أعلنت الهيئة العليا للانتخابات في تونس،أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي أجريت الأحد تجاوزت ال 64 في المئة داخل البلاد ،في حين بلغت نحو 30 في المئة في الخارج، بينما يبدو أن المرشحان المتنافسان الرئيس المنصف المرزوقي والباجي قائد السبسي زعيم حزب نداء تونس يتجهان نحو جولة ثانية للحسم. وتشير استطلاعات الرأي للناخبين عقب خروجهم من مراكز الاقتراع إلى تقدم السبسي رئيس الوزراء السابق ، بفارق كبير على أقرب منافسيه الرئيس المرزوقي. وتفيد نتائج أولية للفرز بحصول السبسي على 42.7 في المئة فيما يأتي المرزوقي في المركز الثاني بنسبة 32.6 في المئة. وكشفت النتائج الجزئية في كل من ولايات الجنوب التونسيتطاوين، وقبلي، وتوزر وقفصة عن تقدم كاسح للمرزوقي على السبسي ما يعني أن الجنوب التونسي خذله للمرة الثانية على التوالي، إذ كان حزب السبسي "نداء تونس" فشل قبل نحو شهر في استقطاب أصوات أبناء الجنوب في الانتخابات التشريعية. وبالمقابل تشير النتائج الأولية في بعض ولايات الشمال إلى أن المرزوقي حل ثانيا خلف السبسي في كل من المهدية، ومنوبة، والمنستير، ونابل 1، ونابل 2 وباجة. وأعلنت الحملة الانتخابية للسبسي (87 عاما)، أن مرشحها تصدر نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد في تونس ولكن من دون أن يتمكن من الحصول على الأكثرية المطلقة من الأصوات.في حين أكدت حملة المرزوقي من جهتها ، أن الفارق بين مرشحها السبسي ضئيل جدا. ومن المتوقع أن يتم اللجوء إلى جولة ثانية يقتصر التنافس فيها على المتنافسين الحاصلين على المركز الأول والثاني، في حال استحالة حسم السباق الرئاسي في الجولة الأولي، إذ يحتاج الفائز إلى أغلبية 50 في المئة زائد واحد. وفي هذا الإطار، دعا المرزوقي منافسه السبسي إلى مناظرة تلفزيونية ومواجهته مباشرة أمام الشعب التونسي، في حال تم اللجوء إلى الجولة الثانية. وقال المرزوقي في كلمة أمام أنصاره من شرفة المقر المركزي لحملته الانتخابية بمدينة أريانة، إنه ينتظر من منافسه عدم التهرب من هذا التحدي. وتوجه إلى أنصاره برسالة حثهم فيها على إثبات مواقفهم في الدور الثاني للانتخابات من أجل الانتصار على ما أسماه بآلة التزوير والتزييف. وكانت مراكز الاقتراع أغلقت بنسبة تصويت 64.6 بالمائة وفق ما أعلنه رئيس هيئة الانتخابات شفيق صرصار. وقال صرصار إن "نسبة المشاركة في الانتخابات قد تطورت بشكل تصاعدي مع قرب إغلاق مراكز الاقتراع واحتلت الدائرة الانتخابية تونس 1 أعلى نسبة مشاركة ب 61.6 بالمائة في حين حظيت دائرة قفصة بأقل نسبة مشاركة ما يقارب 42 بالمائة". ومن المقرر أن تعلن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية في غضون ثلاثة أيام قبل فتح أبواب الطعون. يذكر أن 27 ألف مراقب و65 ألف ممثل عن المرشحين للانتخابات الرئاسية تم اعتمادهم من قبل هيئة الانتخابات لمراقبة سير عملية الاقتراع إضافة إلى وجود نحو ألف صحفي يتابعون العملية الانتخابية. وبلغت التعزيزات العسكرية والأمنية حوالي 100 ألف رجل أمن منتشرين على نطاق واسع في كامل أنحاء الجمهورية لتفادي أحداث محتملة تعكر سير العملية الانتخابية . وتم فتح 56 مكتب اقتراع في ساعة متأخرة تحسبا لأي طارئ أمني في كل من ولايات القصرين والكاف وجندوبة وهي مناطق محاذية للحدود الجزائرية . وجاءت الانتخابات الرئاسية التي أجريت في تونس الأحد في أعقاب انتخابات عامة جرت في أكتوبر الماضي وفاز فيها حزب نداء تونس بأكثرية مقاعد البرلمان متغلبا على حزب النهضة الإسلامي الذي فاز في انتخابات عام 2011.