أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري مجددا اليوم الاثنين في فيينا محادثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف وكاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي بشأن البرنامج النووي الايراني قبل مهلة 20 يوليو الجاري الخاصة بالتوصل لاتفاق. وقال كيري في تصريحات صحفية بعد الاجتماع الذي استمر ساعتين مع ظريف وآشتون إننا"نعكف على مواصلة العمل. نعمل بجد. الكثير من المناقشات الجادة. كان اجتماعا طيبا." ويحاول كيري وظريف تضييق هوة الخلافات في مواقف التفاوض بشأن اتفاق ينهي نزاعا استمر عقدا بخصوص الأنشطة النووية التي تقول طهران إنها سلمية. ويخشى الغرب ان يكون الهدف منها تطوير القدرة على انتاج أسلحة نووية وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الامريكية إن كيري وآشتون -التي تتولى تنسيق المباحثات بين ايران نيابة عن القوى العالمية الست ومنها الولاياتالمتحدة - وظريف عقدوا "اجتماعا مطولا وبناء" إلا ان الأمر يتطلب المزيد من الجهد. وتريد القوى الست ان تخفض طهران بدرجة كبيرة برامج التخصيب النووي للاطمئنان الى انه لن يكون بمقدورها انتاج قنابل نووية. وتريد ايران أن ترفع على وجه السرعة العقوبات التي أضرت بشدة باقتصادها الذي يعتمد على النفط. ومع استمرار وجود فجوات كبيرة بشأن مسائل جوهرية منها قدرات ايران على التخصيب قال دبلوماسيون وخبراء إن من غير المرجح التوصل لاتفاق بحلول 20 يوليو الجاري وإن الأمر يستلزم تمديد أجل المفاوضات. بيد أن مايكل مان المتحدث باسم آشتون أعلن أن الجانبين يواصلان محاولة التوصل لاتفاق بحلول الموعد المستهدف. وقال مان في تصريحات صحفية "نحن مصممون على المحاولة والتوصل لاتفاق بحلول 20 يوليو. لاتزال توجد فجوات كبيرة ونحن نسعى لتضييقها.. لا يزال أمامنا بعض الوقت". وكان كيري وظريف قد عقدا اجتماعا استمر ساعتين الأحد على هامش اجتماع بين إيران والمجموعة الدولية. وأكد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده لا تسعى إلى امتلاك السلاح النووي ولا ترى في ذلك أي نفع. وأضاف في تصريح لشبكة (إن. بي. سي) الأمريكية "إيران لا تبحث عن الأسلحة النووية، فنحن لا نرى أي مصلحة في ذلك". وعبر عن اعتقاده بأن امتلاك السلاح النووي، لا يعطي للدولة التي تملكه أي نفوذ أو قوة، مضيفا في تصريحاته "في الواقع أعتقد أن الأسلحة النووية تقلل من نفوذ الدول في منطقتنا، فامتلاكها لا يساعد أي طرف". وكان وزراء الدول الكبرى الذين حضروا إلى فيينا أمس الأحد لتقييم المفاوضات مع إيران، قد أعلنوا أن التوصل إلى اتفاق نهائي حول البرنامج النووي لطهران لا يزال بعيد المنال قبل أسبوع من انتهاء مهلة ال20 من يوليو الجاري. وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ إن المحادثات ستستمر "وسنترك مسؤولينا هناك للاستمرار في المحادثات خلال الأيام المقبلة، إذ من المهم جدا حل هذه القضايا". وكانت إيران والقوى العالمية الست (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، إضافة إلى ألمانيا) قد توصلوا في نوفبر الماضي إلى اتفاق تمهيدي جمدت بموجبه طهران تخصيبها لليورانيوم مقابل رفع جزئي للعقوبات. وتتفاوض إيران والقوى العالمية الست حول برنامج طهران النووي منذ عام 2006. واستأنفت إيران والقوى الست المحادثات في فيينا في الثاني من يوليو الجاري وواصل مفاوضو الجانبين اجتماعاتهم في العاصمة النمساوية اليوم الاثنين لكن لم تظهر بوادر على الفور على تحقيق تقدم كبير. واشتكى مسؤولون غربيون وإيرانيون علنا من أن وجهات نظر الطرفين لاتزال متباعدة فيما يتصل بمختلف القضايا الرئيسية بالمحادثات. ويريد المفاوضون الأمريكيون والأوروبيون أن تقتصر اجهزة الطرد المركزي الإيرانية على بضعة آلاف لحرمانها من القدرة على تخزين ما يكفي لإنتاج وقود لقنبلة نووية بسرعة اذا قررت هذا ذات يوم. وقال مسؤولون إيرانيون وغربيون قريبون من المحادثات في وقت سابق من الشهر الحالي إن ايران قللت مطالبها بشأن أجهزة الطرد المركزي .