعبنا العظيم أن ينال حصاد ثورتيه". وأكد"أن نجاح الثورات يكمن في بلورة أهدافها وأن تكون فاعلة بناءة، وآن الأوان أن نبني مستقبلًا أكثر إشراقًا يكفل لنا عيشًا كريمًا ونعظم حقوقنا وننمي حرياتنا في إطار واع ومسئول بعيد عن الفوضى، نختلف من أجل الوطن وليس على الوطن". ووجه السيسي الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن ع على دعوته لمؤتمر أصدقاء مصر من أجل دعم مصر في المرحلة المقبلة داعيًا كل أصدقاء مصر للمشاركة فيه. كما وجه السيسي الشكر للرئيس المنتهية ولايته عدلي منصور قائلًا"خلال عام واحد تركت في نفوسنا أخلاقًا كريمة ومبادئ عالية ونتوجه لك بأسمى أيات الشكر". وخرج الكثير من المصريين إلى الشوارع معبرين عن فرحتهم بتنصيب السيسي رئيسا للبلاد. وأقيمت مراسم تنصيب الرئيس المصري الجديد بعد حوالي عام على عزل الجيش للرئيس محمد مرسي في 3 يوليو الماضي استجابة لاحتجاجات شعبية ضد حكمه. وقالت لجنة الانتخابات الرئاسية إن نتيجة انتخابات الرئاسة التي جرت أواخر مايو أسفرت عن فوز السيسي قائد الجيش ووزير الدفاع السابق بنسبة نحو 97 بالمئة من الأصوات الصحيحة. ويأمل المصريون أن يساعد تولي الرئيس الجديد لمقاليد السلطة في البلاد في تلبية الحاجة العاجلة لإصلاح الاقتصاد والتصدي للإرهاب وتنشيط قطاع السياحة وجذب الاستثمارات للبلاد. وتعهد السيسي عقب إعلان فوزه في كلمة متلفزة بالعمل على تحقيق "العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية" للمصريين. وقال إن تحقيق "العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية" يحتاج إلى أن يتعاون المصريون ويعملون معه. وتعهد السيسي أيضا بمواجهة الإرهاب والتصدي لأي أعمال عنف تهدد البلاد التي شهدت تصاعد هجمات مسلحين في أعقاب الإطاحة بالرئيس مرسي. وجاءت هذه الانتخابات بعد ثلاث سنوات من الاضطرابات التي اعقبت الانتفاضة الشعبية التي أنهت حكم الرئيس حسني مبارك والذي امتد لثلاثة عقود. ويتوقع أن تجرى انتخابات برلمانية في وقت لاحق هذا العام بعد أن أجريت الانتخابات الرئاسية التي نافس السيسي فيها اليساري حمدين صباحي الذي حصل على نحو ثلاثة بالمئة من الأصوات الصحيحة. وكان السيسي حقق فوزا ساحقا في انتخابات الشهر الماضي بحصوله على نحو 97 في المئة من أصوات الناخبين مقابل 3 في المئة حصل عليها منافسه الوحيد حمدين صباحي. وكان السيسي قرر التخلي عن منصبه في وزارة الدفاع في أواخر مارس الماضي لخوض انتخابات الرئاسة.