مددت المجموعة الدولية وإيران مفاوضاتها حول برنامج طهران النووي إلى يونيو 2015، بعد أن أخفق ممثلو الدول الذين عقدوا اجتماعات في فيينا خلال الأيام الماضية في تقليص هوة الخلافات والتوصل إلى اتفاق قبل موعد المهلة النهائية التي تنتهي الاثنين. وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في تصريحات أدلى في فيينا، حيث شارك في اجتماعات دول مجموعة الست مع إيران، إنه "من غير الممكن التوصل إلى اتفاق ضمن المهلة"، مشيرا إلى أن المجتمعين اتفقوا على تمديد المهلة إلى 30 يونيو 2015. وأوضح هاموند أن المفاوضات بين الجمهورية الإسلامية المجموعة الدولية (الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، ستتواصل بموجب بنود الاتفاق الأولي الذي أبرم في جنيف في نوفمبر 2013. وأشار الوزير البريطاني، إلى أن اتفاق التمديد شمل تسليم طهران 700 مليون دولار من اصولها المجمدة شهريا، حتى التوصل إلى اتفاق نهائي حول البرنامج النووي. من جانبه قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن إيران وسداسية الوسطاء الدوليين ستجهدان للتوصل إلى اتفاق شامل حول برنامج طهران النووي قبل انقضاء الموعد النهائي في يونيو المقبل. وفي مؤتمر صحفي عقده في فيينا بعد اختتام المفاوضات بين إيران والسداسية على مستوى وزراء قال ظريف: "نريد إتمام المفاوضات في أسرع وقت ممكن، وليس من مصلحة أحد المماطلة في المفاوضات. قد يستغرق إعداد المسودة وبحث التفاصيل الفنية وقتا ما، لكن اتخاذ القرار السياسي لا يتطلب وقتا إضافيا". واضاف إن الوفد الإيراني أظهر أكبر قدر ممكن من المرونة، مضيفا أن مثل هذه المرونة مطلوبة من قبل السداسية أيضا .. مؤكدا ان ضعف الثقة المتبادلة يبقى أبرز العراقيل أمام نجاح المفاوضات. بالمقابل قالت مسؤولة ملف الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون "كنا نفضل التوصل الى توقيع اتفاق نهائي حول البرنامج النووي الايراني هنا في فينيا، إلا أننا ما زلنا مقتنعين واستناداً على التقدم الذي أحرزناه، وكذلك على الافكار الجديدة التي ما زلنا ندرسها، بأن هناك إمكانية للتوصل الى حل شامل". بدوره، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إنه سيتم التوصل الى اتفاق حول النووي مع القوى العظمى رغم انتهاء المهلة المحددة في فيينا وتمديد المفاوضات سبعة أشهر. وأضاف في مقتطفات بثها التلفزيون الرسمي من كلمة سيلقيها في وقت لاحق أن "هذه الطريقة في المفاوضات ستؤدي إلى اتفاق نهائي. وقد تم ردم معظم الفجوات"، في إشارة إلى الخلافات التي تمنع تحويل اتفاق انتقالي إلى تسوية شاملة. وفي تعليقه على تأجيل المفاوضات اشاد وزير الخارجية الامريكي جون كيري ب"الجهود الجدية" التي بذلتها جميع الاطراف المشاركة في مفاوضات فيينا بما فيها ايران من اجل التوصل الى حل للخلاف القائم بشان الملف النووي الايراني. واعرب كيري في مؤتمر صحفي في ختام الجولة العاشرة للمفاوضات النووية عن شعوره بالرضا للاجواء الايجابية التي سادت الجولة الاخيرة مؤكدا "تحقيق تقدم حقيقي وحاسم". وبرر سبب تمديد مهلة الاتفاق الى يونيو المقبل ببروز جملة من التصورات والافكار الجديدة رغم اقراره بوجود خلافات كبيرة. وبعد ان اشار الى ان تمديد المفاوضات لا يعني ان المجموعة ستستمر في التفاوض الى ما لا نهاية ابدى ارتياحه لما قدمه الوفد الايراني بقيادة وزير الخارجية محمد جواد ظريف من استعداد للتوصل الى حل شامل مشيرا الى ان الجميع يتفهم مدى التعقيدات التقنية المتصلة ببرنامج ايران النووي. واستعرض كيري في حديثه ما ورد في تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشان ايران وما تحقق في جولات المفاوضات العشر من تقدم ملموس مشيرا الى ان الوضع قبل عام من بدء جولات المفاوضات وما تحقق فيما بعد يؤكد بشكل قوي مدى النجاح في كسر الجمود الحاصل بين الجانبين. وذكر كيري ان الرئيس الامريكي باراك اوباما اكد مرارا تمسكه بحل هذا الملف بالوسائل الدبلوماسية ومن خلال الحوار المتبادل بين الطرفين. وحول العقوبات الدولية على ايران قال كيري انه سيتم رفعها بشكل جزئي مشيرا الى الاتفاق على ان يتم بموجب ذلك تسليم ايران شهريا مبلغ 700 مليون دولار على مدى سبعة اشهر والتي تم بموجبها تمديد اتفاق جنيف المرحلي ولغاية موعد الجولة الحادية عشرة من المفاوضات النووية. واكد ان الايام القليلة الماضية شهدت تحقيق تقدم ملموس وان الجانبين اتفقا على التمديد لمدة سبعة اشهر على ان يقوم خبراء مجموعة (5+1) بلقاء نظرائهم الايرانيين في شهر ديسمبر المقبل. وقال كيري "هدفنا ليس البحث عن حل سياسي بقدر ما نبحث على حل للمسائل التقنية المعقدة والتي تبقى السبب الرئيسي وراء عدم التوصل الى اتفاق في فيينا". واقر بان المسألة لا تزال معقدة تقنيا وتحتاج الى مزيد من الوقت لافتا الى ان الولاياتالمتحدة وحلفاءها لا يبحثون عن اي اتفاق باي ثمن بقدر ما تسعى الى التوصل الى اتفاق جيد وشامل ينهي الخلاف القائم بشان الملف النووي الايراني مذكرا بما صرح به الرئيس اوباما في هذا الخصوص. وقال انه ونتيجة لهذه الاسباب مجتمعة "اتفقنا على تمديد الاجل الى يوليو المقبل مع التخفيف نسبيا من العقوبات المفروضة على ايران". وفي نفس السياق قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "لقد حصل تقدم جوهري في المفاوضات مع ايران الا انه لم يكن من الممكن التوصل الى اتفاق نهائي بحلول الاجل المحدد ونامل في التوصل الى اتفاق يعتمد على مبادئ اساسية خلال ثلاثة او اربعة اشهر". وخفضت إيران مخزونها من اليورانيوم قليل التخصيب كما اتخذت اجراءات اخرى في خطوة تشير إلى عزمها الالتزام بشروط الدول الكبرى في سبيل تقريب وجهات النظر، بحسب التقرير الشهري للوكالة الدولية بشأن تعاون ايران في تنفيذ شروط الاتفاق المبدئي مع القوى الغربية. ويلزم اتفاق جنيف المرحلي الموقع في نوفمبر 2013 الاطراف المعنية بتعهدات متبادلة تقضي بتجميد قسم من أنشطة إيران النووية مقابل رفع جزئي للعقوبات الدولية بشكل يوفر إطارا ملائما للمفاوضات. ودخل الاتفاق حيز التطبيق في بداية الأمر لفترة ستة اشهر بدأت في يناير 2014 ثم مددت لأربعة اشهر في يوليو الماضي بهدف إتاحة مزيد من الوقت أمام إيران والدول الكبرى للتوصل الى اتفاق شامل بحلول يوم امس .