تستضيف مصر غدا الأحد مؤتمر "إعادة إعمار غزة" لمعاودة بناء ما دمرته الآلة الحربية الإسرائيلية بقطاع غزة بمشاركة عالمية واسعة. ويهدف المؤتمر إلى لتوفير حوالى 6 مليارات دولار لإعادة بناء ما دمرته اسرائيل من آلاف المنازل والمدارس والمستشفيات، في عدوانها الاخير. ويحضر أعمال المؤتمر الرئيسين الفلسطيني محمود عباس والمصري عبد الفتاح السيسي، وحوالى 30 وزير خارجية بينهم الامريكي جون كيري، وكاثرين آشتون ممثلة الاتحاد الاوروبي. ويشارك في المؤتمر ايضا اضافة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون 70 وفدا يمثلون دولا ومنظمات اقليمية ودولية من بينها صندوق الغذاء العالمي وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي و"الأونروا" وبنوك التنمية الإسلامية والعربية. ويسعى الوفد الفلسطيني برئاسة الرئيس عباس الى حث المشاركين على توفير المبالغ اللازمة لاعادة الاعمار، متسلحا بالتوافق بين حركتي حماس وفتح، على تسلم رجال امن الرئاسة السلطة على المعابر، وهو الشرط الاساسي الذي تضعه الدول المانحة قبل ان تلزم نفسها بهذه المبالغ الطائلة. وأعلنت حكومة التوافق الفلسطيني عقب الاجتماع الاول من نوعه الذي عقدته في غزة أول من أمس، ان امن السلطة سيتسلم المعابر غدا، اي قبل سويعات من انطلاق المؤتمر الذي سيستمر ليوم واحد فقط. وكانت وزارتا الخارجية المصرية والنرويجية، أعلنتا، في أغسطس الماضي، أن بلديهما وبدعم من الرئيس الفلسطيني، قررتا تنظيم مؤتمر في مصر يركز على إعادة إعمار قطاع غزة، وذلك في إطار الدعم المتواصل للقضية الفلسطينية. وأكدت الخارجية المصرية عن البيانات السياسية عن مؤتمر القاهرة الدولي أن "الهدف من المؤتمر الذي تستضيفه مصر بمشاركة النرويج وفلسطين هو تقديم الدعم للشعب الفلسطيني الذي تعرض لدمار كبير وخسائر فادحة على المستويين المادي والبشري". وأضاف البيان: إن تقديم أي دعم سياسي واقتصادي في المؤتمر بهدف تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار في غزة وتحقيق الاستقرار في الأرض الفلسطينية لا بد أن يراعى أهمية عودة الخدمات وإعادة الإعمار داخل القطاع بشكل سريع. وتابع: إن الدمار تسبب في تفاقم سوء الأوضاع المعيشية، ولذا فإنه من الضروري تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1860 وتفاهمات القاهرة لوقف إطلاق النار، ورفع القيود الإسرائيلية على دخول السلع والبضائع الى قطاع غزة. وذكر البيان أن المؤتمر سيهدف إلى تعزيز أسس وقف إطلاق النار وتحسين آفاق الحل السياسي للصراع عن طريق تعزيز قدرة الحكومة الفلسطينية في تحمل مسؤوليتها بشأن إعادة تأهيل قطاع غزة، وتعزيز آلية الأممالمتحدة القائمة لاستيراد وتصدير البضائع من وإلى قطاع غزة، بالإضافة إلى توفير الدعم المالي الخاص بإعادة إعمار القطاع. وأردف البيان: وستقدم الحكومة الفلسطينية خلال أعمال المؤتمر وبالتنسيق مع البنك الدولي عرضا يتناول احتياجات القطاع وإعادة الإعمار للخمس سنوات المقبلة، وفي هذا الصدد يتعين على الدول المشاركة إعلان قيمة تعهداتهم المالية خلال أعمال المؤتمر. الى ذلك كشف دبلوماسيون أميركيون أن وزير الخارجية جون كيري سيدعو خلال المؤتمر إلى استئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد أن توقفت منذ أبريل الماضي، وذلك في مؤتمر دولي بالقاهرة حول إعادة إعمار قطاع غزة المنكوب جراء العدوان الإسرائيلي الأخير. وأضاف هؤلاء المسؤولون في الخارجية الأميركية أن كيري سيجري على هامش اجتماع المانحين لغزة محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال دبلوماسي أميركي "سوف تسمعون وزير الخارجية في خطاب سيلقيه في القاهرة وهو يجدد التأكيد على التزام الولاياتالمتحدة بمساعدة الأطراف على التوصل إلى اتفاق من أجل حل الدولتين" دولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية. وأوضح أن كيري سيعرب عن رغبة أميركا في استئناف المفاوضات والمساهمة في تسهيل نجاحها. وأشار إلى أن كلمة كيري ستتطرق لضرورة تسوية المسائل المتعلقة بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني من أجل التوصل فعلا إلى حل دائم لمشكلة غزة.