تواصلت أمس الجمعة الجهود الدولية المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة ،مع استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع،وارتفاع حصيلة الشهداء في اليوم الثامن عشر للعدوان إلى 851 شهيدا فلسطينيا و5290 جريحا. وفي هذا السياق عقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي ووزير الخارجية المصري سامح شكري ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري اجتماعا رباعيا أمس الجمعة في العاصمة المصرية القاهرة. وجرى خلال الاجتماع بحث تطورات الوضع المتدهور في قطاع غزة والجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وكان بان كي مون والعربي عقدا اجتماعا ثنائيا مغلقا أعقبه اجتماع ثلاثي بانضمام وزير الخارجية المصري سامح شكري ثم الاجتماع الرباعي بمشاركة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وصرح كيري ، إن إسرائيل ستوافق على هدنة مؤقتة لوقف إطلاق النار في غزة، مؤكدا إلى أن جهوده ستستمر حتى تتكلل بهدنة مستدامة بين الطرفين. وأوضح كيري، في مؤتمر صحفي في القاهرة أمس الجمعة مع الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية المصري سامح شكري، قائلا "نتنياهو ملتزم بالوصول إلى الحل وسنواصل الجهود لوقف تام لإطلاق النار بين الطرفين". وأشار إلى أن "الطريقة الوحيدة لحل المشاكل هي اجتماع الأطراف للوصول إلى الحل كما حصل في محطات سابقة"، معتبرا ن "الفلسطينيين والإسرائيليين يستحقون أن يعيشوا حياة عادية". وقال كيري إن "وقف إطلاق النار لمدة سبعة أيام سيعطي كل الأطراف مهلة لاستعادة الثقة والعمل على اتخاذ تدابير لتمديد الهدنة"، مشددا على أن "الولاياتالمتحدة لن تألو جهدا للوصول إلى وقف تام ونهائي للإطلاق النار". يأتي هذا بينما رفض الاحتلال الإسرائيلي مساء الجمعة اقتراح وقف إطلاق نار في قطاع غزة تقدم به كيري "بصيغته الحالية" . وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية أن "الحكومة الأمنية الإسرائيلية رفضت بالاجماع اقتراح وقف إطلاق النار، بصيغته الحالية، الذي تقدم به وزير الخارجية الأميركي جون كيري". وأشارت إلى أن أعضاء الحكومة سيواصلون بحث المشروع. من جانب آخر، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "لوقف إطلاق النار لمدة سبعة أيام خلال فترة العيد ثم بدء التفاوض بعد ذلك على هدنة طويلة الأمد". وقال "نلتزم بإنقاذ حياة المدنيين الأبرياء. وشعب غزة نزف ما يكفي من الدماء، كما أن الإسرائيليين يستحقون العيش بدون خوف من الصواريخ" القادمة من غزة. وقالت مصادر فلسطينية أن 48 مواطنا فلسطينيا بينهم طفلان، ومعاق، استشهدوا اليوم الجمعة ليرتفع عدد الشهداء في اليوم ال18 للعدوان على قطاع غزة إلى 851 شهيدا وأكثر5290 جريحا، إضافة إلى تدمير مئات المنازل. وشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على جنوب قطاع غزة ، كما قصفت قواته عدة مناطق في قطاع غزة حسبما أعلنت مصادر فلسطينية. وذكرت المصادر ذاتها أن جنود الاحتلال منعوا سيارات الإسعاف من تقديم العلاج للمصابين، ما تسبب باستشهاد عدد من المواطنين بعد ن نزفوا لأكثر من ساعتين. وأفادت المصادر بأن الطيران الحربي استهدفت مجموعة من المواطنين في المغراقة وسط القطاع، كما شن عدة غارات على خان يونس جنوب القطاع، كما طال القصف المدفعي العديد من المناطق في القطاع. وقال مسؤول أمريكي يوم أمس الجمعة إن نتنياهو أبلغ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ان إسرائيل ستبدأ وقفة لمدة 12 ساعة من القتال في غزة تبدأ في صباح السبت (0400 بتوقيت جرينتش). وأدلى المسؤول -الذي طلب عدم نشر اسمه- بهذه التصريحات للصحفيين ردا على سؤال في مؤتمر صحفي بالقاهرة بشأن تصريحات سابقة لكيري خاصة بلفتة حسن نوايا من جانب نتنياهو. ودعا المسؤولون على ضرورة وقف إطلاق نار إنساني لمدة 7 أيام، وأن يستمع الطرفان إلى صوت العقل ويوقفا القتال، خصوصا أن العالم الإسلامي على أعتاب عيد الفطر على أن تتلو ذلك مفاوضات لحل القضايا العالقة. وكشفت تسريبات عن مقترح كيري في وقت سابق أنه يتضمن "هدنة لسبعة أيام تتوقف فيها الأعمال العدائية لتقديم المساعدات الإنسانية، وبقاء القوات الإسرائيلية في غزة لتأمين وتدمير الأنفاق". ولم ترد حركة حماس بشكل رسمي على المقترح الأمريكي غير أن عزت الرشق أحد مسؤولي حماس أعلن على صفحته الخاصة على فيسبوك أن " الحركة تدرس مقترح الهدنة الإنسانية لسبعة أيام". ويأتي الرفض الإسرائيلي في الوقت الذي ارتفعت فيه حصيلة الشهداء في اليوم الثامن عشر على العدوان على غزة إلى 851 شهيدا فلسطينيا أغلبهم من المدنيين إضافة إلى أكثر من 5 آلاف جريح. بينما سقط على الجانب الإسرائيلي نحو 36 قتيلا كلهم من جنود جيش الاحتلال ما عدا اثنين. وقالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس الجمعة إن "عناصرها فجرت عبوات ناسفة وأطلقت قذائف آر بي جي مضادة للأفراد تجاه قوة إسرائيلية مكونة من 15 جندياً إسرائيلياً شرق بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة فقتلت 10 جنود من تلك القوة". واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل أحد جنوده أمس الجمعة في قطاع غزة. والتقى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس الجمعة في الدوحة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بهدف المساهمة في الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، كما أعلن مسؤول حكومي تركي. في غضون ذلك، أعلنت "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، استشهاد مسؤول إعلامها الحربي في قطاع غزة، وقائدها صلاح أبو حسنين (45 عاما) وثلاثة من أطفاله، في قصف استهدف منزله في مدينة رفح، جنوبي القطاع. وأبو حسنين، هو أرفع مسؤول فلسطيني يقتل منذ بدء العدوان على القطاع. وانتشلت الطواقم الطبية جثمانه، من منطقة الفخاري بخانيونس، بعد أيام من مصرعه. وتترد في الأراضي الفلسطينية المحتلة أنباء عن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يحشد مزيدا من قواته على حدود قطاع غزة، ويهدد بتوسيع العملية العسكرية بصورة ملموسة في حال فشلت جهود وقف إطلاق النار. ودعا الاتحاد الأوروبي الجمعة إلى "تحقيق سريع" في القصف الإسرائيلي على مدرسة تابعة للأمم المتحدة في غزة أوقع 15 قتيلا و200 جريح الخميس. وقالت المتحدثة الدبلوماسية باسم الإتحاد الاوروبي مايا كوسياسيتش "ندعو إلى تحقيق سريع وكامل في هذا الحادث". وهي المرة الرابعة التي تتعرض فيها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) لقصف كما أكدت الناطقة، داعية "كل الأطراف إلى احترام حرمة وسلامة الأونروا". وشدد الاتحاد الاوروبي على ضرورة إقامة "ممرات إنسانية" لكي يتمكن المدنيون من الهرب من مناطق المعارك إذا أرادوا ذلك. وقالت الناطقة باسم الاتحاد الاوروبي "نحن قلقون جدا إزاء تصاعد العنف في قطاع غزة"، إذ تجاوزت حصيلة القتلى في العملية الإسرائيلية 820 قتيلا ونددت مجددا ب"خسارة أرواح المدنيين". وفيما تتواصل الجهود للتوصل إلى تهدئة في اليوم ال18 للهجوم الإسرائيلي ضد حماس، دعا الاتحاد الأوروبي مجددا كل الأطراف إلى "وقف فوري لإطلاق النار". وأستشهد خمسة عشر فلسطينيا بينهم رضيع الخميس إثر قصف مدفعي إسرائيلي على مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في بيت حانون شمال قطاع غزة.