أكد الرئيس التركي المنتخب رجب طيب أردوغان، بعد إعلان فوزه في انتخابات الرئاسة التي جرت الأحد الماضي وفقا للنتائج الأولية، بأنه سيكون رئيساً يحتضن الشعب التركي بمختلف أطيافه. وقال أردوغان، في كلمة له عقب إعلان النتائج الأولية بفوزه أمس "اليوم هو فاتحة لمرحلة جديدة في تركيا، اليوم يوم احتضان الدولة للشعب، وزوال بقايا النظرة المتعالية، يوم انتهاء الوصاية على قصر تشانكايا الجمهوري". وأشار إلى تحقيق الحكومة التركية إنجازات اقتصادية كبيرة.. مبيناً أن تركيا كانت مدينة لصندوق النقد الدولي ب23 مليار دولار، وسددتها الحكومة جميعها.. وأن بلاده تعتزم الآن إقراض الصندوق 5 مليارات دولار. وقال إن "اليوم هو يوم ميلاد تركيا الجديدة، وسأكون رئيساً ل77 مليون مواطن تركي". ودعا أردوغان إلى المصالحة وتناسي خلافات الماضي والانطلاق نحو حقبة جديدة في تركيا. وكانت اللجنة العليا للانتخابات في تركيا، قد أعلنت أمس الاثنين، النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة. وأوضحت اللجنة أن أردوغان حصل على نسبة 51.79 في المائة، وحصل المرشح التوافقي لكبرى أحزاب المعارضة أكمل الدين إحسان أوغلو على 38.44 في المائة، في حين حصل مرشح حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين ديميرطاش على 9.76 في المائة من الأصوات.. وبلغت نسبة المشاركة 74.12 في المائة. وبحسب النتائج الأولية، فقد شارك في عملية الإقتراع 41 مليون و283 الف و773 ناخب في الداخل والخارج، من أصل 55 مليون و692 الف 841 ناخب مسجل. وبلغ مجموع الأصوات التي حصل عليها أردوغان 21 مليون و260 الف صوت، أي بنسبة 51.97 في المائة من نسبة الأصوات المشاركين، فيما حصل إحسان أوغلو في عموم تركيا على 15 مليون و587 الف و132 صوت، أي بنسبة 38.44 في المائة، وحصل دميرطاش على مجموع 3 مليون و958 الف و510 صوت، بنسبة 9.76 في المائة. ودخل أردوغان أول رئيس تركي منتخب شعبيًّا، معترك السياسة عندما كان في ال22 من عمره، مع توليه رئاسة جناح الشبيبة في حزب السلامة الوطنية، وواصل مع رئاسة بلدية اسطنبول. وأسس أردوغان عام 2001 حزب العدالة والتنمية، الذي حل في المركز الأول في كل الانتخابات التي شارك فيها.. وتولى رئاسة الوزراء منذ عام 2003 وحتى 2014 بلا انقطاع. وُلد أردوغان في 26 فبراير 1954 لعائلة من ولاية ريزه، شمال شرق تركيا، وأنهى دراسته الثانوية، في ثانوية الأئمة والخطباء عام 1973.. وأتم دراسته الجامعية في كلية الاقتصاد والعلوم التجارية بجامعة مرمرة عام 1981. ولعب أردوغان دورًا فعالًا في "اتحاد الطلبة الأتراك الوطنيين" خلال دراسته الثانوية والجامعية، وانتخب رئيسًا لجناح الشبيبة في حزب السلامة الوطنية في قضاء "بي أوغلو" عام 1976 ورئيسًا لجناح الشبيبة بولاية اسطنبول في العام نفسه عندما كان في الثانية والعشرين من عمره. واصل العمل في الحزب حتى عام 1980، ثم عمل مستشارًا ومديرًا في القطاع الخاص، عقب إغلاق الأحزاب السياسية إثر انقلاب 12 سبتمبر 1980. وعاد أردوغان إلى معترك السياسة عام 1983 مع تأسيس حزب الرفاه، وفي عام 1984 أصبح رئيسًا لفرع الحزب في قضاء "بي أوغلو" وتولى عام 1985 رئاسة فرع الحزب في ولاية اسطنبول وانتُخب عضوًا في اللجنة المركزية له. رشحه حزب الرفاه لرئاسة بلدية اسطنبول، وحل في المركز الأول في انتخابات الإدارة المحلية التي جرت في 27 مارس 1994 بعد حصوله على نسبة 25.19 في المائة، ليصبح رئيسًا للبلدية. ومثل أردوغان أمام المحكمة بسبب قراءته قصيدة شعرية في 12 ديسمبر 1997، خلال إلقائه خطابًا بالمواطنين، وحُكم عليه بالسجن.. وعقب الحكم عُزل من منصبه في رئاسة بلدية اسطنبول، وقضى 4 أشهر في سجنه. أُخلي سبيله في 24 يوليو 1999، ليواصل عمله في المجال السياسي.. وعقب تأسيس حزب العدالة والتنمية في 14 أغسطس 2001 اختاره المؤسسون رئيسًا للحزب. لم يتمكن أردوغان من الترشح في الانتخابات العامة التي شارك فيها حزبه لأول مرة، بسبب قرار المحكمة، وفاز الحزب آنذاك بالمرتبة الأولى بعد حصوله على 34.6 في المائة من أصوات الناخبين، في 3 نوفمبر 2002. وبعد رفع حظر ترشح أردوغان، رشح نفسه للانتخابات العامة، في 9 مارس 2003، في محافظة سيرت، وأصبح نائباً في البرلمان عن ولاية سيرت التركية. وفي 15 مارس 2003، تسلم رئاسة الوزراء ال59 من رئيس الوزراء حينها عبدالله غول. وشكل أردوغان الحكومة ال60، بعد حصول حزب العدالة والتنمية على 46.6 في المائة من أصوات الناخبين في الانتخابات العامة في 22 يوليو 2007، وفي 12 يونيو 2012، وبعد حصول حزبه على 49.8 في المائة من أصوات الناخبين، شكل أردوغان الحكومة ال61، وشغل بذلك منصب رئيس الوزراء لولاية ثالثة كأول مرة في تاريخ تركيا.