تبدأ الدول الست الكبرى اليوم الثلاثاء الجولة الأخيرة من المفاوضات مع إيران في فيينا في محاولة للتوصل إلى صفقة بشأن برنامجها النووي قبل الموعد النهائي المحدد في 24 من الشهر الجاري. ومن المقرر ان يلتقي ظهر اليوم وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ومنسقة مجموعة "5+1" للمفاوضات النووية كاثرين اشتون في اطار غداء عمل بمكتب ممثلية ايران الدائمة في المنظمات الدولية في فيينا بغية اجراء التنسيق التمهيدي اللازم لاجراء المفاوضات. وقال مسؤول أميركي إن الولاياتالمتحدة وشركاءها يسعون للحصول من إيران على مجموعة تفاهمات تضمن للمجتمع الدولي ألا تسعى حكومة طهران إلى تطوير سلاح نووي في الوقت الحاضر ولا في المستقبل. واضاف إن ايران والدول الست لم تبحث حتى الآن تمديد المفاوضات بشأن التوصل الى اتفاق نووي رغم بقاء اقل من اسبوع على الموعد النهائي الذي حدده الجانبان. وقال المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه، ان المحادثات ادت الى تحقيق بعض التقدم، لكنه اكد ان هناك فجوات لاتزال موجودة بين الجانبين ينبغي سدها. ونفى المسؤول الاميركي التقارير الاعلامية عن ان الولاياتالمتحدة أعطت ايران اقتراحا من ثماني صفحات في محادثات عمان. وتظل خلافات جوهرية قائمة بين الجانبين بشأن المدى المستقبلي لعمل إيران في تخصيب اليورانيوم وتوقيت رفع العقوبات عنها. ويعد مستوى تخصيب اليورانيوم واحدة من النقاط الخلافية الرئيسية، التي ستتناولها هذه المفاوضات بين إيران والدول الكبرى. وتقول تقارير اعلامية إنه قد يتطلب الأمر المزيد من الوقت للتفاوض. على الصعيد ذاته عاد وزير الخارجية جون كيري الاثنين امس إلى أوروبا لإجراء المشاورات الأخيرة حول المفاوضات الجارية بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى حول برنامج طهران النووي المثير للجدل. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن كيري الذي عاد للتو الجمعة من رحلة إلى آسيا والشرق الاوسط، سيتوجه ظهرا إلى لندن قبل أن يزور فيينا في وقت لاحق خلال الأسبوع. وقال كيري قبل مغادرته "ندخل بالتأكيد مرحلة جوهرية في المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني وسأزور فيينا في الوقت المناسب". وتجري الأيام الأولى من هذه الجولة الأخيرة من المحادثات في فيينا على مستوى المدراء السياسيين لوزارات الخارجية قبل أن ينضم إليهم وزراء خارجية دول "5+1" وإيران. كانت سلطنة عُمان استضافت الاسبوع الماضي مفاوضات ثنائية مباشرة بين وزيري الخارجية الإيراني والأمريكي بحضور مفوضة الشؤون الخارجية الأوروبية في سياق محاولات التوصل لاتفاق يهدف إلى الحد من برنامج إيران النووي. وأستبق الرئيس الأمريكي باراك أوباما المحادثات الثنائية بالتعبير عن تشاؤمه خلال مقابلة تلفزيونية بثت الأحد الماضي قال فيها إن الفجوات في المواقف قد تكون كبيرة بصورة يصعب معها التوصل لاتفاق، لكنه أشار إلى أن هناك شعورا لدى الجانبين بأن الوقت الحالي هو الأفضل للتوصل لاتفاق قبل أن يسيطر الحزب الجمهوري على مجلس الشيوخ في العام الجديد. ويشكك الجمهوريون في المفاوضات النووية التي يجريها أوباما مع إيران، ويقولون إنهم يعتزمون تقويض هذه الجهود. وتسعى القوى الكبرى إلى إقناع طهران بتخفيض مستوى تخصيب اليورانيوم، إلى ما دون المستوى المطلوب لتصنيع سلاح نووي وعرضت تلك الدول رفع العقوبات عن إيران مقابل ذلك. ومن المعتقد أن إيران ترغب في الحصول على مساعدة في برنامجها النووي المدني، مقابل خضوع منشآتها لمزيد من التفتيش. وكان وزراء خارجية ايران ومجموعة "5+1" بمعية كاثرين اشتون المسؤولة السابقة للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي ومنسقة هذه المجموعة للمفاوضات النووية حاليا، قد توصلوا في 24 نوفمبر العام الماضي في جنيف الى اتفاق تحت عنوان "خطة العمل المشترك" حول البرنامج النووي الايراني. ودخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ في 20 يناير العام الجاري ومن ثم بدات في فبراير المفاوضات النووية للوصول الى الاتفاق الشامل حيث عقدت 7 جولات منها لغاية الان في العاصمة النمساوية فيينا وواحدة في نيويورك واخرى في العاصمة العمانيةمسقط اخيرا خلال الاسبوع الماضي. وفي الجولة الخامسة كانت قد بدات عملية كتابة نص مسودة الاتفاق النووي الشامل وحتى قيل انه تم انجاز ما بين 60 الى 65 بالمائة منه الا ان وزير الخارجية الايراني اعلن بان العبارات الموجودة داخل اقواس (نقاط الخلاف) مازالت كثيرة والخلافات الاساسية مازالت قائمة. واجتمعت ايران ومجموعة "5+1" في الجولة السادسة حيث اجريت مشاورات ومفاوضات ثنائية ومتعددة الاطراف استمرت نحو اسبوعين للوصول الى الاتفاق الشامل لغاية 20 يوليو (نهاية مهلة الاشهر الستة) ولكن الخلافات القائمة حالت دون التوصل الى الاتفاق وتقرر تمهيد مهلة المفاوضات اربعة اشهر اخرى تنتهي في 24 نوفمبر الجاري. وتقرر ان يواصل الطرفان المفاوضات لغاية الموعد المحدد الا ان وسائل اعلام وبعض المسؤولين خاصة الروس اعلنوا عن احتمال تمديد المفاوضات عدة اشهر اخرى للوصول الى الاتفاق النووي الشامل والبعض الاخر يتحدث عن امكانية الوصول الى اتفاق.