واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الخامس على التوالي مخلفا عشرات الشهداء ومئات الجرحى وتدمير عدة منازل، بينما شرعت سلطات الاحتلال فعليا بفرض تقسيم ساحات الحرم القدسي الشريف زمانيا ومكانيا بين المسلمين واليهود في إجراءات تصعيدية خطيرة تنذر بتفجر الأوضاع في المنطقة برمتها. ففي اليوم الخامس للعدوان ارتفع عدد الشهداء في القطاع ، إلى 20 شهيدا، ومئات الجرحى، ليصل عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي إلى 128 شهيدا، إضافة إلى نحو 935 جريحا. وقالت مصادر محلية فلسطينية ، إن 6 مواطنين استشهدوا وأصيب 6 آخرون في قصف صاروخي إسرائيلي استهدف بعد ظهر اليوم السبت، تجمعا للمواطنين في منطقة شمال شرق مدينة غزة. وذكرت المصادر أن القصف استهدف مجموعة من المواطنين كانت تتواجد بمحاذاة أحد المنازل قرب الشارع الثالث في مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد هؤلاء المواطنين وإصابة من تواجدوا معه في المكان. ووفق مصدر طبي فلسطيني فإن أحد الجرحى يعاني من حالة الموت السريري، وأن هناك إصابات بالغة من بين الجرحى. وأضاف أن الساعات الأولى من صباح اليوم، شهدت استشهاد ثلاثة مواطنين جراء قصف طائرة حربية إسرائيلية من نوع (إف 16) لمتنزه المحطة في حي التفاح شمال مدينة غزة. في حين نقلت سيارات الإسعاف هؤلاء الشهداء إلى مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة. كما اعلنت مصادر طبية اليوم عن استشهاد الطفلة صفاء ملكة متأثرة بجروح اصيبت بها في قصف منزل عائلتها قبل يومين في حي الزيتون بمدينة غزة لتنضم الى أمها وشقيقتها اللتان استشهدتا في القصف المذكور. وفي القدسالمحتلة شرعت سلطات الاحتلال بفرض تقسيم ساحات الحرم القدسي الشريف زمانيا ومكانيا بين المسلمين واليهود تنفيذا لتوصيات لجنة "تسور" المنبثقة عن الكنيست الإسرائيلي، بينما واصلت التضييق على الفلسطينيين ومنع من هم دون سن الخمسين من الصلاة والرباط في ساحات الحرم الشريف. وقد تضمنت التوصيات -التي صدرت مطلع شهر رمضان المبارك- إنشاء مديرية تشرف على اقتحام اليهود والسياح الأجانب المسجد الأقصى المبارك. وبدأت سلطات الإحتلال الإسرائيلي فعليا في منع من هم دون سن الخمسين من المسلمين من الصلاة في المسجد الأقصى. وتنسجم التوصيات مع قانون وزارة الأديان الداعي لحظر رفع الأذان ومنع المسلمين من الصلاة في أوقات محددة، مقابل السماح لليهود بإقامة الشعائر التلمودية ثلاث مرات في اليوم وفرض السيادة الإسرائيلية على ساحات الحرم. وأوصت اللجنة كذلك بفتح جميع بوابات المسجد لاقتحامات الأجانب وصلوات اليهود، وتوسيع صلاحيات قائد شرطة القدسالمحتلة لتشمل إغلاق كامل ساحات الحرم التي تبلغ مساحتها 144 دونما أمام المسلمين وإبعادهم عنها خلال الأعياد اليهودية. وخلصت اللجنة إلى فرض مزيد من التضييق على المصلين المسلمين وإغلاق المسجد الأقصى بشكل كامل في بعض الأحيان، خاصة عند تصدي الفلسطينيين لاقتحام اليهود والمستوطنين ساحات الحرم. وأوصت اللجنة بفرض عقوبات تشمل الاعتقال والإبعاد والتغريم بمبلغ يصل لنحو 15 ألف دولار ضد كل من يعرقل مخطط التقسيم ويمنع الشعائر التلمودية. ودعا نائب وزير الأديان الإسرائيلي إيلي بن دهان الائتلاف الحكومي لدعم التوصيات وإسباغ الشرعية على اقتحام اليهود المسجد الأقصى. وطالب بإنشاء مفوضية يهودية توازي في صلاحياتها دائرة الأوقاف الإسلامية، لمواصلة مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى وفرض الأمر الواقع على غرار المعمول به بالمسجد الإبراهيمي في الخليل. وبحسب إحصائيات مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، فقد اقتحم سبعة آلاف يهودي و250 ألف سائح أجنبي المسجد الأقصى منذ بداية العام الحالي. وتأتي الاقتحامات الأخيرة ضمن ما يسمى جولات الإرشاد والاستكشاف العسكري، بهدف تثبيت الوجود اليومي لليهود في ساحات الحرم. وغالبا ما توزع منظمات ما يسمى جبل "الهيكل" اليهودية المتطرفة دعوات تحث فيها جميع اليهود على اقتحام المسجد الأقصى خلال احتفالات دينية وخلال الدعوات يتم وضع برنامج لنشاطات توراتية استفزازية داخل باحات المسجد. ويرفض الفلسطينيون ماتسعى إليه إسرائيل ومستوطنيها المتطرفين من تقسيم زماني ومكاني للمسجد الاقصى على غرار الحرم الابراهيمي الشريف بمدينة الخليل. ويؤكدون أن الهدف من وراء الاقتحامات المتكررة لليهود المتطرفين هو فرض امر واقع داخل المسجد الاقصى بتواطؤ من سلطات الاحتلال في الاعتداءات على المسجد وتدنيسه وكذلك من خلال الدعم والحماية للجماعات اليهودية المتطرفة.