دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى استئناف مفاوضات السلام التي تعثرت بسبب رفض اسرائيل لاتفاق المصالحة الفلسطيني الذي شمل حركة حماس واعتراض الفلسطينيين على استمرار اسرائيل في بناء المستوطنات. وقال كيري في كلمته امس الأحد خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة في القاهرة "أقول بوضوح وعن اقتناع عميق اليوم إن الولاياتالمتحدة تظل ملتزمة كليا وتماما بالعودة إلى المفاوضات ليس من أجل المفاوضات، ولكن لأن هدف هذا المؤتمر ومستقبل المنطقة يتطلب ذلك". وأضاف "لا أعتقد أن أي شخص في هذه القاعة يريد أن يعود بعد عامين أو أقل إلى نفس المائدة للحديث عن إعادة إعمار غزة" بسبب التقاعس عن "التعامل مع القضايا الأساسية" التي تؤدي إلى تكرار النزاع. من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته جميع الأطراف إلى الالتزام بواجباتها من أجل حل دائم ومستقبل أفضل لغزة ... مطالبا "بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والاعتراف بالحقوق الفلسطينية". واعلن مون في مؤتمر صحفي على هامش مؤتمر إعادة اعمار غزة في القاهرة امس نيته التوجه الثلاثاء القادم الى قطاع غزة. وأكد الأمين العام أن "الوضع في غزة غير قابل للحل دون تسوية شاملة"...داعيا الفلسطينيين والإسرائيليين إلى استئناف محادثات السلام التي تعثرت بسبب الحرب الأخيرة على غزة. وقال "يجب ألا نغض النظر عن الاسباب العميقة للأعمال الحربية الاخيرة، القيود التي يفرضها الاحتلال منذ حوالي نصف قرن والانكار الدائم لحقوق الفلسطينيين وعدم احراز تقدم ملموس في مفاوضات السلام". ودعا كافة الأطراف المعنية أن "تجتمع لكي تضع مسلكا واضحا من أجل السلام الدائم والعادل بما في ذلك الرفع الكامل للحصار وضمان الشرعية وإقامة دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن". بدوره شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي على اهمية البدء في مفاوضات جدية بين الفلسطينيين والإسرائيليين تبدأ بترسيم الحدود. وطالب العربي المشاركين في المؤتمر بأن يتحملوا مسؤوليتهم تجاه الشعب والحكومة الفلسطينية، وقال: "فلسطين محتلة منذ ما يقرب من ربع قرن، وأصبحت مسؤولية سياسية شاملة لوقف هذا العدوان وضمان عدم تكراره والعمل على إصلاح ما هدمته قوات الاحتلال". وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية غير موجودة بغزة ولكنها محاصرة لها، موضحا أن الجانب الإسرائيلي يمارس أساليب قمعية مع الأسرى الفلسطينيين ما يتعارض مع المواثيق والأعراف الدولية. من جهته دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إسرائيل إلى إنهاء الصراع مع الفلسطينيين...مؤكدا عزم مصر إعادة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة. وقال "أنادى الإسرائيليين شعبا وحكومة لقد حان الوقت لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين"... مشيرا إلى أن نجاح عملية إعادة إعمار غزة مرتبط بتهدئة كاملة. وأضاف الرئيس المصري أن القاهرة عملت على إنهاء الحرب في غزة التي استمرت 51 يوما، وكذلك تقديم الاحتياجات الإنسانية للفلسطينيين، وأعلن أن "مصر تعمل على إعادة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة". وحث السيسي على الحيلولة دون قيام أطراف باستغلال معاناة الفلسطينيين. على الصعيد نفسه قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن العمل جار لاحترام التهدئة وتثبيتها، وذكر أن إسرائيل "لم تحترم اتفاقيات السلام ولا حل الدولتين رغم جهود اللجنة الرباعية". وأكد أن هناك حاجة ماسة إلى إعادة بناء المؤسسات الحكومية في غزة. لكن وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، قال إن بلاده ترفض إجراء مفاوضات مع القيادة الفلسطينية برئاسة محمود عباس. بالمقابل دعت المعارضة الإسرائيلية الحكومة برئاسة بنيامين نتناياهو إلى إعلان استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية تزامنا مع افتتاح مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار غزة. وقال حزب العمل المعارض إنها الفرصة للحكومة الاسرائيلية لاستغلال المؤتمر من أجل إثبات جديتها في العملية السلمية. و اوضح عضو الكنيست الإسرائيلي نحمان شاي أن "هناك فرصة حقيقية من أجل التقدم بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني خطوة إلى الأمام وإعادة العملية السلمية إلى مسارها الطبيعي". ويضم المؤتمر موفدين من نحو 50 بلدا، بينهم وزراء خارجية حوالي 30 بلدا والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، ومبعوث الرباعية الدولية للشرق الأوسط توني بلير، وممثلو عدة هيئات إغاثية ومنظمات دولية وسياسية، مثل صندوق النقد الدولي.