تحتفل منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) يوم غد الإثنين، باليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية 2014م تحت شعار "جودة تعليم العلوم: ضمان مستقبل مستدام للجميع". وقد حددت (اليونسكو) اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية والذي يحتفى به سنوياً في جميع أنحاء العالم، يوم 10 نوفمبر عام 2001م.. ويُعد مناسبة للتذكير بالمهام المنوطة بالمنظمة والتزامها في مجال العلوم. ويهدف اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية إلى التجديد الوطني، فضلا عن الالتزام الدولي للعلوم من أجل السلام والتنمية، والتأكيد على الاستخدام المسئول للعلم لصالح المجتمع، كما يهدف أيضاً إلى رفع مستوى الوعي العام بأهمية العلم وسد الفجوة بين العلم والمجتمعات. وفي رسالتها بهذه المناسبة قالت المديرة العامة لمنظمة (اليونسكو): "في هذا العصر الجديد ذي الموارد المحدودة يتعين علينا الآن وأكثر من أي وقت مضى، أن نرعى طلقة الشابات والشبان وقدراتهم الإبتكارية غير المحدودة لمواجهة التحديات الجديدة المعقدة". وأشارت إلى أن توفير تعليم جيد للعلوم يمثل عاملاً حيوياً في هذا الصدد من أجل إرساء الأسس اللازمة لبناء مستقبل أكثر استدامة للجميع. وأضافت بوكوفا "نحن الآن بحاجة إلى العمل المنسق لوضع حد للانخفاض الذي يشهده إلتحاق الشباب بدراسة العلوم، بدءاً من باكورة العمر.. وإدراج التعليم في المناهج الدراسية ليس كافياً لوحده، إذ علينا أن نهيئ البيئة الداعمة له من خلال رسم سياسات تعليمية تضمن المساواة في انتفاع الفتيات والفتيان بالتعليم، ومن خلال الاستثمار في المختبرات والموارد التي يمكنهم أن يؤدوا دوراً رائداً فيها". وذكرت بوكوفا أنه توخياً لبلوغ تلك الغايات، تعمل اليونسكو الآن على إدراج العلم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في السياسات الإنمائية والتعليمية الوطنية في بلدان مثل تنزانيا وكينيا ونيجيريا وجزر سيشيل. وأشارت إلى أن نشاط اليونسكو يركز تركيزاً خاصاً على الفتيات والنساء من خلال برنامج لوريال – اليونسكو للنساء في مجال العلوم، لحفز الفتيات والنساء على ممارسة المهن التعليمية ودعمهن في هذا المجال، وكذلك من خلال الشراكة العالمية من أجل تعليم الفتيات التي أقامتها اليونسكو. ويذكر أن منظمة (اليونسكو) تواصل عملها في مجال العلوم الطبيعية من أجل تحقيق التنمية المستدامة، للقضاء على الفقر ولاسيما الفقر المدقع، والذي يأتي معتمدا على أولويتين.. الأولى: تدعو إلى تعزيز النظم الوطنية والإقليمية للبحث والتطوير، وبناء القدرات، واستخدام التكنولوجيات والشبكات العالمية، وتشجيع تطوير وتنفيذ السياسات في مجال العلوم والتكنولوجيا والتجديد. والأولوية الثانية: تدعو إلى تعزيز البحوث وبناء القدرات التقنية من أجل الإدارة السليمة للموارد الطبيعية والاستعداد لمواجهة الكوارث والتخفيف من آثارها. ويهدف عمل المنظمة إلى تحسين نوعية الأمن الإنساني من خلال تامين إدارة رشيدة للبيئة، ودمج الأبعاد البيئية في خطط التنمية الوطنية، وتعزيز دور الجمعيات والمنظمات الأهلية، ولاسيما تلك المعنية بقضايا المرأة، للنهوض بمسيرة التنمية المستدامة. وتساهم منظمة (اليونسكو) في تعزيز قدرات البلدان النامية، ولاسيما في مجال العلوم الأساسية وعلوم الحياة والهندسة والتكنولوجيا. وتشير تقارير إعلامية إلى أن (اليونسكو) تستخدم رزما وأدوات عملية ابتكارية مثل (مشروع التجارب المخبرية المصغّرة في العلوم، ومعرض الرياضيات)، فضلا عن المنهجية الفعّالة لبرامج تعليم العلوم، وذلك لإثارة فضول المتعلّمين وتعزيز طموحهم ورغبتهم في الحصول على المعرفة وتعزيزها. وتسعى المنظمة أيضاً إلى جذب أكثر الشباب الموهوبين نحو المواد والمهن العلمية من خلال تعريفهم بالعلوم التجريبية، الأمر الذي يفضي، في سن مبكرة، إلى توليد بيئة قدرات علمية، وعادات تعاونية، وبيئة تنافسية صحية. والرزم العلمية المحمولة (المختبرات المصغّرة الحقيقية) تسهم أيضا في التخفيف من حدّة النقص في المختبرات والمرافق في المناطق النامية، وبخاصة في أفريقيا، وتُستخدم بوصفها أدوات تجريبية لتحسين المناهج من خلال التجارب العملية.. ويشجّع تعليم العلوم الأساسية على الابتكار الذي هو ضروري للتنمية المستدامة. وقالت (اليونسكو) على موقعها الإلكتروني إنها توفر فرصاً مثيرة للجمهور والمدارس لاكتشاف واختبار جوانب عديدة من العلوم، بما في ذلك تطبيقاتها في الحياة اليومية، وأهميتها في ما يتصل بالمشكلات المجتمعية والبيئية. وأشارت إلى أنها تحتفي أيضاً بإنجازات النساء والفتيات في مجال العلوم وتعميمها، مثل البروفسورة مريم ميرزخاني، التي كانت أول امرأة تحصل على ميداليات ذهبية مرموقة في مجال الرياضيات هذا العام. وقد شكلت السنة الدولية لعلم البلورات 2014م فرصة مذهلة لعرض إنجازات النساء العالمات في مجال البلورات مثل دوروتي هودجكين، التي قامت بتحديد هياكل جزئيات حيوية عدّة (مثل الأنسولين والبنسلين، وفيتامين بي 12، الخ)، وروزاليند فرانكلين، التي أسهمت في اكتشاف التركيبة البلورية للحمض النووي، وتُبذَل جهود لجعل العلوم شاملة للفتيات في جميع أنحاء العالم، وبخاصّة في أفريقيا. ومنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) تأسست عام 1945 بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.. وأُريد لها أن تعمل على بناء ثقافة سلام حقيقية، وأن تحقق التضامن الفكري والمعنوي بين بني البشر. تتألف (اليونسكو) اليوم من 193 دولة عضوا، ومقرها في باريس، في مبنى حديث افتتح عام 1958م، ولها أيضاً أكثر من 50 مكتباً ميدانياً في جميع أنحاء العالم، وأنشأت عام 1953 شبكة المدارس المنتسبة لتكون رائدة للنهج الجديد في إعداد الأطفال والشباب للعيش في مجتمع يتسم بطابع عالمي ولتعزيز التربية من أجل التفاهم الدولي.