حقق الجيش الليبي بمسانده مسلحين موالين للواء المتقاعد خليفة حفتر السبت تقدما كبيرا في مدينة بنغازي الواقعة شرق ليبيا على مليشيا الجماعات المسلحة، في حين أوقعت هذه المعارك 36 قتيلا خلال الساعات ال24 الماضية. وأوضحت مصادر عسكرية أن "هذه القوات تتقدم بشكل كبير على المحور الجنوبي الشرقي للمدينة بعد سيطرتها بالكامل على منطقة بنينا حيث يقع مطار مدينة بنغازي". وأضافت المصادر نفسها أن هذه الوحدة التي تعد نخبة الجيش الليبي "وصلت الجمعة إلى معسكرها الرئيسي الواقع على طريق المطار في منطقة بوعطني، والذي كان سقط في أيدي المسلحين نهاية شهر يوليو الماضي بعد معارك دامية". وأوضحت أن "آمر القوات الخاصة العقيد ونيس بوخمادة يجري مع مجموعته عملية تمشيط واسعة للمنطقة والمعسكرات الأربعة الواقعة في نطاقها بعد السيطرة عليها". وقال محمد الحجازي المتحدث باسم عملية الكرامة التي أطلقها اللواء حفتر في 16 مايو ضد الجماعات المسلحة في تصريح الى تلفزيون الكرامة ، ان الجيش وقوات حفتر حققت تقدما كبيرا السبت على الجماعات المسلحة في بنغازي وباتت تسيطر "على أكثر من 90 في المئة" من مساحة هذه المدينة. من جهة أخرى قال المتحدث باسم رئاسة الأركان العامة للجيش العقيد احمد المسماري إن "المحور الشرقي لمدينة بنغازي بات مؤمنا بالكامل ويخضع للسيطرة الكاملة للجيش النظامي بأمرة قائد كتيبة حسن الجويفي العقيد فرج البرعصي". وأوضح العقيد المسماري أن "البرعصي يؤمن مع مجموعته وسط شرق بنغازي من منطقة حي السلام وحتى مدينة البيضاء (200 كلم شرق بنغازي) وأن الأمور تحت سيطرة الجيش والمواطنين المسلحين الموالين للجيش بالكامل". وأشار إلى أن "المحور الجنوبي للمدينة والمتمثل في منطقتي الهواري وسيدي فرج مؤمن هو الآخر بوحدات مشاة ومدفعية تحرز تقدما مستمرا". لكنه أفاد أن "المدخل الغربي للمدينة والمحور الجنوبي الغربي في مناطق القوارشة وقاريونس وقنفودة تتواجد فيه جيوب مقاومة من عناصر الجماعات المسلحة يخوضون قتالا عنيفا للدفاع عن مقر مليشيا 17 فبراير في منطقة قاريونس". وقال إن "هذين المحورين يتولى القتال فيهما اللواء 204 دبابات والكتيبة 21 التابعة للقوات الخاصة والصاعقة اللتان تحرزان تقدما واضحا وتتمركزان على مقربة من مقر مليشيا 17 فبراير وستسيطر عليه قريبا" على حد قوله. وأوضح أن "هذا المحور يشهد معارك كر وفر بسبب تواجد كبير للقناصة على اعالي المباني المجاورة لمقر المليشيا". وأشار إلى أن "الجيش يعد لعملية واسعة خلال ساعات لدخول منطقتي الصابري والليثي وسط المدينة حيث يتمركز عناصر الجماعات المسلحة الذين فروا من بيوتهم إلى تلك المناطق بعد عمليات دهم واسعة استهدفت بيوتهم إضافة إلى المسلحين من سكان تلك المناطق". ووفقا للمسماري فإن "الجيش يجري عمليات تمشيط واسعة في منطقتي السلماني وراس اعبيدة بعد السيطرة عليهما من قبل الجيش والموالين للواء حفتر". وشنت مقاتلات سلاح الجو الموالي لحفتر الجمعة والسبت عدة غارات جوية على مناطق الصابري والليثي والقوارشة غرب بنغازي حيث يتمركز عناصر مليشيا الجماعات المسلحة. وقال المسماري إن "مدينة بنغازي أصبحت بين فكي كماشة للجيش وليس أمام المسلحين المطلوبين سوى تسليم أنفسهم أو الموت إن حاولوا توجيه بنادقهم نحو الجيش". ومنذ صباح الخميس، تدور معارك عنيفة وحرب شوارع طاحنة في مناطق متفرقة وسط بنغازي وخصوصا في حي الصابري. ويخوض الجيش النظامي مع الموالين للواء حفتر منذ منتصف الشهر الماضي حرب شوارع طاحنة واشتباكات عنيفة في بنغازي مع المسلحين لاستعادة السيطرة على المدينة التي سقطت في أيديهم في يوليو الماضي. واوقعت المعارك خلال الساعات ال24 الماضية نحو 36 قتيلا بحسب مصادر طبية وعسكرية.ومنذ اندلاع المعارك في بنغازي في منتصف أكتوبر الماضي قتل نحو 254 شخصا. من جانب آخر قال مسؤول بمطار معيتيقة الدولي بمدينة طرابلس الليبية أمس السبت إن السلطات رفضت دخول نحو 600 مصري الى ليبيا فور وصولهم الى المطار بسبب عدم صلاحية تأشيرات الدخول. ويخضع مطار معيتيقة -مثله مثل بقية مطارات طرابلس- لسيطرة جماعة مسلحة كانت قد استولت على العاصمة الليبية في اغسطس الماضي. واقام قادة الجماعات المسلحة برلمانا وحكومة خاصة بهم ما اضطر رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني المعترف به دوليا الى الانتقال الى الشرق. وكانت ليبيا قد رفضت من قبل دخول عمال مصريين بسبب انتهاء صلاحية التأشيرات أو لانها مزورة إلا ان بعض مواقع وسائل التواصل الاجتماعي الليبية ربطت هذا القرار بتأييد مصر لحكومة الثني. وكانت عملية فجر ليبيا -وهي الجماعة المسلحة التي تسيطر على طرابلس- قد اتهمت مصر بتوجيه عدة ضربات جوية على أهداف في طرابلسوبنغازيالمدينة الرئيسية بشرق ليبيا. وتنفي مصر ذلك إلا ان مسؤولين مصريين قالوا إن القاهرة تؤيد قيام الجيش الليبي الناشيء بمحاربة الفصائل المسلحة. وشددت مصر من اللوائح الخاصة بحصول الرجال الليبين على تأشيرة دخول مصر ومنعت طائرات الركاب الليبية من استخدام مطار القاهرة الدولي لدواع امنية مما اضطرها الى استخدام مطار أصغر في الاسكندرية. وألغت شركة مصر للطيران الحكومية رحلاتها الجوية الى ليبيا. وينتاب مصر القلق من ان تنتشر بها جماعات مسلحة موجودة بليبيا التي تعمها الفوضى بعد الاطاحة بمعمر القذافي قبل ثلاث سنوات. ومثلها مثل دول اخرى لم تعترف مصر بالحكومة الليبية الموازية في طرابلس. وقال مدير مطار الأبرق الدولي أبو بكر العبيدي في شرق ليبيا إنه أعيد فتح المطار بعد اغلاقه يومين بسبب دواع امنية. وأطلق مسلحون صواريخ جراد عدة مرات على مطار الابرق الواقع الى الشرق من بنغازي. ومطار بنغازي مغلق منذ مايو الماضي عندما اعلن لواء سابق الحرب على الجماعات المسلحة.
