يعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يزور تركيا حاليا مباحثات مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان تتناول تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات شتى، وعلى وجه الخصوص مجال الطاقة، وذلك رغم خلافاتهما حول اوكرانياوسوريا. وأفادت مصادر دبلوماسية تتابع ملف العلاقات الروسية التركية بأن مباحثات بوتين مع القادة الأتراك وبصفة خاصة إردوغان ستتناول قضايا التجارة والطاقة،مشيرة في الوقت نفسه إلى أنه من الصعوبة بمكان بالمقابل "تجاوز الخلافات العميقة بشأن سوريا وشبه جزيرة القرم". ووصل الرئيس الروسي في وقت لاحق اليوم الاثنين إلى العاصمة التركية أنقرة في زيارة دولة يجري خلالها مباحثات مع نظيره التركي. وكان يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي ذكر في وقت سابق أن الملف السوري سيتصدر مباحثات الرئيسين بوتين وأردوغان في أنقرة. وأوضح أوشاكوف الجمعة للصحفيين أن الجانبين سيتبادلان الرأي حول الوضع في سوريا، مع الأخذ بعين الاعتبار نتائج لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره السوري وليد المعلم. بالإضافة إلى ذلك سيناقش الرئيسان مسائل التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما في ذلك المجال العسكري التقني، ومجالات الاقتصاد وخاصة قطاعي الطاقة والسياحة. وعشية زيارته لتركيا قال الرئيس بوتين في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء التركية "أناضول" إن العلاقات بين البلدين تتطور بشكل بناء بفضل الجهود المشتركة التي تم بذلها في السنوات الأخيرة. ومن المنتظر أن يناقش بوتين خلال الزيارة القضايا الرئيسية للتعاون الروسي التركي مع أردوغان، بما في ذلك تنفيذ مشاريع استراتيجية مشتركة في قطاع الطاقة. وأكد الرئيس الروسي أن تركيا كانت ولا تزال شريكا تجاريا مهما لروسيا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2013 نحو 32.7 مليار دولار أمريكي، كما تجاوز إجمالي الاستثمارات الروسية المتراكمة في تركيا 1.7 مليار دولار، وحجم الاستثمارات التركية في روسيا تقترب من مليار دولار. كما أشار الرئيس الروسي إلى أن هناك نحو 100 شركة بناء تركية تعمل في روسيا عدد منها شارك في تشييد البنية التحتية لدورة الألعاب الأولمبية في سوتشي، ومن المنتظر أن تشارك في بناء مرافق للأحداث الرياضية الدولية الكبرى التي ستعقد في روسيا في السنوات المقبلة. ومن جانب آخر أعرب الرئيس بوتين عن تقدير بلاده لاستقلالية تركيا التي لم ترضخ للضغوط ولم تؤيد العقوبات ضد روسيا. وقال بوتين: "نقدر عاليا استقلالية قرارات تركيا، بما في ذلك فيما يتعلق بقضايا التعاون الاقتصادي مع روسيا". وأضاف أن "الشركاء الأتراك لم يضحوا بمصالحهم إرضاء للأطماع السياسية للغير"، مشيرا إلى أن هذا المنظور "مدروس وبعيد النظر حقا". وتابع قائلا إن "موقف حكومتكم (أي الحكومة التركية) يفتح آفاقا جديدة لزيادة حجم التبادل التجاري وبصفة خاصة سد الفجوة من قبل المزارعين الأتراك في سوق الأغذية الروسية على نطاق واسع". وقال الرئيس الروسي: "ننظر إيجابيا إلى نواياهم بزيادة صادراتهم إلى روسيا من منتجات اللحوم والألبان والأسماك، والخضروات والفواكه". وأضاف: "نأمل في أن نتمكن سوية من تنمية حجم التبادل التجاري وتحقيق نقلة نوعية في التعاون الاستثماري بما يخدم مصالح الشعبين الروسي والتركي". وأشار إلى أن مباحثاته مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان تطرقت بالفعل إلى آفاق زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 100 مليار دولار. وأشار بوتين خلال إلى أن تركيا وعلى مدى العقود الماضية، كانت تعد واحدة من أكثر البلدان التي يزورها السياح الروس، ففي عام 2013 بلغ عدد السياح الروس الذين زاروا تركيا نحو 4.3 مليون سائح روسي. وفي مجال الطاقة أكد بوتين أن الطاقة في العقود الأخيرة لعبت دور القاطرة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، فتركيا هي ثاني أكبر مشتر بعد ألمانيا للغاز الطبيعي الروسي الذي يجري توريده عبر "الممر الغربي" المار عبر أراضي أوكرانيا ومولدوفا ورومانيا وبلغاريا، وكذلك من خلال خط أنابيب "السيل الأزرق"، وفي العام الماضي زودت روسياتركيا بنحو 26,6 مليار متر مكعب من الغاز. وأكد بوتين أن بلاده تدرك مدى أهمية موارد الطاقة الروسية لتطوير التنمية الاقتصادية والاجتماعية في تركيا، لذلك فهي دائما تستجيب للطلبات المتعلقة بزيادة حجم الصادرات. وفي أكتوبر الماضي تم التوصل إلى اتفاق لزيادة حجم إمدادات الغاز الروسية من 16 مليار متر مكعب إلى 19 مليار متر مكعب سنويا عبر خط أنابيب "بلو ستريم" وتنفيذ الأعمال اللازمة لذلك. وقال تقرير ل(صوت روسيا) إن تركيا كانت ولا تزال شريكاً تجاريًا هاماً بالنسبة لروسيا. في عام 2013، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 32.7 مليار دولار. وأشار التقرير إلى أن ما هو مطروح اليوم على جدول أعمال محادثات بوتين مع القادة الأتراك هو تحسين نوعية التبادل التجاري، عن طريق المنتجات التكنولوجية العالية، وتطوير التعاون الصناعي. ومن أحد الاتجاهات الواعدة ، التعاون في مجال استكشاف الفضاء، ففي 15 شباط (فبراير) من هذا العام، تم إطلاق ناجح لصاروخ نقل فضائي روسي وعلى متنه قمر صناعي تركي للاتصالات "تركسات- 4A ". وفي العام المقبل، يتوقع إطلاق القمر الصناعي الثاني - "تركسات".