حذر السوداني محمد عبد المنعم شطه رئيس اللجنة الفنية بالاتحاد الافريقي لكرة القدم من تأجيل كأس الامم التي ستقام في المغرب مطلع العام 2015م وتحويل أهم بطولات القارة السمراء إلى منافسة محلية لفترة طويلة بسبب تفشي وباء الإيبولا في دولها. وقال شطة إن البطولة العريقة التي لم تعرف تأجيلها منذ العام 1957م في حال ارجاءها فستتحول إلى بطولة للاعبين المحليين بسبب تعارضها مع الأجندة الدولية. وأبلغ شطة لاعب الأهلي المصري السابق رويترز في اتصال هاتفي الليلة الماضية "لو حدث (تأجيل البطولة) فستكون بطولة للمحليين وليست بطولة افريقيا المعروفة بقوتها ومكانتها المعروفة". وتابع "الأزمة كبيرة جدا بسبب وجود مشكلتين كبيرتين أمام الاتحاد الافريقي: الأولى هي سلامة الدولة المضيفة والثانية هي إقامة البطولة في موعدها." بدوره تحدث محمد اوزين وزير الرياضة المغربي الليلة الماضية لاحدى المحطات التلفزيونية :"ليس لدينا أي مانع في إسناد التنظيم لبلد آخر.. الأمر لا يتعلق بمسألة نقله من بلد لغيره وإنما بصحة الشعوب. هناك ضرورة ملحة لتفادي التجمعات الجماهيرية في القارة السمراء". وحمل الوزير الاتحاد الافريقي مسؤولية فشل البطولة لأن كثيرين لن يخاطروا بالتواجد في الحدث القاري مخافة الإصابة بهذة الامراض". وأضاف "بسبب انتشار الوباء أؤكد أن تنظيم الكأس الافريقية لن ينجح لأن مجموعة من اللاعبين وكماً هائلاً من الجماهير لن تخاطر بالتواجد في الحدث القاري مخافة الإصابة بالمرض." وتابع "تأجيل كأس الأمم الافريقية رهين برؤية المنظمة العالمية للصحة.. ليس لدينا أي مشكل في انتظار سنة أو سنتين.. لأننا لا يمكننا العبث بصحة شعوب القارة." ولا يزال مصير البطولة في نسختها ال 30 غير معلوم خاصة مع إصرار المغرب البلد المضيف على التأجيل تطبيقاً لتوصيات ونصائح وزارة الصحة. في المقابل رفض الاتحاد الافريقي طلب التأجيل وتغيير المواعيد.. مؤكداً التقاء الطرفان مطلع الشهر المقبل لحسم الأمر. ويفخر الاتحاد الافريقي بعدم تأجيل البطولة وانتظامها على الدوام منذ انطلاق نسختها الاولى التي اقيمت في السودان في العام 1957م . لكن وفاة أكثر من 4000 آلاف شخص بسبب الوباء القاتل وتوصية من وزارة الصحة المغربية دفعت سلطات كرة القدم في هذا البلد طلب التأجيل. ويأمل المغرب أن تتأجل البطولة لعدة اشهر لأنه يراها من وجهة نظره فترة كافية للقضاء على الوباء الذي بات خطراً على اجزاء كبيرة في القارة. وقال نور الدين البوشحاتي نائب رئيس مجلس الاتحاد المغربي لكرة القدم "نتمنى ألا تتجاوز مدة التأجيل ستة أشهر في حالة السيطرة على الوباء كما أن الطقس في الصيف بالمغرب سيكون مناسبا." وتابع "الأمر لم يحسم بعد حيث سنسعى لدراسته بعناية فائقة من أجل اتخاذ القرار المناسب". غير أن شطة لا يرى التأجيل ممكناً لأكثر من أسبوعين بسبب ارتباط الأمر بالأندية الاوروبية التي يشارك لاعبوها في البطولة. واضاف البوشحاتي "يمكن تأجيل البطولة لأسبوع واحد أو لأسبوعين وهذا يتطلب اتصالات على مستوى عال مع الاتحاد الدولي /الفيفا/ والأندية الاوروبية لسماح لاعبيها بالحضور بعد الأسبوعين لأنها في هذه الحالة ستقام خارج الأجندة الدولية في حال أجلت لأسبوع أو اثنين فيجب أن يكون هناك تفاهمات مع الأندية الاوروبية حتى تترك لاعبيها." وتعاني الأندية الاوروبية بالفعل من موعد البطولة في منتصف الموسم حيث تضطر للتخلي عن نجومها الأفارقة لأكثر من 3 أسابيع. وقتل الإيبولا أكثر من أربعة لاف شخص حتى الان في غينيا وليبيريا ونيجيريا وسيراليون لكن المغرب لم يعلن عن أي حالة. لكن في الوقت الذي طلب فيه المغرب تأجيل البطولة فإنه سمح لمنتخب غينيا باستضافة غانا في الدار البيضاء ضمن التصفيات الافريقية السبت الماضي بعد قرار الاتحاد الافريقي لكرة القدم بمنع إقامة مباريات في غينيا. يذكر ان فايروس إيبولا ينتقل عن طريق السوائل التي يفرزها الجسم البشري ويتسبب في ارتفاع درجات الحرارة ويمكن أن يؤدي لنزيف قاتل. وعاد العديد من العاملين الأجانب في مجال الصحة إلى بلادهم لتلقي العلاج بعد إصابتهم بالمرض في غرب افريقيا.