احتفلت جمهورية الصين الشعبية اليوم الأربعاء بالذكرى ال 65 لتأسيسها في الأول من أكتوبر 1949م، في ظل انجازات اقتصادية وتنموية عملاقة وتقدم كبير في الإنتاجية الاجتماعية والقوة القومية الشاملة وتربعها في موقع ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر دولة في العالم في تجارة البضائع. وفي حفل أقيم في بكين بالمناسبة، ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ امس الثلاثاء كلمة، أكد فيها أن بلاده ستواصل منح أولوية للتنمية والالتزام بالإصلاح والإبداع ومواصلة الالتزام بمسار التنمية السلمية. ودعا شي إلى تعزيز الوحدة داخل الحزب الشيوعي الصيني والى تعزيز الثقة في مسار الاشتراكية بخصائص صينية وكذلك النظرية والنظام المتعلقين بهذا المسار..مضيفا أن الحزب ينبغى أن يعزز التعاون مع الأحزاب الأخرى وأن يحافظ على صلته مع الشعب. وقال شي "لابد أن نقف بحزم مع الشعب، وسوف ننطلق دائما من ونهدف الى تحقيق وحماية وتطوير المصالح الأساسية للأغلبية الساحقة من الشعب". ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني الذي عقد في نوفمبر عام 2012 ،سعت الصين بقوة لتحويل نمط التنمية وتعديل بنيتها الاقتصادية وكذلك دفع إصلاح القطاع المالي واختبارات الالتحاق بالجامعات ونظام تسجيل الأسر ونظام الرعاية الطبية وغيرها. وتعد الإنجازات التي تحققت للصين خلال الأعوام الخمسة والستين الماضية شهادة على أنها سعت للمسار الصحيح والملائم للتنمية تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني وسعت ايضا وراء تحقيق التنمية المستدامة والسلمية وتعزيز الإصلاح والانفتاح. وشهدت الصين خلال الثلاثة العقود الماضية نهضة اقتصادية وتنموية عملاقة، مكنتها من الانتقال إلى ثاني أكبر اقتصاد عالمي بعد اقتصاد الولاياتالمتحدة وقد سبق اقتصاد اليابان في عام 2010م بناتج محلي بسيط يقدر ب 4.91 تريليون دولار أمريكي عام 2009م حسب مقياس سعر الصرف وثاني أكبر اقتصاد بعد اقتصاد الولاياتالمتحدة بناتج إجمالي يقدر ب 8.8 تريليون دولار عام 2009م حسب مقياس تعادل القدرة الشرائية. وتعتبر الصين بذلك أسرع اقتصاد كبير نامي والأسرع في الثلاثين سنة الماضية بمعدل نمو سنوي يتخطى ال 10 %. وقلص نمو الناتج القومي للفرد الفقر بمعدل 8% سنويا في العقود الثلاثة الأخيرة لكن نموه السريع صاحبه تفاوت في نصيب الفرد. وتندرج الصين ضمن الفئة المتوسطة الدنيا في العالم حسب نصيب الفرد من الناتج المحلي البسيط وقدره 3180 دولار وتحتل المرتبة 104 من أصل 178 دولة والمرتبة 97 من أصل 178 دولة حسب نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي وقدره 5943 في 2008 تبعا لتصنيف صندوق النقد الدولي. لذلك الصين هي أكبر دولة تجارية وأكبر مصدر وثاني أكبر مستورد في العالم. وبلغ معدل دخل الفرد في الصين نحو 6100 دولار بينما يقدر حجم القوة العاملة بحوالي 807.7 ملايين نسمة، ويبلغ معدل البطالة 4% في العام 2008. وتضمنت ميزانية الصين عام 2008 إجمالي مداخيل قدره 868.6 مليار دولار، وإجمالي مصاريف قيمته 850.5 مليار دولار، بينما وصل معدل التضخم 6%. ويبلغ حجم الاحتياطات النقدية للصين 2.3 تريليون دولار ووصل معدل نمو الإنتاج الصناعي 10.7%، بينما ارتفع حجم الصادرات في العام 2008م إلى 1.465 تريليون دولار وحجم الواردات 1.156 تريليون دولار. وتمكن الاقتصاد الصيني في الثلاثين عاما الماضية من تحقيق نمو اقتصادي مطرد واستطاع التحول من المركزية المحلية ليصبح أكثر انفتاحا على العالم ويعتمد على التجارة الدولية. ويؤكد العديد من الخبراء الاقتصاديين ان النمو الاقتصادي السريع وتقليل حدة الفقر في الصين، هما أكثر انجازات جمهورية الصين الشعبية نيلا للاعجاب تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني في ال 65 سنة الاخيرة. ويقول تشهينج فاناريث المحاضر في مركز دراسات اسيا - الباسيفيك في جامعة ليدز البريطانية، إن الصين انتقلت سريعا من دولة نامية إلى دولة متوسط الدخل. وتوقع فاناريث أن تصبح الصين دولة مزدهرة وديمقراطية ومتقدمة ثقافيا ومتناغمة بحلول عام 2050". وأشار إلى أنه منذ عام 1949، أصبح دور الصين على الساحة الدولية اقوى تدريجيا. ولفت فاناريث إلى أن الصين الان أحد قادة العالم في معالجة القضايا والتحديات العالمية، وتساعد الدول الاخرى على التقدم عن طريق التجارة والاستثمار والمساعدات التنموية وتعزيز ثقافة السلام والعالم المتناغم واقامة عالم ينعم بالسلام والاستقرار والحفاظ عليه". وتعليقا على اسهامات الصين لتطوير رابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) المؤلفة من عشر دول، قال فاناريث إن الاسيان جذبت المزيد من اهتمام كل الدول الكبرى والمجتمع الدولي خلال العشرين عاما الماضية بفضل دعم الصين النشط لها. وقال "دعمت الصين الاسيان في العديد من المجالات، وبخاصة في التنمية والتكامل الاقتصادي الاقليمي، والحفاظ على السلام والاستقرار الاقليميين". واختم بقوله "بدون الصين، ستصبح الاسيان اقل صلة بالعالم الخارجي. فالصين تعطى ثقلا استراتيجيا أكبر للاسيان". فيما يقول مدير ادارة التعاون الدولي في جماعة اسيا - يورو في العاصمة الكمبودية بنوم بنه، جوزيف ماثيوسن، إن سياسة الصين مازالت المحرك الرئيسي لكل النجاحات التي حققتها خلال أكثر من ستة عقود مضت. وأضاف ماثيوسن إنه قبل وصول الثورة لسدة السلطة في 1949، هيمنت على الصين قوى امبريالية اجنبية واقترب اقتصادها من ادنى مستويات مقياس التنمية العالمي. وتابع "الان، ندخل القرن الحادي والعشرين نرى الصين وقد أصبحت قوة اقتصادية، فهي ثاني اكبر اقتصاد في العالم"، مشددا على ان التنمية الناجحة للصين كانت بسبب الاخلاص الكامل للحزب الشيوعي الصيني في تنفيذ سياسات التنمية. وأشار إلى أن اقتصاد الصين تطور سريعا خلال تلك الفترة، وان دولا متخلفة ونامية فى انحاء العالم استفادت من التقدم الذي احرزته الصين بما فى ذلك الاسيان". واختتم بقوله "تعتقد الاسيان ان الصين جار جيد وشريك بناء ومستمع جيد وقوة عسكرية صاعدة لا تمثل تهديدا". وترتبط الجمهورية اليمنية بعلاقات متينة وقوية ومتميزة مع جمهورية الصين الشعبية ترجع جذورها إلى عام 1416 م. وتعد اليمن من أولى البلدان العربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين في 24 سبتمبر عام 1956م سبقتها بشهور مصر في 30 مايو و سوريا في الأول من أغسطس من العام نفسه. وتأتي العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية بين اليمنوالصين امتداداً للعلاقات التاريخية القديمة بينهما بهدف تنشيط أوجه التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين الصديقين.